خط سكة حديد الحجاز
استمر القطار في خدمة الحجيج، حتى عام 1916، حيث عملت بريطانيا على تخريبه وتدميره بزرع المتفجرات، خلال ما عرف باسم الثورة العربية المزعومة، وبتخطيط من ضابط المخابرات البريطاني توماس إدوارد لورنس "لورنس العرب"
صاحب افتتاحه إضاءة المسجد النبوي والمدينة المنورة بالمصابيح الكهربية، ووصول خدمة التليغراف لأول مرة، عام 1908، في عهد الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني، بطول يزيد على 1300 كيلو متر، لربط بلاد الشام ومصر والحجاز، ولنقل الحجيج من بلاد الشام إلى الحجاز، وتسهيل سفرهم، ليكون خلال 5 أيام فقط، بدلا من السفر المحفوف بالمخاطر في قوافل الإبل لنحو 40 يوما، كما زادت أعداد الحجيج من 30 ألف حاج عام 1912، إلى 300 ألف حاج، خلال عامين اثنين فقط.
شارك في تشييد الخط نحو 5 آلاف عامل، معظمهم من تركيا والمغرب والحجاز، وتعاونت الدول الإسلامية والمؤسسات المالية على تمويل هذا الخط، وكان من شروط تأسيسه أن يكون من تبرعات وأموال المسلمين، وألا تتدخل المؤسسات الأجنبية في تمويله أو إدارته، ودفعت الدولة العثمانية جزءا كبيرا من تكاليف تمويله.
واجه الخط مشكلات كبرى، مثل نقص المياه، وكثرة الوديان، ولكن حُلت هذه المشكلات من خلال بناء أكثر من 200 جسر حجري، وحفر آبار المياه وإنشاء محطات عدة على مسافات لا تتجاوز 20 كيلو متر على جانبي الخط، لحراسته وتوفير المياه.
كانت رحلات القطار تسير وفق مواعيد الصلوات الخمس، حيث يتوقف مع كل صلاة لإقامتها في إحدى العربات المخصصة. وشملت محطات القطار الرئيسة مدن: دمشق، ودرعا، ونابلس، والزرقاء، وعمّان، وحيفا، ومعان، وتبوك، ومدائن صالح، والمدينة المنورة.
استمر القطار في خدمة الحجيج، حتى عام 1916، حيث عملت بريطانيا على تخريبه وتدميره بزرع المتفجرات، خلال ما عرف باسم الثورة العربية المزعومة، وبتخطيط من ضابط المخابرات البريطاني توماس إدوارد لورنس "لورنس العرب"، من أجل منع الإمدادات عن المدينة المنورة خلال حصارها، وتفكيك دولة الخلافة العثمانية، وإنهاء وجودها في الحجاز والشام، تمهيدا لاحتلالهما، بعد احتلال مصر والسودان والعراق.
هاني مراد
كاتب إسلامي، ومراجع لغة عربية، ومترجم لغة إنجليزية.
- التصنيف: