فوائد من تاريخ الإسلام للذهبي الجزء (5)
شرب عبدالله بن المبارك من زمزم, وقال: عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ماء زمزم لما شرب له» وأنا أشربه لعطشي يوم القيامة.
خاتمة سيئة:
* أبو إسحاق النظام, البصري المتكلم المعتزلي الإمام ذو الضلال والإجرام, له مقالة خبيثة, وقد كفره غير واحد, سقط من غرفة وهو سكران فهلك.
* عمير بن جرموز المجاشعي, قاتل حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم [الزبير بن العوام, رضي الله عنه] قتله تقرباً بذلك إلى علي, ولما جاء يستأذن عليه قال له علي: " بشر قاتل الزبير بالنار " فندم وسقط في يده, وبقي كالبعير الأجرب, كل يتجنبه, ويهول عليه ما صنع, ورأى منامات مزعجة, فكره الحياة لذنبه, وأتى بعض السواد, وهناك قصر عليه زج, فأمر إنساناً أن يطرحه عليه, فطرحه عليه, فقتله.
* كيكاوس بن كيخسرو بن قلج رسلان, السلطان, كان جباراً, ظالماً, سفاكاً للدماء, أخذه الله بغتةً, فمات فجاءة وهو سكران.
* قال زكريا الساجي: كنا نمشى في أزقة البصرة إلى باب بعض المحدثين فأسرعنا, وكان معنا رجل ماجن متهم في دينه, فقال: ارفعوا أرجلكم عن أجنحة الملائكة لا يكسروا, كالمستهزئ, فما زال موضعه حتى جفت رجلاه, وسقط.
* مجد الدين الجزري, ابتلي بحب شاب, وقويت عليه السوداء, وفسدت مخيلته, فأغلق عليه الخانقاه الشهابيه, وطلع إلى السطح فألقى نفسه في الطريق, فمات, نسأل الله العافية.
محبة الخير وكراهية الشر:
قال ابن السماك: من أحب الخير وفق له, ومن كره الشر جنبه.
- شرب ماء زمزم لعطش يوم القيامة:
شرب عبدالله بن المبارك من زمزم, وقال: عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ماء زمزم لما شرب له» وأنا أشربه لعطشي يوم القيامة.
- شرب ماء زمزم بنية العلم النافع:
سئل محمد بن خزيمة: من أين أوتيت العلم ؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ماء زمزم لما شرب له ) وإني لما شربت ماء زمزم سألت الله علماً نافعاً.
- خير ما أعطى الإنسان:
قال حبيب الجلاب: سألت ابن المبارك: ما خير ما أعطى الإنسان ؟ قال: غريزة عقل, قلت: فإن لم يكن ؟ قال: حسن أدب, قلت: فإن لم يكن ؟ قال: أخ شفيق يستشيره, قلت: فإن لم يكن ؟ قال: صمت طويل, قلت: فإن لم يكن ؟ قال: موت عاجل.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
قال عبدالله العمري: إن من غفلتك عن نفسك إعراضك عن الله, بأن ترى ما يسخطه, فتجاوزه, ولا تأمر ولا تنهى عن المنكر خوفاً ممن لا يملك لك ضراً ولا نفعاً, ومن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مخافة المخلوقين نزعت منه الهيبة.
- بئس الزاد:
قال الشافعي: بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد.
- زواج من أجل الكتب:
تزوج إسحاق بن راهوية بامرأة رجل كان عنده كتب الشافعي, فتوفي, فلم يتزوج بها إلا لحال الكتب.
- حب الكتب والغرام بها
علي بن يوسف بن إبراهيم بن عبدالواحد القفطي, جمع من الكتب ما لا يوصف, وقصد بها من كل الآفاق, ولم يكن يحب من الدنيا سواها, ولم يكن له زوجه, وله حكايات عجيبة في غرامه بالكتب.
- حب علي وعثمان رضي الله عنهما:
قال الأوزاعي: لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلب مؤمن.
كان عبدالله بن عون يصوم يوماً ويفطر يوماً. له ختمة في الأسبوع.
- وصية عند الموت:
* لما حضر هرم بن حيان الموت, قيل له: أوص, قال: أوصيكم: بآخر سورة النحل: ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) [النحل:125]
* الرازي أوصى بوصيه لما احتضر جاء فيها: يقول العبد الراجي رحمه ربه, الواثق بكرم مولاه, محمد بن عمر بن عمر بن الحسين الرازي, وهو أول عهده بالآخرة, وآخر عهده بالدنيا, وهو الوقت الذي يلين فيه كل قاس, ويتوجه إلى مولاه كل آبق, أحمد الله تعالى....يا سامع الأصوات, ويا مجيب الدعوات, ويا مقيل العثرات, أنا كنت حسن الظن بك, عظيم الرجاء في رحمتك, وأنت قلت: " أنا عند ظن عبدي بي " وأنت قلت: ( أمّن يُجيبُ المُضطرَّ إذا دعاهُ ) [النمل:62] أنت الغني الكريم, وأنا المحتاج اللئيم, فلا تخيب رجائي, ولا ترد دعائي, واجعلني آمنا من عذابك قبل الموت, وبعد الموت, وعند الموت, وسهل علي سكرات الموت, فإنك أرحم الراحمين.
- الخاسر:
سلم بن عمرو بن حماد البصري, كان عاكفاً على المعاصي, ثم تزهد وتنسك مديدة, ثم مرق وعاد إلى اللهو, وباع مصحفه واشترى بثمنه ديوان شعر, فلقب لذلك بالخاسر.
- أمور ليست من الأدب:
قال أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان: ليس من الأدب ن تجيب من لا يسالك, أو تسأل من لا يجيبك, أو تحدث من لا ينصت لك.
* قال الشافعي: عليك بالزهد, فإن الزهد على الزاهد أحسن من الحلي على الناهد
* قال إبراهيم بن أدهم: الزهد منه فرض, وهو ترك الحرام, وزهد بسلام وهو الزهد في الشبهات, وزهد فضل وهو الزهد في الحلال.
* قال سفيان بن عيينة: الزهد: الصبر, وانتظار الموت.
* قال يوسف بن أسباط: الزهد في الرئاسة أشد من الزهد في الدنيا.
- عمل المؤمن والمنافق:
قال الأوزاعي: المؤمن يقول قليلاً ويعمل كثيراً, والمنافق يقول كثيراً ويعمل قليلاً.
- بكاء المنافق:
قال شميط بن عجلان البصري: المنافق يبكي من رأسه, فأما من قلبه فلا.
- البلاء والرخاء:
قال يوسف بن أسباط: سمعت سفيان الثوري يقول: لم يفقه من لم يعد البلاء نعمة, والرخاء مصيبة.
- أماني:
* عن عبدالرحمن بن أبي الزياد عن أبيه قال: اجتمع في الحجر: مصعب بن الزبير, وعروة بن الزبير, وعبدالله بن الزبير, وعبدالله بن عمر, فقالوا: تمنوا, فقال عبدالله بن الزبير: أما أنا فأتمنى الخلافة, وقال عروة: أما أنا فأتمنى أن يؤخذ عني العلم, وقال مصعب: أما أنا فأتمنى إمرة العراق, والجمع بين عائشة بنت طلحة وسكينة بنت الحسين, وقال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: أما أنا فأتمنى المغفرة. قال: فنالوا كلهم ما تمنوا, ولعل ابن عمر قد غفر له.
- وصية:
قال رجل لإبراهيم بن ثابت: أوصيني, قال: دع ما تندم عليه.
- بلاء:
قال عبدالله بن محمد الراسبي: البلاء صحبة من لا يوافقك, ولا تستطيع تركه.
- الجمع بين التجارة والعبادة:
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: كنت تاجراً قبل المبعث, فلما جاء الإسلام جمعت بين التجارة والعبادة, فلم يجتمعا, فتركت التجارة, ولزمت العبادة.
- خصال المروءة:
قال ربيعة الرائي: المروءة ست خصال: ثلاثة في الحضر: تلاوة القرآن, وعمارة المساجد, واتخاذ الإخوان في الله, وثلاثة في السفر: بذل الزاد, وحسن الخلق, والمزاح في غير معصية.
- النظر في العواقب:
قال سلمة بن دينار: النظر في العواقب تلقيح العقول.
- تسلية الحزين:
قال إبراهيم بن بشار _ خادم إبراهيم بن أدهم _ أمسينا ليلة مع إبراهيم وليس لنا شيء نفطر عليه, فراني حزيناً, فقال: يا ابن بشار: لا تغتم فرزق الله مضمون سيأتيك.
- السرور والسعادة في طاعة الله:
قال إبراهيم بن أدهم: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السرور والنعم إذا لجالدونا عليه بأسيافهم....نحن والله الملوك والأغنياء, نحن والله الذين تعجلنا الراحة, لا نُبالي على أي حال أصبحنا أو أمسينا إذا أطعنا الله.
- السلام على الناس:
قال ابن عمر رضي الله عنه: إني لأخرج وما لي حاجة إلا لأسلم على الناس, ويسلمون علي.
- التألم على موت رجل من أهل السنة:
قال أيوب السختياني: إني لأخبر بموت الرجل من أهل السنة فكأنما أفقد بعض أعضائي.
- خصلتان تصلحان ما سواهما:
قال عبيد بن يونس: خصلتان إذا صلحتا من العبد صلح: الصلاة واللسان.
- إخفاء العمل الصالح:
قال سلمة بن دينار: اخف حسناتك كما تخفي سيئاتك.
قال محمد بن المنكدر: كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت.
- التحذير من الغناء:
* قال يزيد الناقص: إياكم والغناء, فإنه يُنقص الحياء, ويزيد في الشهوة, ويهدم المروة, وإنه لينوب عن الخمر, ويفعل ما يفعل المسكر....الغناء داعية الزنا.
* قال مالك عن الغناء: إنما يفعله الفساق عندنا.
- قتله دهاؤه:
بلال بن أبي بردة, كان ذا رأي ودهاء, قال الحكم بن النضر: قتل بلالاً دهاؤه, فإنه لما حُبِسَ قال للسجان, خذ مني ألف, وأعلم يوسف بن عمر قد مت, فقال له السجان: كيف تصنع إذا سرت إلى أهلك؟ قال: لا يسمع لي يوسف بن عمر بخبر ما دام حياً على العراق, فأتى السجان يوسف بن عمر, فقال: مات بلال, قال: أرينه ميتا, فإني أحبّ ذلك, فحار السجان, فجاء فألقى على بلال شيئاً غمّه حتى مات, ثم أراه يوسف.
- آيات الكبر:
قال الهيثم بن الأسود لرجل: سأنبك عن آيات الكبر:
تقارب الخطو وضعف في البصر وقلة الطعام إذا الزاد حــــــــضــــــر
وقلة النـــــــوم إذا الليــــل اعتـــــكر وكثرة النسيان في ما يـــــــــــــدكــــــر
وترك الحسناء قبل الطـــــهــــــــــــــــــر والناس يبلون كما تبلى الشجــــر
- رأي والد الحجاج في ابنه:
قال أبو الحجاج للحجاج: والله إني رأيي فيك أنك لا تموت إلا جباراً شقياً.
و كان أبو الحجاج فاضلاً.
- الروم والبربر:
قال سليمان بن عبدالملك يوماً لموسى بن نصير: أخبرني عن الروم, قال: أسد في حصونهم, عقبان على خيولهم, نساء في مراكبهم, إن رأوا فرصة افترصوها, وإن رأوا غلبة فأوعال تذهب في الجبال, لا يرون الهزيمة عاراً, قال: فأخبرني عن البربر, قال: هم أشبه العجم بالعرب, لقاء ونجدة, وصبراً, وفروسية, شجاعةً, غير أنهم أغدر الناس, ولا وفاء لهم ولا عهد.
- كل ما لا يبتغي به وجه الله يزول:
قال الربيع بن خثيم: كل ما لا يبتغي وجه الله يضمحل.
- الفقيه:
قال الحسن: الفقيه: الزاهد في الدنيا, البصير بذنبه, المداوم على عبادة ربه.
- بئس الرفيقان:
قال الحسن البصري: بئس الرفيقان: الدرهم والدينار, لا ينفعانك حتى يفارقانك.
- علامة الخذلان:
سئل محمد بن كعب القرظي ما علامة الخذلان ؟ قال: أن يستقبح الرجل ما كان يستحسن, ويستحسن ما كان قبيحاً.
- إذا أراد الله بعبده خيراً:
عن محمد بن كعب, قال: إذا أراد الله بعبدٍ خيراً زهده في الدنيا, وفقهه في الدين, وبصره بعيوبه.
روى عن ابن عون أن أمه نادته, فعلا صوته صوتها, فخاف, فأعتق رقبتين.
خاتمة حسنة
- من مات وهو يقرأ القرآن:
* لما احتضر عبدالرحمن بن الأسود بكى, فقيل: ما يبكيك ؟ قال: أسفاً على الصلاة والصوم, ولم يزل يقرأ القرآن حتى مات.
* الجنيد بن خلف السمرقندي, قال أبو بكر العطوي: كنت عند الجنيد حين احتضر, فختم القرآن, ثم ابتدأ فقرأ من سورة البقرة سبعين آية, ثم مات.
* أحمد بن الحسين بن عبدالعزيز العكبري, نام ثم قام, فقال: أي وقت هو ؟ قالوا: قرب الصبح, قال: حولوني إلى القبلة, فحولوه إلى القبلة, فأخذ يقرأ قدر خمسين آية, ثم قبض.
- من مات وهو صائم:
* قال هشام بن عمروة: كان أبي [عروة بن الزبير] يسرد الصوم, ومات وهو صائم.
* خالد بن معدان مات صائماً.
- من مات وهو يذكر الله عز وجل:
* قال بكار بن محمد: حضرت وفاة عبدالله بن عون, فكان حين قُبض...يذكر الله حتى غرغر.
* الحافظ محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي, قالت ابنته: مات, وهو عاقد على أصابعه, يعني: يسبح.
* إبراهيم بن عبدالواحد بن علي بن سرور المقدسي, لما جاءه الموت جعل يقول: يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت, برحمتك أستغيث فأغثني, واستقبل القبلة وتشهد, ومات
- من مات وهو يدعو الله:
أحمد بن محمد بن إسحاق بن أسباط, قال ابنه: كان أبي رحمه الله يكتب الحديث, فوضع القلم, ورفع يديه يدعو الله تعالى, فمات رحمه الله.
- من مات وهو ساجد:
* مجاهد بن جبر توفي سنة اثنتين ومائة. زاد بعضهم توفي وهو ساجد.
* جعفر بن أبي وحشة, كان ساجداً خلف المقام حين مات.
* موسى بن مسلم الطحان, كان يصلي في الحجر, فمات وهو ساجد.
* أبو ثعلبة الخشني رضي الله عنه, بينما هو يصلي في جوف الليل قبض وهو ساجد.
* نصر بن علي بن نصر بن علي الأصبهاني, قال أهله: بات ليلة يصلي, ثم سجد في السحر, فأطال, فحركناه فوجدناه ميتاً.
* محمد بن محمد بن أحمد الحاكم, الوزير, كان يصوم الاثنين والخميس, ويقوم الليل, وكان لا ينهض بأعباء الوزارة, بل نهمته في العلم, وفي الطلبة الفقراء, قُتل ساجداً.
* أحمد بن علي الحسن منتاب الدقاق بات يصلي إلى السحر فسجد طويلاً ومات
* محمد بن الحسين بن علي المرزوقي: قال: الحافظ ابن عساكر: مات ساجداً.
* عبدالرحيم نصر بن يوسف توفي في الركعة الثالثة من الظهر سجدها, وكان يصلي إماماً فانتظره من خلفه أن يرفع رأسه ثم رفعوا رؤوسهم وحركوه فوجدوه قد مات
* نبأ بن علي بن هاشم بن الحسن, صلى العشاء وقرأ سورة:(هل أتى) وسجد ومات
- من مات وهو يصلي:
* سمع عامر بن عبدالله بن الزبير المؤذن وهو يجود بنفسه, فقال: خذوا بيدي إلى المسجد, فقيل: إنك عليل, فقال: أسمع داعي الله فلا أجيبه, فأخذوا بيده فدخل مع الإمام في صلاة المغرب, فركع مع الإمام ركعة, ثم مات.
* مات حماد بن سلمة, وهو في الصلاة.
* سعد بن عثمان بن مرزوق بن حميد, مات في صلاة الظهر.
* إسماعيل بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس, مما أكرمه الله به أنه مات وهو في صلاة المغرب يقرأ: (إياك نعبد وإياك نستعين) ففاضت نفسه.
وفي الختام, نسأل الله الكريم حسن الختام, ورضا الرحمن, والفوز بالجنان.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: