رمضان: اصنعوا لأبنائكم ذكريات إيمانية
وكيف كان الشهر المبارك بكامله احتفالية كبيرة وعظيمة ابتداءً من وقت السحور الذي كنا نستيقظ فيه ونحن في أشد الحاجة لمواصلة النوم ،ولكن كيف نترك حفل السحور الذي لا يتخلف عنه أحد
هي مقولة أعجبتني ،فلا زال محفورًا في الذاكرة كل عمل إيماني قام به الأبوان رحمهما الله أقواها وأعمقها ذكريات رمضان والعيدين ،وكيف كان الشهر المبارك بكامله احتفالية كبيرة وعظيمة ابتداءً من وقت السحور الذي كنا نستيقظ فيه ونحن في أشد الحاجة لمواصلة النوم ،ولكن كيف نترك حفل السحور الذي لا يتخلف عنه أحد ،وإذا استرسل أحدنا في النوم وفاته هذا الحفل يشعر بفداحة الخسارة كيف يفوته يومًا واحدًا من هذه الاجتماعات المباركة ،ثم نستيقظ مرة آخرى للذهاب للمدرسة دون وجبة الإفطار تقليدًا للكبار ،ثم تبدأ المعاناة من الجوع بعد أذان العصر والبدء بالتردد على غرفة الوالد رحمه الله لمرات لا أُحصى عددها لاسأل عن الوقت الباقي على المغرب ليهوّن عليَّ الأمر دون أي ملل أو ضجر برغم ما اسببه له من قطعه لعبادته ،لأجدني في نهاية الشهر قد قمت بصيامه مثل الكبار لأنال من الثناء والتشجيع ما لم أنساه ما حييت
أما عن ليلة العيد فتلك ليلة من العمر لا تعادلها ليلة العرس ،فهي ليلة ارتداء الجديد والترفيه وجمع العيدية من الأهالي ،والتي تبدأ بذهاب الكبار إلى صلاة العيد وتبادل الزيارات بين الأهل جميعًا وتقديم أطيب الطعام والحلوى والفاكهة للزوار ثم الذهاب إلى أماكن الترفيه ويتكون الغداء يومها من أشهى الأطباق حيث تجتمع أفراد الأسرة بما فيهم الذين فرقتهم ظروف العمل أو الدراسة وهكذا يكون اليوم ما بين الترفيه واستقبال الضيوف فيكون يومًا حافلًا تاركًا في الذاكرة أروع الذكريات وعادةً ما تمثل الذكريات الرمضانية أجمل ذكريات المسلم صغيرًا وكبيرًا أما بالنسبة لأبنائي حرصنا نحن كذلك على الشعائر الرمضانية بمعظم التفاصيل وفي أحد الأعوام أضفنا إليها بعض الترفيه باقتراح مسابقة بسيطة أدارتها ابنتي عندما كانت طفلة وكانت تسأل الكبار والإجابة لديها في الدفتر مما أضفى جو من المرح والبهجة وفي نفس الوقت الحصول على بعض المعلومات الدينية المفيدة؛ علمًا بأن السبب الرئيس لهذا المقترح هو صرف أبنائي عن الإغراءات التي تقدمها الفضائيات لتلهي المسلمين عن اغتنام هذا الشهر المبارك الذي يتيح للمسلم نوال أعظم جائزة وهي العتق من النار وضمان السعادة الأبدية ،وكان في ذلك لفت لانتباه أبنائي أن شهر الصوم هو شهر كسب الحسنات لا شهر اللهو وضياع الفرص النفيسة .
ومن الذكريات كذلك تكرار تبادل الزيارات مع الأهل وخاصة أهل الأب والتشارك في تناول الإفطار مما غرس فيهم حب أهل أبيهم والتزام برهم الذي صار جزءًا من مشاعرهم وهم الآن حريصون على نقل هذا الإرث لأبنائهم وبناتهم وتوعيتهم أن صلة الأرحام كنز عظيم يفوق كثير من الأعمال الفاضلة .
سهام علي
كاتبة مصرية، تخرجت في كلية الإعلام، وعضوة في هيئة تحرير موقع طريق الإسلام.
- التصنيف: