فوائد من كتاب سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي-2
♦ قال الإمام أحمد بن حنبل: إذا ذكرتُ الموت، هان عليَّ كل أمر الدنيا، إنما هو طعام دون طعام، ولباس دون لباس، وإنها أيام قلائل.
وصية عند الموت:
قال المأمون عند الموت: رحم الله عبدًا اتعظ وفكر فيما حتم الله على جميع خلقه من الفناء، فالحمد لله الذي توحد البقاء، ثم لينظر امرؤ ما كنت فيه من عز الخلافة، هل أغنى عني شيئًا إذ نزل أمر الله بي؟ لا والله، لكن أضعف به على الحساب، فيا ليتني لم أك شيئًا.
ذكر الموت:
♦ قال أبو الدرداء رضي الله عنه: من أكثر ذكر الموت، قلَّ فرحه، وقلَّ حسده.
♦ قال الإمام أحمد بن حنبل: إذا ذكرتُ الموت، هان عليَّ كل أمر الدنيا، إنما هو طعام دون طعام، ولباس دون لباس، وإنها أيام قلائل.
♦ قال ابن اللباد: إذا حدث لك فرح بالدنيا فاذكر الموت، وسرعة الزوال، وكثرة المنغصات.
لا أوعظ من قبر:
قال العُمري: لا أوعظ من قبر، ولا آنس من كتاب، ولا أسلم من وحدة.
بئس الزاد إلى المعاد:
قال الإمام الشافعي: بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد.
دعاء عند الموت:
لما احتضر الواثق، أمر بالبُسط فطويت، وألصق خده بالتراب، وجعل يقول: يا من لا يزول ملكه، ارحم من قد زال ملكه.
ترك العمل الذي يكره من أجله الموت:
قال أبو حزام المدني: كل عمل تكره من أجله الموت فاتركه، ثم لا يضرك متى مت.
خوف الله عز وجل:
قال الفضيل بن عياض: أعلم الناس بالله أخوفهم منه، ومن خاف الله لم يضره شيء، ومن خاف غير الله لم ينفعه شيء، ورهبة العبد من الله على قدر علمه بالله، وزهادته في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة.
كبَّلتك خطيئتك:
قال الفضيل بن عياض: إذا لم تقدر على قيام الليل، وصيام النهار، فاعلم أنك محروم، كبَّلتك خطيئتك.
دعوة مظلوم غفلنا عنها:
قال يحيى بن خالد البرمكي: الدنيا دول، والمال عارية، ولنا بمن قبلنا أسوة، وفينا لمن بعدنا عبرة، قال له أحد ولده وهم في القيود في السجن: يا أبتِ بعد الأمر والنهي والأموال صرنا إلى هذا؟ قال: يا بني دعوة مظلوم غفلنا عنها، لم يغفل الله عنها.
ما أهون العباد على الله إذا هم عصوه:
عن ابن جبير عن أبيه، قال: لما فتحت قبرص، مُرَّ بالسبي على أبي الدرداء، فبكى، فقلت له: تبكي في مثل هذا اليوم الذي أعز الله فيه الإسلام وأهله، قال: يا جبير، بينا هذه الأمة قاهرة، ظاهرة، إذ عصوا الله، فلقوا ما ترى، ما أهون العباد على الله إذا هم عصوه.
تركوا لكم الآخرة فاتركوا لهم الدنيا:
قال سفيان: إن هؤلاء الملوك تركوا لكم الآخرة، فاتركوا لهم الدنيا.
** متفرقات:
الناس ثلاثة:
قال المأمون الناس ثلاثة: رجل منهم مثل الغذاء لا بد منه، ومنهم كالدواء يحتاج إليه في حال المرض، ومنهم كالداء مكروه على كل حالٍ.
عدم الاستخفاف بثلاثة:
قال ابن المبارك: حق على العاقل ألا يستخفَّ بثلاثة: العلماء والسلاطين والإخوان، فإنه من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالسلطان ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مُروءته.
للصادق ثلاث خصال:
قال يوسف بن أسباط: للصادق ثلاث خصال: الحلاوة، والملاحة، والمهابة.
الناس في الليل ثلاثة:
عن طارق بن شهاب، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه، قال: إذا كان الليل، كان الناس منه على ثلاث منازل، فمنهم من له ولا عليه، ومنهم من عليه ولا له، ومنهم من لا عليه ولا له، فقلت: وكيف ذاك؟ قال: أما من له ولا عليه، فرجل اغتنم غفلة الناس وظلمة الليل، فتوضأ وصلى، فذاك له ولا عليه، ورجل اغتنم غفلة الناس وظلمة الليل، فمشى في معاصي الله، فذاك عليه ولا له، ورجل نام حتى أصبح، فذاك لا له ولا عليه.
التصدر قبل الأوان:
قال الصعلوكي: من تصدر قبل أوانه، فقد تصدى لهوانه.
ثلاثة يعرفون عند ثلاثة:
قال خالد بن صفوان: ثلاثة يعرفون عند ثلاثة: الحليم عند الغضب، والشجاع عند اللقاء، والصديق عند النائبة.
لا يتم المعروف إلا بثلاثة:
قال جعفر الصادق: لا يتم المعروف إلا بثلاثة: بتعجليه، وتصغيره، وستره.
صلاح خمسة في خمسة:
قال الحكيم الترمذي: صلاحُ خمسة في خمسة: صلاح الصبي في المكتب، وصلاح الفتى في العلم، وصلاح الكهل في المسجد، وصلاح المرأة في البيت، وصلاح المؤذي في السجن.
عدم التعنيف في التعليم:
قال قاضي المرستان: يجب على المعلم ألا يعنِّف، وعلى المتعلم ألا يأنف.
معالجة الأخطاء:
قال يحيى بن معين: ما رأيت على رجل خطأ إلا سترته، وأحببت أن أزيِّن أمره، وما استقبلت رجلًا في وجهه بأمر يكرهه، ولكن أبيِّن له خطأه فيما بيني وبينه، فإن قبل ذلك وإلا تركته.
العفو والصفح:
قال الإمام الشافعي: من استُرضي فلم يرض فهو شيطان.
الصدع بالحق:
قال الذهبي: الصداع بالحق عظيم، يحتاج إلى قوة وإخلاص، فالمخلص بلا قوة يَعجِزُ عن القيام به، والقوي بلا إخلاص يخذل، فمن قام بهما كاملًا فهو صدِّيق، ومن ضعف فلا أقلَّ من التألم والإنكار بالقلب، ليس وراء ذلك إيمان فلا قوة إلا بالله.
البلاء موكل بالقول:
قال الوزير ابن الزيات: ما رحمت أحدًا قط، الرحمة خور في الطبع، فسجن في قفص جهاته بمسامير كالمسال، فكان يصيح: ارحموني، فيقولون: الرحمة خور في الطبع.
العقل والعاقل:
♦ قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: ليس العاقل من يعرف الخير من الشر، ولكن هو الذي يعرف خير الشرين.
♦ قال الإمام الشافعي: اللبيب العاقل هو الفطن المتغافل.
♦ قال المنصور: أنقص الناس عقلًا من ظلم من هو دونه.
المجالسة للمناصحة وللمناظرة:
قال البربهاري: المجالسة للمناصحة فتح باب للفائدة، والمجالسة للمناظرة غلق باب الفائدة.
إفحام وإلجام:
دخل الباقلاني على طاغية الروم، فقال لراهب عنده: كيف الأهل والأولاد؟ فقال الملك: مه، أما علمت أن الراهب ينزه عن هذا؟ فقال: تنزهونه عن هذا، ولا تنزهون رب العالمين عن الصاحبة والولد!
التصنيف:
قال الخطيب البغدادي: من صنَّف فقد جعله عقله على طبق يعرضه على الناس.
التعامل مع الناس:
قال الإمام الشافعي: رضا الناس غاية لا تُدرك، وليس إلى السلامة منهم سبيل، فعليك بما ينفعك فالزَمه ... الانقباض عن الناس مكسبة للعداوة، والانبساط إليهم مجلبه لقرناء السوء، فكن بين المنقبض والمنبسط.
الدعوة للإمام:
قال الفضيل بن عياض: لو أن لي دعوة مستجابة، ما جعلتها إلا في إمام، فصلاح الإمام صلاح البلاد والعباد.
خير ما أعطي الإنسان:
سئل ابن المبارك: ما خير ما أعطي الإنسان؟ قال: غزيرة عقل، قيل: فإن لم يكن؟ قال: حسن أدب، قيل: فإن لم يكن؟ قال: أخ شفيق يستشيره، قيل: فإن لم يكن؟ قال: صمت طويل، قيل: فإن لم يكن، قال: موت عاجل.
جاء ليسرق فسرقناه:
دخل لص على مالك بن ديار، فما وجد ما يأخذ، فناداه مالك: لم تجد شيئًا من الدنيا، فترغب في شيء من الآخرة؟ قال: نعم، قال: توضأ، وصلى ركعتين، ففعل، ثم جلس، وخرج إلى المسجد، فسُئِلَ: من ذا؟ قال: جاء ليسرق فسرقناه.
أهل الخير وأهل الشر:
قال أبو حازم المدني: إن أدنيت أهل الخير ذهب أهل الشر، وإن أدنيت أهل الشر ذهب أهل الخير.
الغضب:
كان عبدالله بن عون لا يغضب، فإذا أغضبه رجل، قال: بارك الله فيك.
عصى الله وأطاعني:
قال المعتصم عن وزير عنده نُكِبَ: عصى الله وأطاعني، فسلطني الله عليه.
القراءة في كتب السلف:
قيل لابن المبارك: إذا أنت صليت لِمَ لا تجلس معنا؟ قال: أجلس مع الصحابة والتابعين، أنظر في كتبهم وآثارهم، فما أصنع معكم؟ أنتم تغتابون الناس.
إما عقوبة عجلت أو حسنة لم تعمل:
قال جعفر الصادق: إذا بلغك عن أخيك ما يسؤوك فلا تغتم، فإنه إن كان كما يقول، كانت عقوبة عجلت، وإن كان على غير ما يقول، كانت حسنة لم تعملها.
تقارب القلوب:
قال إبراهيم الحربي: ليس كل غَيبة جفوةً، ولا كل لقاء مودةً، وإنما هو تقارب القلوب.
كن على حذر:
قال أبو عمرو بن العلاء: كن على حذر من الكريم إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن الأحمق إذا مازحته، ومن الفاجر إذا عاشرته، وليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك، أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدِّث من لا ينصت لك.
أهل السنة:
قال سفيان الثوري: استوصوا بأهل السنة خيرًا، فإنهم غرباء.
كتبه / فهد بن عبد العزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: