قبل الساعة - 7
قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ، وَيَبْقَى حُثَالَةٌ [الرديء من كل شيء] كَحُثَالَةِ الشَّعِيرِ أوِ التَّمْرِ لاَ يُبَالِيهُمُ اللهُ بَالَةً» [البخاري]
{بسم الله الرحمن الرحيم }
** عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: « «لا تقوم الساعةُ حتى يكثر فيكم المال، ويفيض، وحتى يَخّرجَ الرجل بزكاة ماله، فلا يجدُ أحدا يقْبَلَها منه، وحتى تعودَ أرضُ العرب مُرُوجا وأنهارا» » [مسلم]
// وعَنِ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، أَخْبَرَهُ: «أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَامَ تَبُوكَ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَبَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، قَالَ: فَأَخَّرَ الصَّلاةَ يَوْمًا، ثُمَّ خَرَجَ، فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، ثُمَّ دَخَلَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّكُمْ سَتَأْتُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَيْنَ تَبُوكَ، وَإِنَّكُمْ لَنْ تَأْتُوهَا حَتَّى يُضْحِيَ النَّهَارُ، فَمَنْ جَاءَهَا فَلا يَمَسَّ مِنْ مَائِهَا شَيْئًا حَتَّى آتِيَ، قَالَ: فَجِئْنَاهَا، وَقَدْ سَبَقَ إِلَيْهَا رَجُلانِ، وَالْعَيْنُ مِثْلُ الشِّرَاكِ تَبِضُّ بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ، فَسَأَلَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ مَسِسْتُمَا مِنْ مَائِهَا، فَقَالا: نَعَمْ، فَسَبَّهُمَا، وَقَالَ لَهُمَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ غَرَفُوا مِنَ الْعَيْنِ بِأَيْدِيهِمْ قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى اجْتَمَعَ فِي شَيْءٍ، ثُمَّ غَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِيهَا، فَجَرَتِ الْعَيْنُ بِمَاءٍ كَثِيرٍ، فَاسْتَقَى النَّاسُ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُوشِكُ يَا مُعَاذُ إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ أَنْ تَرَى مَا هَا هُنَا قَدْ مُلِئَ جِنَانًا » [صحيح على شرط مسلم] أي بساتين وعمران.
** ذهاب الصالحين وبقاء شرار الناس .. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم-: ( «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَأْخُذَ اللَّهُ, عَزَّ وَجَلَّ, شَرِيطَتَهُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ [يعني أهل الخير والدين، والأشراط من الأضداد يقع على الأشراف والأرذال]، فَيَبْقَى عَجَاجٌ [الغوغاء والأراذل ومن لا خير فيه] لاَ يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا، وَلاَ يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا» .
وعن مِرداس الأسلمي -رضي الله عنه- قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ، وَيَبْقَى حُثَالَةٌ [الرديء من كل شيء] كَحُثَالَةِ الشَّعِيرِ أوِ التَّمْرِ لاَ يُبَالِيهُمُ اللهُ بَالَةً» [البخاري] أي لا يعبأ الله بهم، ولا يرفع لهم قدرا.
قال الحافظ في الفتح: ووجدت لهذا الحديث شاهدا من رواية الفزارية امرأة عمر بلفظ ( «تذهبون الخير فالخير حتى لا يبقى منكم إلا حثالة كحثالة التمر ينزو بعضهم على بعض نزو المعز» ) أخرجه أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر وليس فيه تصريح برفعه لكن له حكم المرفوع
** صدق رؤيا المؤمن .. عَنْ أَبيِ هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: ( «فِي آخِرِ الزَّمَانِ لا تَكَادُ رُؤيَا الْمُؤْمِنِ تَكْذِبُ، وَأَصْدَقُهُمْ رُؤيَا أَصْدَقُهُمْ حَدِيثًا» ) أي تكون رؤيا واضحة جدا لا تحتاج إلى تعبير، قيل هذا في فترة الضعف الشديد في الدين يعوض الله المؤمن بالرؤيا الصادقة تثبيتا له وإعانة له.
** انحسار الفرات عن جبل من ذهب .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ( «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ يَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَيَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ لَعَلِّي أَكُونُ أَنَا الَّذِي أَنْجُو» ) [مسلم]
** التناكر بين الناس .. عَنْ حُذَيْفَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: «سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ: {عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّى لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ} [الأعراف] وَلَكِنْ أخبرك بِمَشَارِطِهَا، وَمَا يَكُونُ بَيْنَ يَدَيْهَا، إِنَّ بَيْنَ يَدَيْهَا فِتْنَةً، وَهَرْجًا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْفِتْنَةُ قَدْ عَرَفْنَاهَا فَما الْهَرْجُ؟ قَالَ: بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ الْقَتْلُ، قَالَ: وَيُلْقَى بَيْنَ النَّاسِ التَّنَاكُرُ، فَلاَ يَكَادُ أَحَدٌ أَنْ يَعْرِفَ أَحَدًا» . [أحمد]
جمع وترتيب
د/ خالد سعد النجار
alnaggar66@hotmail.com
خالد سعد النجار
كاتب وباحث مصري متميز
- التصنيف: