الضرب أضيق المباح
وفي هذا السياق يقول ابن تيمية تعقيبا على حديث " مروا أبنائكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر.."
الضرب والإهانة أخطر عوامل هدم الشخصية الفردية والجماعية، والفرد أو المجتمع الذي يستشعر الإهانة يؤول أمره إلى أحد اتجاهين، إما النكوص على الذات وفقد الشخصية واللا مبالاة، وإما الانحراف وسلوك الاتجاه العداوني.
وكلاهما هدر للطاقات وقتل للإبداع وتعطيل للقدرات.
لذلك يعد الضرب والإهانة أضيق المباح في التربية الإسلامية، فقد وضعت له ضوابط غاية في التعقيد، بشروط ينبغي توافرها في المعَاقِب وشروط ينبغي توافرها في المعَاقَب، وشروط ينبغي توافرها في وسيلة العقاب ومواضع العقاب وبيئة العقاب، والأهم من ذلك أنها منعت العقاب البدني إلا بعد العاشرة وقبل البلوغ ودونها لا يجوز وعلى أن يكون قد سبق التدريب والتمرين والتعويد.
وفي هذا السياق يقول ابن تيمية تعقيبا على حديث " مروا أبنائكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر..": يجب على كل مطاع أن يأمر من يطيعه بالصلاة ، حتي الصغار الذين لم يبلغوا، من كان عنده صغير مملوك أو يتيم أو ولد فلم يأمره بالصلاة، فإنه يعاقب الكبير إذا لم يأمر الصغير، ويعزر الكبير على ذلك تعزيرا بليغا لأنه عصى الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. ابن تيمية:الفتاوى 22/50
محمد سلامة الغنيمي
باحث بالأزهر الشريف
- التصنيف: