مدرسة الحجرات

منذ 2020-12-20

فلذلك ربط بين طاعة  الله ورسوله والتقوى فى بداية السورة,, فالتقي يقف عند ما ينقل إليه ليتبين مدى صحته

 

 

إنها مدرسة الأخلاق إنها الشق الأخلاقى لكل من سعى للإمامة فى الأرض  نزلت فى الفترة بين صلح النعرات العصبية بعيدا عن كونهم مجتمع واحد

إنها سورة جاءت لتأديب النفس الإنسانية بآداب الدنيا والدين وانتزاع الكبر وحب الذات من النفوس جاءت للتطهيرها من أدران الجاهلية لتصفو النفس خالصة لله  ويصبح المؤمن هينا ليناً سهلا يألف ويؤلف إنها حقاً مدرسة

نزلت هذه السورة فى مجتمع يغلب عليه الإيمان فى المدينة لتدعو إلى مجتمع متحاب متآخ على أساس من الإيمان والأخوة والعد ل والمساواة نزلت فى فترة بلغت بهم الإيمان إلى أن ينبهم المولى تعالى على أن رفع الصوت عند النبى عقوبة تستوجب التوبة منها إنهم بلغوا من الرقى الإيمانى المنازل إنها مدرسة لتربى المسلم على أهمية الاندماج فى العلاقات الاجتماعية وأن المسلم الذى يصبر على أذى الناس خير من الذى لا يصبر على الأذى إنها   سورة تغلق كل منافذ الشك والاستهانه بالمشاعر  التى تدعو إلى التباغض بين الناس  من خلال  " { لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ } من خلال ....  {إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} ....أو من خلال .. {اجتنبوا كثيراً من الظن} ....

فياليتنا نتأدب بأدب الحجرات ونتدبر معانيها فهى تربى  الإيمان بالله ورسوله وتمام التسليم لأمره والرضا بقضائه فهو امتحان الله لهم فإذا نجحوا فى الامتحان قطفوا ثمار التقوى وملأت قلوبهم  فإن الله غنى عن أفعال الناس ولكنهم هم من يحتاجون إليه

وتعلمنا ادب الثانى هو تأدبهم مع نبيهم فى حضرته  خشية أن يحبط عملهم   فيتميز شخص رسول الله عن غيره بينهم وتسأل البعض مافائدة هذه الآية الآن وقد رحل رسول الله من بيننا منذ زمن طويل ولكن بقي كلامه وما ينطق عن الهوى فحرى بنا أن نطيعه ونزعن  لأوامره  دون جدال عقيم أو تشكيكك فى سنته فكل ذلك من محبطات الأعمال

داعياً إياهم للتوبة والإنابة إلى الله رحيم بهم لا يعاقبهم وقد تابوا وكان هذا ذنباً عظيماً هو الاستهانة بمكانة رسول الله بيننا وأهمية عدم  رفع  الصوت عليه فما بالك بعدم تنفيذ أوامره وإننا فى زمان الآن نجد من ينكر السنة بالكلية 

وعلى المؤمن الصادق إذا علم أن الأمر من عند الله فعليه السمع والطاعه وأن يكون لسان حاله لبيك اللهم لبيك

فإذا كانت هذه هى مكانته عند الله عز وجل فماذا عن مكانته بيننا وهو السراج المنير لهذه الامة لولاه لما عرفنا ربنا وتقربنا منه هلا درسنا سيرته واقتدينا به وسرنا على نهجه  فهو أحق أن يتبع وليس المغنى الفلانى والممثلة فلانة   فلا مسلك إلا مسلكه لنجاة هذه الأمة من الفتن التى تفتك بها

إن كانت الآيات السابقة تبين التعامل مع الله فإن هذه الآيات إذ يقول تعالى : " {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} ..... " تبين أدب التعامل مع الناس وخاصة عند انتشار الإشاعات تقعد القواعد التى نضمن بها سلامة الصدر وطهارة القلب من كل مرض قلبى ينخر فيه ليفسد الصفو الاجتماعى بين الناس ومن دعائمه التثبت والتبين من الاخبار قبل نقلها و اصدار الآحكام على الناس فتفسد النفوس وتلوث السمعة وتنهدم الأسر بمجرد ظن لا دليل عليه فحذرت من الاستماع لفاسق غالب الظن عليه أنه كاذب وقد عبرت الآيات عن مُروج الإشاعات أنه فاسق خارج عن حدود الأدب فلا يتعجل المسلم فى إصدار الحكم بناء على اخبار لا يعرف مصدرها وعليه أن يصم أذنه عن كل كلام  يثير الخلاف والشقاق فى المجتمع المسلم  وتبعث برسالة للمسلمين ألا وهى ليس كل ما يعلم يُقال .

كما توضح الآيات أن على المؤمنين أن يطيعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مادام حياً بينهم ويتبعوا سنته بعد موته لما فيها من خير ورحمة بالبشرية وقد أتت باليسر للأمة وأن عليهم أن يدخلوا فى السلم لأنه لو أخذ برأيهم فى كل ما يخبروه بهم لشق عليهم فهو أعلم بالصالح لهم فما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى وعليهم أن يدركوا فضل الله عليهم وأنه حبب الإيمان إلى قلوبهم وكره إليهم المعاصى وهى النعمة التى لا يدرك قيمتها كثير من الناس وإذا تاملنا لوجدنا أن الآيات بدأت بالأدب مع الله فالانشقاق عنه كفر ثم التثبت من الأخبار فنقلها بغير تثبت فسوق أعظم بها من نعمة أن يحول بين المرء وقلبه فهم بذلك بالتخلص من بذور الكفر والفسوق والعصيان اصبحوا راشدين وهو محض فضل من الله ونعمة إنه عليم بالنفوس من يؤثر فيه الإيمان فيستسلم له ومن يختم على قلبه بالكفر وهذا كله من تعاليم  الإسلام حتى لا يوغر الصدر بالضغائن والأحقاد فيؤدى إلى إشعال الفتن والاقتتال بين الطائفتين كلتاهما مؤمنة ولكن  تسربت إليهم أخبار من فسقة  لا تجد صدى عند ضعاف النفوس  فلذلك ربط بين طاعة  الله ورسوله والتقوى فى بداية السورة,, فالتقي يقف عند ما ينقل إليه ليتبين مدى صحته

ومن الرسائل التى تبعث بها الآيات هى عدم الاستجابة لكل ما يقال عبر وسائل الاعلام والإنترنت التى تزين صورة الباطل وتقلب موازين الحقائق بسحرها للعقول بتضخيمه للأفكار الشاذة واظهار أنها  أصبحت متفشية فى المجتمع وأنه لا يخلو بيت منها على عكس الحقيقة إنها صناعة تربح على حساب القيم  تجند الجنود من أجل تحقيق أهدافها ولا تجد إلا المغفل المغيب لتسحره إنها طريق أعداء الاسلام لشن حرب على المسلمين بتشويش أفكارهم وقلب الحقائق وجعل منهم أداة للدفاع عن باطلهم فقد أدركوا أن الحرب بالأسلحة المادية لن تنجح كما تنجح طلقة يصيبها جنود الباطل فى عقليه المتلقى .