التكنولوجيا الرقمية
إقبال منقطع النظير على من يمتلكون التكنولوجيا الرقمية ويعزفون عن غيرهم، وهنا مكمن الخطورة فإذا لم يتحرك الثقات من المعلمين والدعاة.. إلى امتلاك ناصية التكنولوجيا لتركوا الكثير من أفراد المجتمع فريسة في شباك المنحرفين فكريا
من المقرر أن وسيلة التواصل تأخذ حكم الرسالة المراد تبليغها، قال تعالى: { {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ} } فقد جعل البيان هو الغاية التي من أجلها بعث رسله باللغة التي يفهمها أقوامهم، ولا يقتصر هذا على اللغة المنطوقة فقط، بل يشمل كل ما من شأنه أن يؤثر في المتلقي، فقد كان الأنبياء يتواصلون مع أقوامهم بلهجاتهم وأساليبهم في الحوار يتزيون بزيهم ويأكلون من طعامهم ويشربون من شرابهم إلا ما حرمه الله، ومن هنا يتحتم على كل من يخاطب الجمهور معلم أو داعية أو إعلامي... أن يستخدم وسائل التواصل التي يفهما قومه وتؤثر فيهم، ومن أهم هذه الوسائل هي التكنولوجيا الرقمية التي لم تعد ترفا فكريا أو متعة ذهنية، وذلك بعد أن تحولت وسائل التواصل التقليدية إلى مصدر للملل والرتابة.
إن لم نتمكن من التكنولوجيا الرقمية كأحد أهم آليات التقدم الواعدة سيكون اكتسابها هو غايتنا في المستقبل بدلا من أن تكون هي مطيتنا نحو استشراف آفاق المستقبل.
إن الوتيرة المتسارعة في التحول الرقمي في مجال الدعوة والتعليم قد وضعت معايير الخبرة التقليدية على مفترق الطرق، بحيث لم تعد الأقدمية علامة على الخبرة بل على العكس من ذلك.
والمتتبع لوسائل التواصل يجد إقبال منقطع النظير على من يمتلكون التكنولوجيا الرقمية ويعزفون عن غيرهم، وهنا مكمن الخطورة فإذا لم يتحرك الثقات من المعلمين والدعاة.. إلى امتلاك ناصية التكنولوجيا لتركوا الكثير من أفراد المجتمع فريسة في شباك المنحرفين فكريا وخلقيا وسلوكيا.
محمد سلامة الغنيمي
باحث بالأزهر الشريف
- التصنيف: