العشر الأول من ذي الحجة 1-3
وسمى اليوم الثامن من ذى الحجة بيوم التروية وذلك لأن الحجاج كانوا يأتون منى ويبيتون بها وليس بمنى ماء فكانوا يحملون معهم من ماء زمزم فيشربون ويرتوون ولذلك سمى اليوم الثامن من ذى الحجة بيوم التروية ..
أيها الإخوة المؤمنون أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم
بفضل الله تعالى علينا وكرمه ومنته..
أصبحنا قاب قوسين أو أدني من أفضل أيام الدنيا .. العشر أيام الأول من شهر ذى الحجة كما جاء عنها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم..
كاد أن يهلَّ علينا هلالها وهو يحمل إلينا أكثر من بشارة أما البشارة الأولى فإن العشر أيام الأول من شهر ذى الحجة هى الأيام التى يختم فيها المسلمون مناسك الحج الى بيت الله الحرام نسأل الله تعالى أن يكتبه لكل مسلم ومسلمة..
( {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} )
سئِل النبيُّ صلى الله عليه وسلم أيُّ العمَلِ أفضَل؟ فقال إِيمانٌ باللهِ ورَسولِه قيل ثمّ ماذَا يا رسول الله ؟ قالَ الجهادُ في سبيلِ الله قيل ثم ماذا يا رسول الله؟ قال حجٌّ مبرور.
أمر الحكيم العليم سبحانه وتعالى الخليل إبراهيم عليه السلام أن يرفع قواعد البيت الحرام وحدد الله تعالى له مكانه وعرفه ماذا يفعل..
( {وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} )
ورفع الخليل عليه السلام قواعد البيت الحرام وأتم البناء ووفاه وهو يقول بلسان الحال والمقال ( {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} )
فرغ الخليل من رفع قواعد البيت فأمره ربه سبحانه أن ينادى فى أهل الأرض ليأتوا الى البيت الحرام حجاجاً ومعتمرين
فذُكر أن إبراهيم عليه السلام قال يا رب وكيف أبلغ الناس وانا عبد ضعيف وصوتي ضعيف لا ينفذهم؟ فقال الله يا إبراهيم ناد وعلينا البلاغ.
فقام الخليل عليه السلام على مقامه وقيل على الصفا ونادى فى أهل الأرض فقال يا أيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتا فحجوه..
فيقال إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض وأسمع من في الأرحام والأصلاب وأجابه كل شيء سمعه من حجر ومدر وشجر ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة فقال لبيك اللهم لبيك..
يهلَّ علينا هلال العشر أيام الأول وبين يديه بشارات يأتى على رأس هذه البشارات أنها اشتملت على خير أيام الدنيا :-
ففيها اليوم الثامن من عشر ذى الحجة فيه يبدأ حجاج بيت الله أداء المناسك يذهبون فيه إلى منى ليس لهم في ذلك اليوم من عمل إلا المقام بمنى وهو مقام سنة لا واجب ولا فرض يصلون فى منى الفروض الخمسة قصراً من غير جمع ويكثرون من الذكر والدعاء والاستغفار والتوبة..
وسمى اليوم الثامن من ذى الحجة بيوم التروية وذلك لأن الحجاج كانوا يأتون منى ويبيتون بها وليس بمنى ماء فكانوا يحملون معهم من ماء زمزم فيشربون ويرتوون ولذلك سمى اليوم الثامن من ذى الحجة بيوم التروية ..
ثم يأتى اليوم التاسع من ذى الحجة وهو يوم عرفة من أفضل أيام السنة.
يوم مغفرة ورحمة وعتق من النار قال عنه النبى صلى الله عليه وسلم ( «ما رؤى الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا ادحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام الا ما أرى يوم بدر قيل وما رأى يوم بدر يا رسول الله قال أما انه قد رأى جبريل يزع الملائكة » ) [رواه مالك في المطأ وضعفه الألباني ]
يتبع: العشر أيام الأول من ذي الحجة 2/3
محمد سيد حسين عبد الواحد
إمام وخطيب ومدرس أول.
- التصنيف: