الهجرة باقية إلى قيام الساعة

منذ 2021-02-26

المصنف تكلم هنا عن الهجرة من دار الكفر والشرك إلى دار الإسلام؛ وهناك هجرة أخرى من دار يكثر فيها المعاصي والبدع إلى دار ليس فيها معاصي وبدع أو تقل فيها المعاصي والبدع

قال المصنف -رحمه الله تعالى-: (وهي باقية إلى أن تقوم الساعة): والإشارة هنا إلى الهجرة، يعني: أنها باقية إلى قرب قيام الساعة، وهو طلوع الشمس من مغربها؛ وذلك لما سيذكره من الدليل.

 

والمصنف تكلم هنا عن الهجرة من دار الكفر والشرك إلى دار الإسلام؛ وهناك هجرة أخرى من دار يكثر فيها المعاصي والبدع إلى دار ليس فيها معاصي وبدع أو تقل فيها المعاصي والبدع، وهذه الهجرة مستحبة، فالبلد إذا كثر فيها الكبائر والمعاصي، فإنه يستحب الانتقال منها إلى دار لا يكون فيها شيء من ذلك أو يقل فيها ذلك، وقد هاجر جمعٌ من أهل العلم من بغداد؛ لـمَّا علا فيها صوت أهل البدع وكثرت فيها المعاصي وظهرت، وتركوها إلى بلد أخرى، وبعض أهل العلم بقي لكي يكون قائماً بحق الله؛ بالدعوة وببيان العلم وبالإنكار وبنحو ذلك، وكثير من العلماء تركوا مصر لما تولت عليها الدولة العبيدية، وخرجوا إلى غيرها، وهذا قد يحمل على أنها من الهجرة المستحبة، أو من الهجرة الواجبة، بحسب الحال في ذلك الزمن [1].

 


[1] شرح ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ (213).

____________________________________________________

د. فهد بن بادي المرشدي