أطفالنا والقرآن في الحجر الصحي
قال الحافظ السيوطي: تعليم الصبيان القرآن أصل من أصول الإسلام؛ فينشؤون على الفطرة، وتسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة قبل تمكن الأهواء منها.
توقفت الدراسة مؤقتا لكن العمر لم يتوقف، والإنسان في خسر ما لم يغتنم الوقت فيما ينفع، وأولى الناس بذلك هم أبنائنا، لاسيما وقد زودهم الله بملكات وقدرات خاصة تعينهم على التعرف على الحياة وتؤهلهم للتكليف.
فلنستثمر هذه الكمونات ولنغتنم هذا الوقت في التأكيد على ما درسوه عموما والقرآن الكريم خصوصا، ففي سورة الرحمن حيث يستعرض الله فيها النعم قدم تعليم القرآن على جميع النعم، ثم تلاها خلق الإنسان المستهدف من القرآن، ثم أردف بتعليمه البيان وسيلة الانتفاع بالقرآن، إشارة إلى أهمية تعلم القرآن بالنسبة للإنسان ومدي تأثيره في الحفاظ على بقية النعم التي وردت في السورة.
إن القرآن هو الضمانة التي تحمي الإنسان نفسه والكون وما فيه من نعم من هذا الإنسان المستخلف على الكون {الظلوم الجهول} ، فالقرآن هو الذي يضبط هواه ويوجه غرائزه ويحميه من عوادي الجهل.
القرآن هو الحياة ولا حياة بمعناها الحقيقي بدونه، قال تعالى:" {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى، وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} ".
فلله در من تعلمه أو علمه أو ساعد على تعلمه!
من تعلمه جمع الخير كله، ولهذا قال النبي:"خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في نهاية حياته: " وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن".
قال الحافظ السيوطي: تعليم الصبيان القرآن أصل من أصول الإسلام؛ فينشؤون على الفطرة، وتسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة قبل تمكن الأهواء منها.
وأكد ابن خلدون رائد علم الاجتماع هذا بقوله: تعليم الأطفال القرآن شعار من شعائر الدين، أخذ به أهل الملة، ودرجوا عليه في جميع أمصارهم، لما يسبق إلى القلوب من رسوخ الإيمان، وعقائده بسبب آيات القرآن.
وقال الفيلسوف والطبيب ابن سينا: فإذا تهيأ الصبي للتلقين، ووعى سمعه، أخذ في تعليم القرآن، وصورت له حروف الهجاء، ولُقن معالم الدين.
وقد أوصى الإمام الغزالي في إحيائه بتعليم الطفل القرآن الكريم، وأحاديث الأخيار، وحكايات الأبرار، ثم بعض الأحكام الدينية.
محمد سلامة الغنيمي
باحث بالأزهر الشريف
- التصنيف: