كيف أتعامل مع ابنتي أو ابني الذي أصابه مسٌّ شيطاني؟
الأعراض التي تصيب المريض بشكل عام هي التوتر والانفعال والقلق الدائم، آلام في الرأس، والرغبة في التقيؤ، والضيق في التنفس، خصوصًا عند سماع القرآن الكريم، الانعزال والابتعاد عن الأهل والأصدقاء، والتحدث مع النفس والصراخ والعنف.
في البداية يجب التفريق بين ظاهرة المس وظاهرة السحر؛ فالسحر أصعب كثيرًا من المسِّ، وله أساليب ومعالجات تختلف، ونحن هنا نتحدث عن ظاهرة المس فقط.
ظاهرة مَسِّ الإنسان من الجن أو الشياطين من الظواهر التي انتشرت بكثرة في المجتمع، وهي ظاهرة غريبة أنكرها البعض، وصدَّق بها البعض الآخر، رغم أن الجميع يقف متحيرًا أمامها؛ لأن كيفيتها غير معلومة، فنحن لا نعلم هل الجن أو الشيطان يدخل في جسد المصاب، أو أنه يتمكن من الوسوسة بقوة، ويكون له تأثير كبير في تفكير المريض، هذا المرض عمومًا يصيب الجميع؛ فالكل مُعرَّضٌ للإصابة بهذا المرض، لكن ما يبشِّرُ بخير أن معظم المصابين يشفون من هذا المرض، وذلك واضح من خلال التجارب والواقع المشاهد.
الأعراض التي تصيب المريض بشكل عام هي التوتر والانفعال والقلق الدائم، آلام في الرأس، والرغبة في التقيؤ، والضيق في التنفس، خصوصًا عند سماع القرآن الكريم، الانعزال والابتعاد عن الأهل والأصدقاء، والتحدث مع النفس والصراخ والعنف.
في الغالب لا توجد أسباب محددة لهذه الظاهرة، فلا نشغل أنفسنا في البحث عن الأسباب؛ فهي قد تأتي فجأة، وقد تكون بسبب أخطاء وتصرفات غير لائقة؛ كسماع الأغاني، ومشاهدة الأفلام، أو الخروج ليلًا، أو أن المريض قد داس على شيء ما.
قد لا يعرف الكثير من الناس كيفية التعامل مع هذا المرض، ومن شدة خوف الأهل على ابنهم المريض؛ فهم يلجؤون إلى السحرة والدَّجَّالين الذين يستغلون هذه الفرص لسرقة المال، إلا أنهم لا يملكون العلاج لهذه الحالة، بل لديهم طرق تزيد الأمر سوءًا؛ فهم يعملون على إيقاف الأعراض التي تظهر على المريض لفترة لا تتجاوز ستة أشهر، ويكون ذلك عن طريق إدخال جني أو شيطان آخر في المصاب يكون أقوى من الأول، وتتكرر هذه الحالة كلما أخذ الأهل المريض إلى دجال آخر، إلى أن يصبح الشفاء مستحيلًا، وقد يفقد المريض عقله في النهاية.
لنكن صادقين؛ طريق العلاج لهذا المرض طريقٌ طويل قد يستمر شهورًا أو سنين حسب حالة المصاب ومقاومته، لكن علينا أن نتذكر أن المسَّ مرض عادي ككل الأمراض، إلا أنه يحتاج إلى وقت أكبر، وهو ليس عيبًا حتى نحاول إخفاءه عن الناس، ونحبس الابن أو الابنة في المنزل، ولا نسمح لأحد برؤيتهم.
وللتعامل مع المريض يجب إشراكه في المناسبات الاجتماعية، وأخذه إلى المسجد، وإشغاله في أنشطة كثيرة، وعدم تركه لنفسه ولأفكاره، والسماح له بالتحدث عما يشعر به، وإجباره على سماع القرآن الكريم، والأدعية المأثورة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بكثرة، وأخذه إلى المشايخ وأهل العلم بالدين لِرُقْيَتِهِ والدعاء له، وكثرة الصدقة وأعمال البر، وسنُلاحظ الشفاء بعد فترة إن شاء الله، داعين الله بالصحة والسلامة لنا ولأبنائنا ولأهلنا ولكم أجمعين.
__________________________________
بقلم/ ميسون سامي أحمد
- التصنيف:
- المصدر: