تباريح (2)
هذه قصة اليوسفيين باختصار... فاعتبروا يا أولي الأبصار.
{بسم الله الرحمن الرحيم }
# مهد الاستبداد
قال العَلاَّمةُ المُصلِحُ الشيخ مُحمّد رشيد رِضا رحمه الله تعالى:
"إِنَّ الشُّعُوبَ الَّتِي تَنْشَأُ فِي مَهْدِ الِاسْتِبْدَادِ، وَتُسَاسُ بِالظُّلْمِ وَالِاضْطِهَادِ،
تَفْسُدُ أَخْلَاقُهَا، وَتَذِلُّ نُفُوسُهَا، وَيَذْهَبُ بِأْسُهَا، وَتُضْرَبُ عَلَيْهَا الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ،
وَتَأْلَفُ الْخُضُوعَ، وَتَأْنَسُ بِالْمَهَانَةِ وَالْخُنُوعِ، وَإِذَا طَالَ عَلَيْهَا أَمَدُ الظُّلْمِ تَصِيرُ هَذِهِ الْأَخْلَاقُ مَوْرُوثَةً وَمُكْتَسَبَةً حَتَّى تَكُونَ كَالْغَرَائِزِ الْفِطْرِيَّةِ - وَالطَّبَائِعِ الْخِلْقِيَّةِ!" تفسير المنار (٢٧٨/٦)
يقال أن اللغة العربية غدرت بالمرأة في خمس مواضع :
1/ إذا دخل الرجل البرلمان يقال عنه نائب، أما المرأة فيقال عنها نائبة، والنائبة: هي أخت المصيبة
2/ إذا كان للرجل هواية يتسلى بها، يقال عنه هاو، أما المرأة فيقال عنها هاوية، والهاوية: هي النار العميقة
3/ إذا تولى الرجل منصب القضاء، يقال عنه قاضي، أما المرأة فيقال عنها قاضية، والقاضية: هي المصيبة العظمى تقضي على من نزلت به
4/ إذا أصاب الرجل في قوله وحديثه يقال عنه مصيب، أما المرأة فيقال عنها مصيبة
5/ إذا كان الرجل مازال على قيد الحياة يقال عنه حي، أما المرأة فيقال عنها حية ..
# من إبداعات الدكتور خالد حمدي
كان أهل مصر يأكلون ويشربون ويتناكحون، بينما نبي الله يوسف في أصفاد السجن وحده..
وكان أهل البصرة يعيشون حياتهم العادية، بينما الحسن البصري مطارد من الحجاج لا يستطيع حتى الخروج لدفن ابنته والصلاة عليها..
وكان أهل مكة يبيعون ويشترون، وسعيد بن جبير مختبئ في بعض دورها هاربا من الحجاج لسبع سنين لا يستطيع الذهاب إلى الحرم إلا متخفيا..
وكان أهل بغداد يعيشون حياتهم ويداعبون أولادهم، بينما الإمام أحمد بن حنبل ينتقل من سجن إلى سجن ومن جلاد إلى جلاد..
وكان أهل دمشق في مشاغلهم اليومية، بينما ابن تيمية أعلم أهل الأرض حينها يلفه ظلام سجن قلعة دمشق..
وكذا الناس جميعا كانوا في أحوالهم
عندما سجن ابن الجوزي ومالك وأبو حنيفة وآلاف المصلحين حتى خلعت أكتافهم من الأصفاد كآلاف المصلحين على مر الزمان...
وليس انشغال الناس بحياتهم عن المصلحين هوان أولئك المصلحين على الله..
أو لأن العالم لا يفرق عنده وجودهم من عدمه.. لكنها رسالة الله على مر العصور..
أن قدر المصلح ومنزلته هناك لا هنا...
وأن الناس على مر العصور قد يغلبون على أمرهم، حتى تؤخذ الشموس من بينهم...
وأن المصلح يأخذه الله إلى بعض مصانع الإصلاح والتربية ولو كان نبيا...
فيهذب له نفسه،
ويطهر له قلبه،
ويفيض عليه من علمه حتى يخرج أنقى وأهذب قلبا وأشد صبرا..
في هذه الأثناء يدفع الناس الأثمان-من حيث لا يشعرون-
من عسف السلطان، وقسوة الأحوال، وغياب بركات المصلحين.
ويفنى عمر ظالمهم في مكابرة الحق وعصيان الرب وظلم الخلق..
ثم يخرج يوسف والحسن وسعيد وأحمد وابن الجوزي وأحفادهم من المصلحين بعدما يكملون العدة ويستكملون الإعداد والإمداد... فيستكملون ما من أجله حبسوا، وبسببه غيبوا...
وهذا ما يلقيه الله سبحانه في المصلحين فيثبتون، وللأجر يحتسبون... وإلا ماتوا حسرة وكمدا..
ويوسف سوف يخرج في الموعد الذي يحدده الله لا الملك أو الوزير... وعندما يريد الله خروجه سيرسل الرؤى ويحدث المجاعات، ويسبب الأسباب حتى يتدلل يوسف في الخروج ويقول لسجانه: {ارجع إلى ربك فاسأله}..
وكل يوم يتأخر فيه يوسف يزداد فيه عوز البشرية إليه، إما في الأخلاق أو الأرزاق...بينما يزداد إعداد الله ليوسف لعقله وإمداده لقلبه..
هذه قصة اليوسفيين باختصار...
فاعتبروا يا أولي الأبصار.
جمع وترتيب
د/ خالد سعد النجار
alnaggar66@hotmail.com
خالد سعد النجار
كاتب وباحث مصري متميز
- التصنيف: