جنود الله للدفاع عن جسم الإنسان

منذ 2020-11-15

مِن المعلوم أن جهاز المناعة في جسم الإنسان هو المسؤول عن حمايته مِن الجراثيم والميكروبات، فهو أشبه بجيشٍ يمتلك أعظمَ الأسلحة الحديثة لمواجهة الأعداء،

مِن المعلوم أن جهاز المناعة في جسم الإنسان هو المسؤول عن حمايته مِن الجراثيم والميكروبات، فهو أشبه بجيشٍ يمتلك أعظمَ الأسلحة الحديثة لمواجهة الأعداء، فالجهاز المناعي لا يترك ثغرةً يتسلَّل منها عدوٌّ لمهاجمة الجسم، وهناك أربعة خطوط للدفاع عن الجسم:

الأول: يتمثَّل في الجلد وإفرازاته التي تُقاوم الفطريات والميكروبات، ودموع العين التي تحتوي على أملاح مقاومة لبعض الميكروبات.

 

الثاني: يتمثَّل في الخلايا الليمفاوية التي تعمل على مدار 24 ساعة بيقظةٍ ونشاطٍ.

 

الثالث: يتمثَّل في نوعٍ مِن الخلايا المقاتلة، تتمُّ صناعتها بسرعة بعد الحصول على معلوماتٍ دقيقةٍ عن نوع العدو الذي عجزتْ خطوط الدفاع الأخرى عن مواجهتها؛ لكي تتمكَّن وتُصبح قادرةً على هزيمتها.

 

الرابع: كرات الدم البيضاء، وعددها 5000 - 11 ألفًا، تزداد في حالة هجوم ميكروبي للجسم، وتقلُّ إذا حدَث خلل في الجهاز المناعي، وهذا يُؤدي إلى تعرُّض الجسم إلى أقل وأضعف ميكروب؛ ولهذا فإن مدافع وصواريخ جهاز المناعة تُصاب أحيانًا بخللٍ يُفقدها الاتجاه الصحيح؛ فتنطلق بعضُ قذائفها ضد أحد أعضاء الجسم بدلًا مِن تصويبها نحو العدو، فعند إصابة هذا الجهاز بالمرض أو العَجْز، تتسلَّل إلى الجسم الميكروبات بلا حاجزٍ أو رادعٍ بسبب عجزه عن مواجهتها، ولعل مرض الإيدز خيرُ مثالٍ على هذا، فلا يمكن محاسبة جهاز المناعة عن هجوم فيروس الإيدز عليه؛ لأنه يكون في حالة عجزٍ عن مواجهة الميكروبات، وهناك جدلٌ بين العلماء والأبحاث العلمية حول عَجْز المناعة عن التمييز بين العدو والصديق أو القريب، فإذا حدث خللٌ في الجهاز توهَّم أنَّ أحد أجزاء الجسم دخيلٌ عليه أو عدوٌّ فيُعلن التعبئة العامة، ويحشد جيوشه لتبدأ أغرب مأساة داخل الجسم الواحد، فيُهاجم جهازُ المناعة جزءًا مِن كيانه بسبب اضطرابٍ في التمييز بين العدوِّ والصديق، أو بين جزء من الجسم أو مِن خارجه؛ لذلك ظهرتْ مجموعة أمراض سُميتْ أمراض المناعة الذاتية وهي كثيرةٌ، ومِن أشهر أمراض المناعة المعروفة لدى الجميع (الروماتويد)؛ حيث تهاجم أسلحة جهاز المناعة المفاصل والغضاريف مما يُسفر عن آلامٍ صعبة، وغالبًا ما يتركَّز في الأطراف مثل مفاصل اليد وأصابعها.

 

فالأبحاثُ العلمية الحديثة أشارتْ إلى اتهام جهاز المناعة بمسؤوليته عن الإصابة بمرض السكر، فهو الذي يهاجم الخلايا الحيوية في البنكرياس المسؤولة عن إفراز هرمون الأنسولين، واقترحتْ بعض الدراسات إعطاء بعض العقاقير منذ الصغر حتى يتمَّ وقف الهجوم ضد خلايا البنكرياس!
__________________
أ. د. علي فؤاد مخيمر