مع انقضاء عام هجري
- فالأحداث متسارعة بصورة مدهشة ، بحيث لم يعد الحدث الواحد يستغرق سوى أيام قلائل من انشغال الناس به ، حتى يأتي حديث أشد ينسى ما قبله ، ويجعله مجرد تاريخ .
مع انقضاء عام هجري ، ومجيء عام جديد ، يتذكر المرء شيئا من عجائب زماننا هذا الذي نعيش فيه ، حيث السرعة المفرطة ، وحالة اللهاث المتواصل على كافة المستويات ، وقلة البركة في الوقت والعمر ، وكثرة التقلبات ما بين مد وجزر ، وظهور واندثار .
- فالأحداث متسارعة بصورة مدهشة ، بحيث لم يعد الحدث الواحد يستغرق سوى أيام قلائل من انشغال الناس به ، حتى يأتي حديث أشد ينسى ما قبله ، ويجعله مجرد تاريخ .
- وكم من شخصيات تبرز فجأة ، وتصبح ملء السمع والبصر لأيام قلائل ، ثم سرعان ما تصير نسيا منسيا .
- وكم من كتب أحدثت ضجة ومعارك طاحنة ، ثم انزوت إلى أرفف المكتبات .
-وكم من معارك فكرية استهلكت وقت الناس وعقولهم وطاقاتهم ، ثم توارت إلى غياهب النسيان .
- والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي - مهما كانت قيمتها - تبقى يوما أو يومين محل تفاعل ثم تتحول لذكرى أو أرشيف .
- وسنوات عمرنا نفسها صارت تتسرب من بين أيدينا ، حتى أصبح المرء يتساءل كيف تصرمت السنوات الخمس أو العشر الماضيات ، وفيما ذهبت ؟
- ومصداق ذلك كله ما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان " ومن معاني ذلك كما ذكر الحافظ في الفتح أن تذهب البركة فيذهب اليوم والليلة بسرعة .
فاللهم بارك لنا في أوقاتنا وأعمارنا ، واجعل خير أيامنا يوم نلقاك .
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: