جسر التعب الذي لابد من عبوره !!
وقد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم ، وأن من آثر الراحة فاتته الراحة ، وأن بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة .
جسر التعب الذي لابد من عبوره !!
تظل هذه الحقيقة المهمة واحدة من السنن التي أقام الله عليها الحياة ، والتي يجب أن تكون حاضرة في الأذهان ، لا سيما لأجيالنا الشابة ، وهي :
أنك لا يمكن أن تدرك شيئا ذا بال إلا على جسر من التعب والمشقة ، وأن النعيم لا يدرك بالنعيم ، بل بالبذل والنصب ، وأن العلم لا يستطاع براحة الجسم .
فالمصالح والخيرات واللذات والكمالات كلها لا تنال إلا بحظ من المشقة ، ولا يعبر إليها إلا على جسر من التعب .
وقد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم ، وأن من آثر الراحة فاتته الراحة ، وأن بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة .
فلا فرحة لمن لا هم له ، ولا لذة لمن لا صبر له ، ولا نعيم لمن لا شقاء له ولا راحة لمن لا تعب له .
بل إذا تعب العبد قليلا استراح طويلا ، وإذا تحمل مشقة الصبر ساعة قاده لحياة الأبد ، وكل ما فيه أهل النعيم المقيم فهو صبر ساعة ، والله المستعان ولا قوة إلا بالله " مفتاح دار السعادة 2 / 15 .
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: