مواعظ الصحابة والتابعين
مواعظ الصحابة والتابعين من أجمل المواعظ وأنفعها ، حيث تجمع بين وجازة الألفاظ ، وعمق المعاني ، وصدق اللهجة ، وكثرة البركة ، والبعد عن التكلف والشطط الذي ظهر في مراحل لاحقة .
مواعظ الصحابة والتابعين من أجمل المواعظ وأنفعها ، حيث تجمع بين وجازة الألفاظ ، وعمق المعاني ، وصدق اللهجة ، وكثرة البركة ، والبعد عن التكلف والشطط الذي ظهر في مراحل لاحقة .
وثمة موعظة عظيمة لصحابي جليل لا يعرفه كثير من الناس ، وهو ( عتبة بن غزوان ) رضي الله عنه ، وهذا الصحابي من أوائل من أسلموا ، بل ذكر الذهبي أنه أسلم سابع سبعة في الإسلام، و قد هاجر الهجرتين ، فهاجر أولا إلى الحبشة ثم إلى المدينة ، ومن فضائله العظام أنه شهد بدرا والمشاهد كلها ، وكان أحد الرماة المذكورين، ومن أمراء الغزاة، وهو الذي اختط مدينة البصرة وأنشأها.
أما موعظته فقد رواها الإمام مسلم في صحيحه حيث قال عتبة رضي الله عنه
" إن الدنيا قد آذنت بصرم - أي بانقطاع وذهاب - وولت حذاء- أي مسرعة - ولم يبق منها إلا صبابة - أي بقية يسيرة - كصبابة الإناء، يتصابها صاحبها، وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم، فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفة جهنم، فيهوي فيها سبعين عاما، لا يدرك لها قعرا، ووالله لتملأن، أفعجبتم؟ ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة، وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام .
ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا، فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك، فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها، فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرا على مصر من الأمصار.
وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما، وعند الله صغيرا "
فتأمل قوله " وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما، وعند الله صغيرا "
وما أحلاها من موعظة !!
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: