سيكون يوماً رائعاً

منذ 2020-10-02

تعلمنا من طفولتنا وحتى المشيب اهوال يوم القيامة، ولم نتعلم نفحات يوم القيامة.

عندما تُبعث وترى الملائكة في إنتظارك تتلقاك...
{وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}...

• سيكون يوماً رائعاً عندما تطلقها صرخة في العالمين من الفرح ..
 {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ }...

• سيكون يوماً سعيداً عندما تنظر خلفك وترى ذريتك تتبعك لمشاركتك فرحتك...
{أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}..

• سيكون يوماً في غاية الروعة وأنت تمشي ولأول مرة في زمرة المرضي عنهم ويتقدمك النبي محمد صلى الله عليه وسلم...
{يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ}...

• سيكون يوماً جميلاً جداً عندما تكون ضيفاً مرغوباً فيه أنت وأهلك وتسمع نداءً خاصا لكم أدخلوا...
{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ}

• لن تكون قادراً على إخفاء نضارة وجهك السعيد عندما يكون رفيقك هناك محمد ﷺ  وعيسى وموسى وإبراهيم ونوح - عليهم السلام  
{فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا}...

هناك ستتذكر ما تلوته هنا :
{أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} ...

استعد جيداً  لحياة سرمدية...
كن على العهد .. واصل المسير ..فلم يتبقى إلا القليل...
فيامن جاوز الأربعين نحن نجمع رحالنا لنستعد للرحيل.

وحتى تكتمل الفرحة ونكون ممن شملتهم الآيات وخصهم الله بأعلى الكرامات 

فسيكون يوما رائعا بالنسبة لك إذا مت على التوحيد الخالص لله، قال تعالى في سورة البقرة
{لَاۤ إِكۡرَاهَ فِی ٱلدِّینِۖ قَد تَّبَیَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَیِّۚ فَمَن یَكۡفُرۡ بِٱلطَّغُوتِ وَیُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ وَٱللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ
وقال عليه الصلاة والسلام : «من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة» 

سيكون يوما سعيدا كنت من المتقين فبعد ان ذكر الله اهل النار وورودهم عليها قال سبحانه: 
{ثُمَّ نُنَجِّی ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوا۟ وَّنَذَرُ ٱلظَّـٰلِمِینَ فِیهَا جِثِیࣰّا} - [سورة مريم: الآية ٧٢] 

 سيكون يوما جميلا والملائكة تتلقانا مع المؤمنين الصادقين اذا أصلحنا ما بيننا وبين الله وأصلحنا ما بيننا وبين الناس قال تعالى: 

{جَنَّتُ عَدۡنࣲ یَدۡخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنۡ ءَابَاۤئهِمۡ وَأَزۡوَ ٰ⁠جِهِمۡ وَذُرِّیَّتِهِمۡۖ وَٱلۡمَلَائكَةُ یَدۡخُلُونَ عَلَیۡهِم مِّن كُلِّ بَابࣲ} [سورة الرعد الآية ٢٣]

إذا أردت أن ترافق النبي صلى الله عليه وسلم في أعلى الجنان، فاحرص على طاعة ربك الحنان المنان وطاعة النبي العدنان، 
قال تعالى: {وَمَن یُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُو۟لَئكَ مَعَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِیِّيِّنَ وَٱلصِّدِّیقِینَ وَٱلشُّهَدَاۤءِ وَٱلصَّالِحِینَۚ وَحَسُنَ أُو۟لَئكَ رَفِیقࣰا} [سورة النساء الآية ٦٩]

إذا أردت أن يرفعك ربك الدرجات العلى ويكفر عنك الخطيئات فاعمل بما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: 
«إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها قيل لمن يا رسول الله قال لمن أطعم الطعام ووصل الأرحام وأدام الصيام وألان الكلام وصلى بالليل والناس نيام».

إذا أردت الجنة فعليك بلزوم الطاعة وعدم الاغترار بالدنيا والركون إليها فإنها فتانة خداعة 
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت    ***   أن السعــادة فيها ترك ما فيهــا
لا دار للمـرء بـعـد المـوت يسـكنـهـا    ***   إلا التي كان قبل الموت يبنيهـا
فإن بـنــاها بخيـر طـاب مـسـكـنــه    ***   وإن بنـاهـا بشـر خـاب بـانـيهـا

وأبلغ من هذا قول ربنا تبارك وتعالى: 
{یَأَیُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقࣱّۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَا وَلَا یَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ} [سورة فاطر الآية ٥]

وأخيرا : حفظكم الله - فإن الله شرع لنا دينا قويما وهدانا إليه صراطا مستقيما - فعلينا أن ندخل في الإسلام دخولا كليا، 
قال تعالى: {یَأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱدۡخُلُوا۟ فِی ٱلسِّلۡمِ كَاۤفَّةࣰ وَلَا تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَ ٰ⁠تِ ٱلشَّیۡطَانِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوࣱّ مُّبِینࣱ}.[سورة البقرة الآية ٢٠٨].
والمقصود بالسلم الإسلام فلا إفراط ولا تفريط. 

اسال الله العظيم رب العرش العظيم العلي القدير الحنان المنان العفو الغفور الكريم أن يجعلنا من أهل الجنان وأن يباعد بيننا وبين النيران وأن يرزقنا جميعاً القلوب الوجلة والمطمئنة التي تخشى عذابه وتشتاق للقائه سبحانه وتعالى وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
___________________________
بقلم : د . حسام رفاعي