رمضان هذا العام 1442هـ

منذ 2021-04-07

يقبل علينا بعد أيام قليلة شهر رمضان المبارك، نسأل الله العلي القدير الإعانة فيه على الصيام والقيام، ولكن كيف سيكون رمضان هذا العام؟

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183] وقال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185].

 

يقبل علينا بعد أيام قليلة شهر رمضان المبارك، نسأل الله العلي القدير الإعانة فيه على الصيام والقيام، ولكن كيف سيكون رمضان هذا العام؟

بالتأكيد مختلف عن العام الماضي الذي كان فيه حصول جائحة كورونا والصلاة في المنازل والحظر عن الخروج من المنزل وخلو الحرمين من المصلين، وتأثر الأنشطة الخيرية التي تتم عادة في شهر رمضان، من توزيع الأغذية وغير ذلك من التبرعات بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي والتداعيات لهذا الوباء، وتأثير ذلك على المسلمين بأحوال مختلفة منهم من أخذته العظة وتضرع إلى الله بالتوبة والإنابة، وتمسك بجميع العبادات من صيام وقيام وقراءة قرآن، ومنهم من أصابه الفتور لعدم حصول الجماعات والمنافسة في فعل الخيرات، ومنهم من لم يبال بذلك ولم يهتم بالمرضى الذين يتزايد عددهم في المستشفيات بسبب المرض وكذلك ارتفاع عدد الوفيات إنما أخذا في البحث عن ملذات وملاهي تناسب وضعه خلال الحظر المفروض عليه، وما ذاك إلا بسبب غفلة النفس طوال العام وقسوة القلب عن التدبر والتأمل في سبب خلق الإنسان ألا وهو عبادة الله سبحانه، وعدم الاهتمام بالأجر المترتب على الأعمال الصالحة في رمضان ومنها، بدايةً من الصيام فجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه» [1]، وفي الحديث القدسي: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعمِئَة ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وَأَنَا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجْلِي لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ وَلَخُلُوفُ فيه أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِن رِيحِ المِسْكِ»[2].

وكذلك قيام رمضان وليلة القدر جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن قام ليلةَ القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه»، وعن أبي هريرة رضِي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن قام رَمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه» [3]، وما يتعلق بقراءة القرآن في شهر رمضان اقتداء بالرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم فقد جاء عن ابن عباس: رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كلِّ ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود من الريح المرسلة »[4]؛ متفق عليه، واقتداء بالسلف الصالح في قراءة القران في رمضان والتفرغ لهذا الأمر العظيم والآثار في ذلك كثيرة جدًا، كذلك القيام ببقية الأعمال الصالحة التي حثنا عليها الدين الإسلامي من صدقات وزكاة وبر وحسن الخلق.

 

وختامًا أسأل الله بفضله وكرمه أن يرفع عنا وعن المسلمين شر هذا المرض أنه سميع مجيب.

 


[1] رواه البخاري (38) ومسلم (683)

[2] صحيح مسلم (1151)

[3] أخرجه البخاري برقم (37) ومسلم برقم (759)

[4] رواه البخاري (3048)، ومسلم (2308).

___________________________________________________
الكاتب: نايف ناصر المنصور