كيف تشكل العالم حاليا

منذ 2021-01-15

وفيما يتعلق بأوربا، فقد تقاسمتها أمريكا مع الاتحاد السوفيتي، فكان لأمريكا غرب أوربا، فيما سُمي "حلف النيتو"، وكان للاتحاد السوفيتي شرق أوربا، فيما سُمي "حلف وارسو".

بعد الحرب العالمية الثانية، أنجزت أمريكا المشروع الاقتصادي لوزير الخارجية الأمريكي "جورج مارشال" الذي عُرف باسم "مشروع مارشال"، أو "برنامج التعافي الأوربي" لإعادة إعمار أوربا، حتى تكون حائط صد أمام الاتحاد السوفيتي، وكيلا تقع فريسة للشيوعية، بعد ضعفها وفقرها، وانتشار البطالة فيها، خلال سنوات الحرب.

 

وعملت أمريكا على اتباع سياسة الرئيس الأمريكي "أيزنهاور" التي عُرفت باسم "سد الفراغ"؛ حيث سعت أمريكا المنتصرة، إلى سد الفراغ الذي تركته بريطانيا التي كانت على وشك السقوط، وفرنسا التي سقطت بالفعل، واستحوذت على الدول التي كانت تخضع لاحتلالهما.

 

وفي سبيل تطبيق سياسة سد الفراغ، عملت أمريكا على نشر فكرة القومية العربية، حتى تخرج الدول المحتلة عن سيطرة بريطانيا وفرنسا؛ فظهرت أفكار "بعث" القومية؛ على يد القوميين مثل: زكي نجيب الأرسوزي، وميشيل عفلق. وكان من الطبيعي توالي الانقلابات في خمسينات القرن الماضي، في صورة ثورات جمهورية مفتعلة موالية لأمريكا، على النظم الملكية القديمة الموالية لبريطانيا وفرنسا، في كل بلاد الشرق.

 

وفيما يتعلق بأوربا، فقد تقاسمتها أمريكا مع الاتحاد السوفيتي، فكان لأمريكا غرب أوربا، فيما سُمي "حلف النيتو"، وكان للاتحاد السوفيتي شرق أوربا، فيما سُمي "حلف وارسو". ولكن عملت أمريكا على تفكيك الاتحاد السوفيتي، منذ ثورات 1989، وانهيار "حائط برلين"، حتى تفكك بالفعل عام 1991، ومنذ ذلك الوقت، تسعى الصين إلى النأي بنفسها عن المواجهة المباشرة مع أمريكا، لبناء اقتصادها، انتظارا ليوم المواجهة.

 

كما سعت أمريكا للتحكم في الاقتصاد العالمي، بفرض منطق القوة، حيث فرضت اتفاقية "بريتون وودز"، لتحديد سعر الدولار بعد الحرب العالمية، ثم فرضت "صدمة نيكسون"، حيث ألغت تحويل الدولار للذهب.

 

وتستمر محاولات السيطرة والسطو الأمريكي، ومحاصرة التنين الصيني، وتحجيم الدب الروسي، ونشر الحروب، وغزو الدول، وتشكيل التحالفات، والاستيلاء على الثروات، وبناء الجيوش، ونشر القواعد العسكرية في مختلف الدول، ونشر الأساطيل في مختلف البحار.