ميراث الذنوب
تأتى الأم تشتكى عقوق ولدها وقد نسيت أنها من زرعت بذور العقوق يوما ما عندما قطعت صلة الرحم بين الأب وإخوته فورث لابنه ميراث القطيعة وكان الجزاء من جنس العمل
كثير من الآباء يفرحون إذا تركوا ميراث من الأموال لأبنائهم ينتفعون به بعد موتهم ولا يدرون أنهم تركوا لهم ميراث من السخرية بهذا والشماتة بتلك وأكل مال هذا ونسوا قول الله تعالى :" {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ} ..." [سورة النساء]
تأتى الأم تشتكى عقوق ولدها وقد نسيت أنها من زرعت بذور العقوق يوما ما عندما قطعت صلة الرحم بين الأب وإخوته فورث لابنه ميراث القطيعة وكان الجزاء من جنس العمل وتأتى آخرى تشتكى أن حياة أولادها دُمرت وخربت بيوتهم تدعى أنهم معمول لهم عمل ولا تدرى أنه عملها هى يوم أن قسمت المال كله على أبنائها فى حياتها خوفا من أن يرث أهلهم معهم فى هذا المال فانقلب السحر على الساحر وأصبح هذا المال نفسه سبب فى شقاء ابنائها ويأتى أب يقول ابنتى قد ظلمها أهل زوجها وأكلوا حقها ألست أنت من أكلت حق أخوتك البنات يوما ما فى الميراث فورثت ابنتك ميراث الظلم وتشكى هذه من تأخر ابنتها فى الزواج أو فى الإنجاب ألست أنت من تباهيت أنك تزوجت صغيرةوقارنت بينك وبين من لم تنجب بعد فورثت ابنتك ميراث الشماته بالآخرين للأسف ينسى الناس فى خضم الحياة وطول الأمل فيها قاعدة كما تدين تدان ومن أعمالكم سُلط عليكم وسنة الله فى الخلق فى قوله تعالى :" {ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} ... " يتخيل البعض أن أبناءهم ملكية خاصة بهم وأنهم لن ينقلبوا عليهم يوماً ونسوا أنهم بشر قلوبهم بين المولى عزوجل فإن لم يحفظوا الله فى أقوالهم وأفعالهم فلن يحفظ لهم ود أبنائهم و لن تفلح محاضرات الدنيا ودورات التربية الإيجابية والأب والأم مصريين على المعاصى فقط تجد الشكوى من سوء التربية نحتاج وقفه مع النفس هل تخلقنا بأخلاق الإسلام حقاً أم أننا نُلقى باللوم على المجتمع من حولنا والتكنولوجيا الحديثه أنها سبب فساد أبنائنا وأنت وحدك الذى بيده المفتاح لفلاح ابنائك إذا أنصت لقول الله تعالى :" {وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا } [(129) النساء] اعلموا أن قوانين التربيه التى وضعها البشر لن تغنى عن القوانين الربانية التى وضعها رب البشر ولا يحيق المكر السىء إلا بأهله يشتكى وبيده مفتاح الصلاح الذى لا يكلفه مال ولا مجهود إنما هى تقوى الله والقول السديد والذى منه الحكمة وعدم الحكم على الآخرين وعدم السخرية من اقدارهم والشماته بهم وعدم أكل أموال الناس بالباطل لا تورث أبناءنا ميراث الذنوب ونحن لا ندرى لينظر كل منا إلى نفسه هل بذرت بذور الخير يوما حتى تحصده فى أولادك احفظ الله يحفظك فى أولادك وأولاد أولادك إلى أن يغيروا ويُبدلوا صارحوا أنفسكم أطلاب دنيا أنتم أم طلاب دين تهمكم المظاهر الفارغة ونظره الناس لكم أم نظر الله ترى الأم تفرح بابنها أنه تخرج طبيباً أو حصل على الدكتوراة من بلاد الغرب وهو لا يصلى ولا يعرف شيئاً عن دينه هل هذا كل همك ؟على نيتاكم ترزقون ماذا تراه أن يفعل بعلمه إن لم يجمع معه تقوى الله والخلق الحسن اعترفوا أنكم ممن يلهث وراء متاع الدنيا وزينها وممن يعيش بكلام الناس مارأيهم وما ذا سيقولون عنى إذا رأوا ابنتى محجبة فى سن صغيرة مثلا ؟أو يضعون لأنفسهم مبررات تغطى على فساد نواياهم فى التربيه مثل الحجة بأن الفساد فى كل حته مش هتيجى عليا أنا
وكما أن من الأخذ بالأسباب فى التربية الصالحة اختيار أم صالحة تخلص لله فى بيتها وتربية أبنائها فإن حدث بعد ذلك أن تغيرت أحوال الأبناء وتبدلت أخلاقهم للأسوء فاستعن على تربيتهم بقوله تعالى :" .... {وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [(15) الاحقاف] تٌرى لماذا قرن بين صلاح الأبناء والتوبة من الذنوب فعلينا أن نتدبر الآيات لنعترف بأخطائنا قبل أن نُحصى على الابناء أخطاءهم ونتوب إلى الله من التقصير فى حقه هو قبل أن يحاسبنا الغير على تقصيرنا فى التربية واعلم أن ولدك هو أثرك الذى تتركه بعد الموت فأصلح النية واجعها خالصة لوجهه الله فإن الله قد رزق الأنبياء ذرية أنبياء مثلهم إلا لإخلاصهم لله فلم يتعلقوا بهم التعلق المرضى أو التدليل الذى يفسد أكثر ما يصلح
إن هذه الرسالة تطرح رؤية وتنير الطريق أمام كل أب وأم ومربى حتى لا يتخبطوا بعيدا عن منهج الإصلاح فى التربية الذى يبدأ بإصلاح النفس قبل التفكير فى الغير ليقف كلا منا مع نفسه ماذا يريد من أبنائه وليعلم كل منا إن الولد الصالح رزق وتوفيق من الله فى النهاية
- التصنيف: