مؤمن البيت الأبيض
منذ 2004-07-02
تخيلوا أن متنصّتا على البيت الأبيض، استطاع أن يدخل كاميرا صغيرة ، مع جهاز تنصّت ، ويستمع إلى هذا الحوار بين بوش وعصابة الشر الأمريكية في البيت الأبيض ...
تخيلوا أن متنصّتا على البيت الأبيض، استطاع أن يدخل كاميرا صغيرة ، مع جهاز تنصّت ، ويستمع إلى هذا الحوار بين بوش وعصابة الشر الأمريكية في البيت الأبيض ، فهــو يسترق السمع وهم لا يشعــــــرون :
والحديث بدا غير واضح في بادئ الأمر ، مثل الصورة ، ثــم علا التشويش قليلا ، ثم بعد هنيهة بدت أصوات المجتمعين واضحة بما فيه الكفاية ، وقد بدت الصورة من أعلــى الغرفة الواسعة ، وهم في بهو البيت الأبيض ، ويجلس بوش على أريكة كبيرة وسط العصابة ، وهم حوله قابعــون ، فألقى المتنصّت سمعه لهذا الحوار المثيــــــــر :
الآن يسمع بوضوح صوت بوش ، وهو يقول لمن حوله ، فيما بــدا أنه يقرأ من كتاب ، أو يلقي درســــــا :
بوش : يقول نيكسون ملِّخصا السياسة الخارجية الأمريكية التي لا يملك أي رئيس أمريكي أن يحيــــــد عنهــــا :
السطو على نفط الخليج : ـ
" للغرب مصلحة حيوية في الإبقاء على وصوله إلى نفط الخليج .. فإن تأثير توقف تدفقه إليها يعني شلل الصناعة الأمريكية "
حماية الكيان الصهيونية : ـ
" للولايات المتحدة الأمريكية أيضا مصلحة كبرى في المحافظة على وجود إسرائيل وأمنها ، فنحن وإسرائيل لسنا حليفين طبيعيين عاديين ، بل إن لدينا التزاما أخلاقيا معها هو أسمى من أية اتفاقية أمنية ، فقد أوضحت باقتضاب في اجتماع لزعماء الكونغرس في مطلع حرب يوم التكفير عام 1973م ، " ليس لأي رئيس أمريكي أن يترك إسرائيل تغرق في الوحل " إن إسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط ، وأحاطت بها من يوم مولدها بلدان صممت على تدميرها ، أما عمق التزامنا بها فيتجلى في حقيقة تقديم أمريكا لإسرائيل منذ اعترافنا بها قبل خمس وأربعين سنة 40 مليار دولار على شكل مساعدات اقتصادية وعسكرية ، أي أكثر من ضعف ما أنفقنا على خطة مارشال ، ثم جاءت حقيقة اعتراف الحكومات العربية أخيرا بوجود إسرائيل يجسد دليلا على الاعتراف العربي بأن التزامنا ببقاء إسرائيل ركن أساسي في سياستنا الخارجية لن يتغير حتى يلج البعير في سم الخياط " وبلا ريب لقد زاد هذا المبلغ كثيرا منذ كتابة نيكسون هذا الكتاب الذي أنقل من ص 148ـ 158 طبعته الأولي 1995م
القضاء على التهديدات الإقليمية: ـ
ثم يقول بعد ذلك " والحق أن أخطر تهديد لمصالحنا الحيوية في منطقة الخليج العربي ينطلق من الأنظمة الراديكالية في العراق ، وسوريا ، والسودان ، وإيران ، وليبيا ـ يقول هذا قبل ظهور خطر الجهاد " الإرهاب الإسلامي " الذي سيطر على المشهد العالمي كما نشهد رغم التحليلات التي تقول إن تهويل حجمه مفتعل لدور هذا الافتعال المهم في تحقيق أهداف الهيمنة الأمريكية ـ إذ جعل صدام حسين من يوم تولّيه السلطة العراق قوة إقليمية كبرى ، وإن كان نفوس العراق 18 مليون نسمة فقط فهو يسيطر على 11% من احتياطي النفط في العالم كما أن مؤسسته العسكرية أكبر من نظيرتها البريطانية ، ولم يزل حجم قواته المسلحة حتى بعد حرب الخليج يحتل المرتبة الخامسة عشرة في العالم "
ثم ذكر أمثلة أخرى من التهديدات في المنطقة على الصهيوصليبية العالمية
أنظمة الخليج موالية ولكن لا تستطيع ضمان مصالحنا فلا بد من احتلاله : ـ
ثم قال عن أنظمة الخليج بعدما ذكر أنها غير قادرة بنفسها على ضمان مصالحنا تماما رغم حرصها على ذلك :
" ولأن هذه الأنظمة ليست بقادرة على اعتناق أمريكا تماما لخوفها من أن يولد ذلك عنفا داخليا ، علينا أن نصوب نظرنا لسبيل آخر عندما لا تسلس هذه البلدان قيادها لنا في القضايا الدولية ، والشيء الأكثر أهمية هو عملها المشترك معنا في قضايا أمن الخليج ، وانطلاقا من ذلك يفرض الواجب علينا تعزيز تسهيلات الإنزال البحري والجوي للقوات الأمريكية في منطقة الخليج العربي ، لقد سلخنا أثناء حرب الخليج ستة شهور لنشر الجنود والمعدات المطلوبة هناك ، وإذا كان العراق قد أعطانا هذه المهلة الثمينة لإتمام استعداداتنا ، فإن المعتدي الجديد قد لا يرتكب نفس هذه الغلطة ، وإذن علينا أن ننشر المعدات بشكل مسبق ولأقصى درجة ممكنة ـ كالدبابات ، والمدفعية الثقيلة ، والعجلات الخفيفة المدرعة ـ بما يشكل قوة ضاربة دفاعية محدودة ، نستطيع استخدامها في السعودية ودول خليجية أخرى " .
وبذلك يصبح الموقف العسكري لصالح الصهاينة بشدة :
ثم قال " فقد ولى عهد الاتحاد السوفيتي العدائي الذي يدعم أعداء إسرائيل من الغرب ، وحلت مكانه روسيا الديمقراطية ، ولم يعد أعداء " إسرائيل" يأخذون بالاعتبار الدعم المالي من دول الخليج النفطية الثرية ، وبعد انتهاء حالة العداء بين مصر وإسرائيل على ضوء اتفاقيات كامب ديفيد ، أضحى الموقف العسكري في صالح إسرائيل بشدة "
ويمضي بوش قائلا والجميع ينصت بلا مقاطعة :
هذا الذي قاله نيكسون يا إخوتي الشياطين ، يجب أن لاننســـاه أبدا .
فقال له رامسفيلد اللعين ، أولــم تسمع سيادة الرئيس ما قاله فيليب زيلكو مؤخرا ، إنه يجب أن يؤدب ، فهــو يفضح الأسرار .
بوش : وما قال ؟
تصريح فيليب زيلكو :
وفيما يلي الترجمة لأهم ما جاء فيه :
قال :
احتلال العراق كان لحماية "إسرائيل " لكن بوش لم يستطع أن يصرّح بذلك :
وكالة أنباء الانتر برس سيرفس أماطت اللثام عن تصريحات فيليب زيلكو -الذي يشغل منصب المدير التنفيذي للجنة تقصي الحقائق لأحداث الحادي عشر من سبتمبر- التي أدلى فيها أن إزالة خطر العراق على إسرائيل -أبرز حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط- كان أحد الأسباب الرئيسة للغزو الأمريكي العام الماضي.
تصريحات زيلكو عن غزو العراق لتأمين "إسرائيل" كأحد أهداف الحملة تناقض الموقف المعلن للرئيس بوش وإدارته الذي لم يتطرق قط إلى العلاقة بين حرب بوش على نظام الرئيس السابق صدام حسين وقلقه على أمن إسرائيل .
جاءت تصريحات زيلكو عن "الخطر غير المعلن" أثناء توليه لإدارة أعلى درجة عالية من الكفاءة الاستخبارية تعرف باللجنة الاستشارية لاستخبارات الرئاسة الخارجية التي ترفع تقاريرها للرئيس مباشرة.
صرح زيلكو أمام حشد في جامعة فرجينيا في العاشر من سبتمبر لعام 2002 بصفته أحد خبراء السياسة الخارجية الذين استضافتهم الجامعة لمناقشة تبعات الحادي عشر من سبتمبر ومستقبل الحرب على تنظيم القاعدة: "لماذا يقدم العراق على مهاجمة الولايات المتحدة أو يستخدم الأسلحة النووية ضدنا؟ أنا أقول ما أظنه أن الخطر الحقيقي كان منذ 1990 على إسرائيل" .
واستطرد قائلا: " أقول لكم بصراحة هذا هو التهديد الذي لا يجرؤ أن يصرح باسمه فالأوروبيون لا يهتمون كثيرا به. والحكومة الأمريكية لا تريد أن تصرح بهذا التهديد بحماسة لأنه لا يستقطب العامة".
واستطرد زيلكو مخاطبا جمهوره: "تصور هذه السيناريوهات وأنا سأقول لك أن المسئولين قد فكروا بهذه الاحتمالات ولكنهم لم يكونوا يصرحون بها كثيرا".
"لا تركز على العلاقة بين العراق والقاعدة بل تساءل هل العراق على علاقة بحماس والجهاد الإسلامي ومن يقومون بالتفجيرات الانتحارية في إسرائيل؟ سؤال يسهل الإجابة عليه إذ أن الدلائل يصعب حصرها".
بوش : دعنا من زيلكو الآن ، فلن يضر قوله شيئا ، فالمنطقة كلها تحت سيطرتنا وفي قبضتنا .
قالت كونداليزا رايس :
أستطيع أن أفهم من قولك سيدي الرئيس أن :
الخلاصة :
أن أطوار مشروعنا للهيمنة على العالم الإسلامي ، والتي بعضها قــد مــرّ وبعضها سيأتي ... هي : ـ
1ـ سقوط الاتحاد السوفيتي وتحوّل المشهد العالمي من وجود ثلاث عوالم ، إلى عالمين ، العالم الأول هو الغرب ، والثاني هو النصف الجنوبي من الكرة الأرضية الذي يحوي ثلثي العالم ، ومنه العالم الإسلامي الذي طالما خطط العالم الأول للهيمنة عليه ، وها نحن قد انطلقنا لنجعل هذا الحلم حقيقة .
2ـ افتعال حرب الخليج الأولى لاحتلال الخليج عسكريا ، تمهيدا لاحتلال العراق ، وقد نجحنا في ذلك ، وكان نجاحنا في جعل الشعوب المغفلة تصدق أكبـــر من نجاحنا العسكــــــــــري.
3ـ احتلال العراق ـ بعد استغلال الربط مع 11/9 ـ وتفكيكه وتحويله إلى كيان تابع للعالم الأول ، ثم تفكيك كل الدول الأخرى التي شعر العالم الأول أنها شكلت تهديدا ما لأطماعه .
4ـ استغلال الدول الموالية لتفكيك ما تبقى من الجامعة العربية مع أنها كيان مهترىء آيل للسقوط أصلا ، ووضع الشرق أوسطية بديلا .
5ـ تصفية الجهاد الفلسطيني وإنهاء كل أشكال المقاومة في فلسطين ، تمهيدا لفرض الحل الصهيوني للقضية .
6ـ استكمال سلب الهوية العربية والإسلامية ، وتحويل المنطقة إلى مستعمرات أمريكية مرتع للسياسة والثقافة الغربية ، تدريجيا إلى أن يجتث الإسلام كليا من المنطقة ، ويتحول إلى إسلام "طقوسي" تابع للهيمنة الغربية .
7ـ التربع على عرش الإمبراطورية الأمريكية وإعلان نجاح مشروع القرن الأمريكي .
قال بول وولفويتز :
لكن يقف في طريقنا أمران ، سيدي :
قال بوش : ما هما ؟
قال بول وولفيوتز :
1ـ ثورة شعوب المنطقة عندما تعي حقيقـــــــة الخطر .
قالت رايس :
هذه قد وجدنا حلها في أمريـــــن :
أحدهما : تحويل كثير من المتديّنين المتوقع معارضتهم لهذا المشروع ، إلى معسكرنا بفتاوى شرعيّة ، تجعل قبول مخططنا من صميم امتثال دينهم ، لانه طاعة لولاة الأمر وما أبرموه من معاهدات، وقد حققنا نجاحا على هذا الصعيد لم نكن نتوقعه ، وهذا ليس بجديد علينا ، فقد فعله الإنجليز والأوربيون في الاحتلال الماضي ، وقد استفدنا من تجاربهم .
الثاني : إلهاء الشعوب بإثارات المواد الإعلاميّة من جهة ، والسيطرة على الأخبار من جهة أخرى .
وهذا يؤدي إلى تبلـّــد الوعي بحقيقة الخطر إلى أن يتم المشروع ، ثم لا يضر بعد ذلك لو وعوا ما هم فيه بعد فوات الأوان ، وبعد سيطرتنا على كل شيء ، فلن يزيدوا على البكاء على أطلال الأجداد ، كما فعلوا في حالة الأندلس.
قالت : وأما النخب المثقفة ، فنلهيها بمشروع " إصلاحي" زائف جديد ، ندغدغ به أحلامهم عن الحرية ، وحقوق الإنسان ، وتداول السلطة ، وتوزيع الثروة ، ونعدهم ونمنيهم ، كما وعدناهـــــم دوما فصدقونا ، ولنطلق عليه هذه المرة " مشروع الشرق الأوسط الكبير " ، لأن هذه اللعبة أكبر من كل ما سبق ، منذ أن خدعناهم بمنحهم الإستقلال العربي إن هم ثاروا على إخوانهم العثمانيين ، ثم ضحكنــا عليهم ، ولم يعتبروا ، ولازالـــــــــــوا وعجبا لهـــم ، منذ أن تركوا دينهم وهم أذل الناس ، ولم يعرفوا بعد سر قوتهم فيـــــــــه !!
قال بوش :
وما هو الأمر الثاني ؟
قال بول وولفيوتز :
2ـ المجاهدون ؟
فهذا حلها بملاحقتهم مباشرة وعن طريق دول المنطقة الموالية لهـم ، وواضح سيدي : أنه مهما كانت قدراتهم فهي لن تعدو المناوشات التي تنتهي إلى طريق مسدود .
قال رامسفيلد :
لكن بقيت علينا المعضلة الكبيرة جدا سيدي .
قال بوش ، وقد رمت العصابة بأبصارهــا إلى العجوز :
ماهي لا أمّ لــــــــك .
قال العجوز الأشمط : كما تعلمون أن الخطر الأكبر على كل هيمنة ثقافة على ثقافة ، وأمة على أمة ، هو أن تصبح المقاومة للهيمنة جزءا لا يتجزأ من النسيج الإجتماعي ، ويغدو ثقافة عامة ، فحينئذ يدق ناقوس الخطر ، ويحدق بنا.
قالوا جميعا : نعم هنا مكمن الخطر ، إذ يستحيل علينا سحق شعب بأكمله ، فيثير علينا ذلك كل شعوب المنطقة وتتحول إلى بحر مائج من البراكين ، وقد رأيتم ما حصل معنا في فيتنام ، والصومال .
قال رامسفيلد : أتذكرون أن أكثر ما كنا نخشاه في العراق هو هذا الخطر ، ولهذا قد كنا نقول إن المقاتلين لنا هم أجانب فحسب ، وكنا نكذب لنشعر الناس أنها مقاومة محدودة ، مصيرها الفشل بعدما نحكم قبضتنا على البلاد .
قال بوش : غير أن منظر السحل في الفلوجة ، وانتشار المقاومة في الشعب العراقي نفسه ، أوضح للشعوب أنها مقاومة شعبية ، كمقاومة الشعب الفلسطيني لاحتلال إخواننا الصهاينة ؟!
قال رامسفليد : الله لايفتح عليك يا سيدي .
قال بوش : أكمل يا عجوز الشــــــــرّ .
قال رامسفيلد : إن الذي يحول المقاومة من عمليات محدودة يقودها شباب متحمسون ، يبحثون عن ثغرات يضربون بها بين الفينة والأخرى ، إلى جزء من النسيج الإجتماعي والثقافي من المجتمعات ، هــــم .
قال الجميع بصوت واحـد : من هـــم قاتلك الله ؟
قال رامسفيلد : هم قادة الفكـر ، ورجال صناعة الوعي ، فهؤلاء خطرون جدا ، إنهم يصنعون وعي المجتمع ، ويوجهونه ضدنا ، ولا يموتون بموتهم ، بل يحيي فكرهم بعدهم أفواجا من المقاومة ، إنهم أخطر سلاح ضدنا ، ولا أحتاج أن أذكركم بالشيخ أحمد ياسين ، وما صنعه في إخواننا الصهاينة وهو مقعد ، وما أخرجنا مع الصهاينة دماغه الكبير والخطير من رأسه ، بالصواريخ ، إلا بعدما صنع جيلا كاملا ، من العقول التي تصنع القنابل البشرية ، وتقلب خططنا رأســا على عقب .
ويوشك إن تركنا أمثال هؤلاء في العالم الإسلامي ، أن يعبّئوا ضدنا المجتمعات ، وتتحول المقاومة من مجموعات صغيرة ، إلى ثقافة عامة .
قال بوش : نعتقلهم جميعا ونضعهم في أقفاص غوانتنامو !!
قالت رايس لتشيني هامسة : الم أقل لك إنه أحمق ؟!
قال رامسفيلد : كلاّ سيدي ، الحل أن نغيـّـر العين التي يستمدون منها ، حتى إذا ذهب هذا الجيل ، نضمن أن لا يأتي مثلهم ، وريثما نكمل هذه الخطة ، نلهي الشعوب بإعلام المتعة واللذة ، ألم تر كيف فعلنا بهم في " ستار أكاديمي " ولدينا مثله الكثير الكثير .
قال بوش : اقطعــــوا العين اليوم .
نظرت رايس لتشيني مرة أخرى ، وهزت رأسا يمنة ويسرة قليلا ، كأنها تقول : ألا فصبرا على هذه البلوى .
قال رامسفيلد : إنما اعني سيدي تغيير المناهج التي تعلم الشعوب الإسلامية عزة الانتماء إلى الإسلام ، وتجعل موالاتنا ضد إخوانهم المسلمين ردة عن دينهم ، وتأمرهم بجهاد المحتل ، هذه هي التي صنعت المجاهدين ، ويوشك إن قتلناهــم أن تخرج مثلهم الآلاف بل الملايين .
فيجب علنا أن نقطع الطريق على من يصنع عقول هذه الشعوب غيرنا ، في كل النواحي ، في الإعلام ، وفي المدارس ، وفي الجامعات ، وفي كل مكان ، وذلك لايتم إلاّ بتغيير المناهج .
قال بوش : قد قلت لكم فيما مضى ، نجمع نسخ القرآن ، ونحرقها .
تارة أخرى يتبادل تشيني ورايس النظرات اليائسة .
قال رامسفيلد : لا نستطيع سيدي هكذا ، لا نستطيع هكذا ، إن الأمر أعقد بكثير ، إنه حضارة عظيمة ، وممتدة في التاريخ ، والقرآن محفوظ في صدورهم ، ليس أوراقا نمزّقها .
قال بوش : إذن كيف ستغير المناهج ؟
رامسفليد : أولا نكثر من الجامعات والمعاهد والمدارس الأجنبية في بلادهم ونستقطب إليها أبناء عليــــــة القوم .
وأما بقية الشعوب ، فنغيــّر في المناهج التعليمية المعاني التي تعطي المفاهيم التي تعارض سياستنا ومشروعنا ، نجعل القرآن والإسلام نصوصا لها معان أخرى تناسبنا .
قال بوش : لكنهم لن يسمعونا ، إنهم يسمعون من علماءهم فقط .
رامسفليد : سنجد يا سيدي من علماءهم من يقوم بهذا الدور .
رئيس السي آي إيه : لقد وجدنا بالفعــــــــل سيدي .
قال تشيني : لكن هذه الجماعات الإسلامية ، والحركات ، والهيئات ، والمؤسسات ، والعلماء ، والدعاة ، ووسائل الإعلام ، والمساجد ، وما لا يحصى من ذلك كله ، كيف لنا أن نهزمهم فكريــــــّــا ، وقد امتلأ بهم العالم الإسلامي كلـــــــــه .
قال رامسفليد : سنشغلهم بالخلافات ، والأمور الثانوية ، ونحرّش بينهم ، بأناس ندسهم فيهم ، يقنعونهم أنه لاخطر منــا ، إنما الخطر من هذه الحركات والدعاة أنفسهـــــــــم ، ونضرب قلوب بعضهم ببعض ، فيلهون بالصراعات فيما بينهم على الزعامات الشخصية ، والمكاسب الحزبية ، ونفرغ طاقاتهم في هذا الميدان ، ونخترق صفوفهم بالمذاهب الضالة منهم ، ونحولهــا إلى عيون لنا عليهم ، ومفسدين لذات بينهم ، يوطئون لنــا مشروع الإمبراطورية ، صنيع ابن العلقمي مع التتر .
قال الجميع : وبهذا سيدي الرئيس ، لا يقف بيننا وبين النصر التام شيء ,.
فوقف بوش فرحا مسرورا ، وقال لنحتفل إذن بشرب الخمر على النصر النهائي على الإسلام والمسلمين .
وبينما هم يتمايلون فرحا ، ليقفوا ، وليجيبوا دعوة سيّدهم إلى شرب الخمـــــر على دماء المسلمين .
إذ دخل عليهم أحد الروم من موظفي البيت الأبيض الكبار ، وكان من قبل يكتم إسلامه ، فقال اجلسوا إني أريد أن أكشف لكم سرا عظيما .
فجلسوا منصتيـــــــن مندهشــــــــــــين .
فقام فيهم خطيبــــــــا صادعــــــــــــا بالحق المبين :
ألا يا عصابة الشر ، قد علمتم والله إن الإسلام دين الحق الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم مصدقا لما جاء به عيسى عبد الله ورسوله وكلمته التي ألقاها إلى مريم وروح منــه ، وقد بشر به عيسى عليه السلام ، وأنكم إنما تحاربون الله عندما تحاربون دين محمد عليه الصلاة والســــــــــــلام .
ولكن أغرتكم يهود بما أغرتهم به من متاع الحياة الدنيا ، فاستهوتكم إلى هواها ، واستعملتكم في حرب الله تعالى ، ورضيتم بذلك طائعين ، وذهبتم إلى أرض الرسل الكرام ، وقد علمتم أن ميراث الرسل أضحى بيد المسلمين ، تريدون أن تطفئوا نور الله تعالى ، وتحاربوا دينه .
وقد أغراكم ما ترونه مما حلّ بالمسلمين من الضعف والبعد عن دينهم ، ونسيانهم أنّ عزّهم فيه لا في غيره ، كما غرّكم ما صنعه في تلك الشعوب أولياؤكم من زعماءهم السياسيين الخونة ، من الهوان والتفرق ، وزين الشيطان في قلوبكم ثروة النفط ، ونزعة الهيمنة ، وسيطرت على عقولكم أحلام الإمبراطورية الرومانية .
ولكن اعلموا أنكم تقودون أنفسكم وشعوبكم إلى حتفكم .
قال أخبثهم ريتشارد بيرل : ويحك ، كيف نُقــاد إلى حتفنا ، وقد استوينا على بلادهم ، وملكنا رقابهم ، ووضعنا الحديد في أعناق قادتهم جميعا .
قال المسلم : بل ويحكم جميعا ، إنما يستدرجكم الله ، كما استدرج فرعون ، وكلّ الطغاة ، إن الذي سيهلككم هو طغيانكم ، وكذلك هي سنة الله ، تلاها اليهود في التوراة ، والنصارى في الإنجيل ، وفي القرآن قال الله تعالى :
{ اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ولا يحيق الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلا سُنَّتَ الأوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلا . أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا . وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا } [فاطر:43-45]
وسيخرج الله تعالى لكم رجالا من المسلمين ، يزلزلون الأرض من تحت أقدامكم ، وستنهض بهم بعد الله أمة الإسلام ، وها أنا ذا أرى فيها نبض الحياة ، بهذا الجهاد الذي بدأ يشتعل ، وتلك الروح التي بدت تنتشر .
ألا ترونهم يقاتلون بلا خوف ، ألا ترونهم يجاهدون كالأسود ، ويزأرون كالرعود ، ألا ترون أنكم تزيدونهم إصرارا وشجاعة ، كلما زدتم عليهم في العنف والقتل والتشريد ، إن هذه علامة إرهاصات النهضة الشاملة .
قالت رايس وقد جلّل الخوف وجوههــم جميعا : لنفرض أننا انقلبنا عنهم قافلين إلى ديارنــــــــا ، بثورة علينا عارمة ، فسنفعل مثل ما فعل إخواننا الأوربيون في الاحتلال الماضي ، سننصب عليهم أولياءنا ، فيظنون أننا انكفأنا وما انكفأنا .
فقال حينئذ أخبثهــم بيرل : لا هذه المرة ، يختلف الحال ، إن الخطاب المهيمن على الشعوب هو الخطاب الإسلامي ، فإذا انكفأنا فلن نفلح أبــــــــــــــدا .
قال بوش : إذن الموت ، أو نستعبدهم فننتصر .
قال المسلم الذي كان يكتم إسلامه : بل الهزيمة التي أراها والله تلوح على وجوهكم ، وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد .
{ فوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَاب . النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ . وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ . قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ . وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ . قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلآّفِي ضَلالٍ . إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ . يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ . وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ . هُدًى وَذِكْرَى لأولِي الألْبَابِ . فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ . إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلإّ كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ . لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لايعلمون } [غافر:45-57]
المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام
حامد بن عبد الله العلي
أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية
- التصنيف: