الفتن والملاحم (1)

منذ 2021-06-17

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطرا عاما، ولا تنبت الأرض شيئا»

بسم الله الرحمن الرحيم

** وهي تكون قبل ظهور أشراط الساعة الكبرى.

** روى مسلم عَنْ حُذَيْفَةَ -رضي الله عنه- قَالَ «قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَقَامًا مَا تَرَكَ شَيْئًا يَكُونُ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا حَدَّثَ، بِهِ حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ، قَدْ عَلِمَهُ أَصْحَابِي هَؤُلَاءِ، وَإِنَّهُ لَيَكُونُ مِنْهُ الشَّيْءُ قَدْ نَسِيتُهُ فَأَرَاهُ فَأَذْكُرُهُ كَمَا يَذْكُرُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ إِذَا غَابَ عَنْهُ ثُمَّ إِذَا رَآهُ عَرَفَهُ.»

** وعَنْ حُذَيْفَةَ -رضي الله عنه- أَنَّهُ قَالَ: «أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ فَمَا مِنْهُ شَيْءٌ إِلَّا قَدْ سَأَلْتُهُ إِلَّا أَنِّي لَمْ أَسْأَلْهُ مَا يُخْرِجُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ مِنْ الْمَدِينَةِ» [مسلم] أي في آخر الزمن، مع أن الدجال سيدخل كل قرية إلا المدينة، فإنه على كل نقب يعني: طريق من طرق المدينة ملك شاهر [رافعًا] سيفه، لو قدم الدجال ناحية المدينة قتله ذلك الملك.

** ومن أشراط الساعة «أخذ الأجر على القرآن»، فعَنْ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ: «إِنَّهُ مَرَّ عَلَى قَاصٍّ قَرَأَ، ثُمَّ سَأَلَ فَاسْتَرْجَعَ وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَلْيَسْأَلِ اللهَ بِهِ؛ فَإِنَّهُ سَيَجِيءُ قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ بِهِ)» [أحمد وهو حسن لغيره]

 وفي رواية أبي داود عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنهما-، قَالَ: «خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَحْنُ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَفِينَا الْأَعْرَابِيُّ وَالْأَعْجَمِيُّ، فَقَالَ: (اقْرَءُوا فَكُلٌّ حَسَنٌ وَسَيَجِيءُ أَقْوَامٌ يُقِيمُونَهُ كَمَا يُقَامُ الْقِدْحُ [هو السهم الذي يرمى به، يعني أنهم يتقنون القرآن، ويحسنون قراءته، ويتمكنون من ذلك] يَتَعَجَّلُونَهُ وَلَا يَتَأَجَّلُونَهُ)» ، قال أهل العلم: يريدون به العاجلة عرض الدنيا وحطامها، والرفعة فيها، ولا يتأجلونه أي: لا يريدون به الدار الآخرة، وما عند الله فمعناه: أنهم لا يقرءون القرآن للآجلة، بل يقرءونه للعاجلة.

** ومن أشراط الساعة «أكل الحرام» فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «(لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُبَالِي الْمَرْءُ بِمَا أَخَذَ مِنْ الْمَالِ بِحَلَالٍ أَوْ بِحَرَامٍ)» [أحمد]

** ** عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُمْطَرَ النَّاسُ مَطَرًا لَا تُكِنُّ مِنْهُ بُيُوتُ الْمَدَرِ، وَلَا تُكِنُّ مِنْهُ إِلَّا بُيُوتُ الشَّعَرِ)» [رواه أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ]

قوله: "لا تُكنُّ" قال السندي: أي: لا تستر منه شيئاً، أي: أن ذلك المطر ينزل من بيوت المدر، ولا تمنع بيوت المدر من نزوله، ولا ينزل من بيوت الشعر، وهو تعالى قادر على كل شيء.

** عن معاذ بن حرملة الأزدي قال: سمعت أنسا يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «(لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطرا عاما، ولا تنبت الأرض شيئا)» . [قال الألباني في السلسلة الصحيحة 6/639: أخرجه أحمد وأبو يعلى والبخاري في التاريخ] وهذا من تفشي ذنوب الناس.

وعن معاذ بن حرملة الأزدي قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « يأتي على الناس زمان تمطر السماء مطرا ولا تنبت الأرض» [مستدرك الحاكم، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه، تعليق الذهبي قي التلخيص: صحيح]

 وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «(ليست السنة بأن لا تمطروا، ولكن السنة أن تمطروا وتمطروا ولا تنبت الأرض شيئا)» [ أحمد، قال الشيخ الألباني: (صحيح) حديث: 5447 في صحيح الجامع]

وفي رواية ابن ماجة عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَكَانَ أَكْثَرُ خُطْبَتِهِ حَدِيثًا حَدَّثَنَاهُ عَنْ الدَّجَّالِ ... إلى أن قال: «(وَإِنَّ قَبْلَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ ثَلَاثَ سَنَوَاتٍ شِدَادٍ يُصِيبُ النَّاسَ فِيهَا جُوعٌ شَدِيدٌ يَأْمُرُ اللَّهُ السَّمَاءَ فِي السَّنَةِ الْأُولَى أَنْ تَحْبِسَ ثُلُثَ مَطَرِهَا وَيَأْمُرُ الْأَرْضَ فَتَحْبِسُ ثُلُثَ نَبَاتِهَا ثُمَّ يَأْمُرُ السَّمَاءَ فِي الثَّانِيَةِ فَتَحْبِسُ ثُلُثَيْ مَطَرِهَا وَيَأْمُرُ الْأَرْضَ فَتَحْبِسُ ثُلُثَيْ نَبَاتِهَا ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ السَّمَاءَ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ فَتَحْبِسُ مَطَرَهَا كُلَّهُ فَلَا تُقْطِرُ قَطْرَةً وَيَأْمُرُ الْأَرْضَ فَتَحْبِسُ نَبَاتَهَا كُلَّهُ فَلَا تُنْبِتُ خَضْرَاءَ، فَلَا تَبْقَى ذَاتُ ظِلْفٍ إِلَّا هَلَكَتْ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ)، قِيلَ: فَمَا يُعِيشُ النَّاسُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ؟ قَالَ: (التَّهْلِيلُ وَالتَّكْبِيرُ وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ، وَيُجْرَى ذَلِكَ عَلَيْهِمْ مُجْرَى الطَّعَامِ)» .

** عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- «قَالَ كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا تُمْطِرَ السَّمَاءُ وَلَا تُنْبِتَ الْأَرْضُ، وَحَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِدُ، وَحَتَّى أَنَّ الْمَرْأَةَ لَتَمُرُّ بِالْبَعْلِ [الرجل] فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا فَيَقُولُ لَقَدْ كَانَ لِهَذِهِ مَرَّةً رَجُلٌ» . [أحمد]

** فناء قريش بأكملها، وهي رأس العرب، والخلافة فيهم  

فعَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: دَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَقُولُ: «يَا عَائِشَةُ، قَوْمُكِ أَسْرَعُ أُمَّتِي بِي لَحَاقًا، قَالَتْ: فَلَمَّا جَلَسَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاءَكَ، لَقَدْ دَخَلْتَ علىَّ وَأَنْتَ تَقُولُ كَلامًا ذَعَرَنِى، قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَتْ: تَزْعُمُ أَنَّ قَوْمِك أَسْرَعُ أُمَّتِكَ بِكَ لَحَاقًا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: وَمِمَّ ذَاكَ؟ قَالَ: تَسْتَخْلِبهُمُ الْمَنَايَا وَتَنَفَّسُ عَلَيْهِمْ أُمَّتُهُمْ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: فَكَيْفَ النَّاسُ بَعْدَ ذَلِكَ أَوْ عِنْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ: دَبًى يَأْكُلُ شِدَادُهُ ضِعَافَهُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْهِمُ السَّاعَةُ. قَالَ: والدَبى الْجَنَادِبُ [صغار الجراد] الَّتِي لَمْ تَنْبُتْ أَجْنِحَتُهَا» . [أحمد، قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: رجاله ثقات رجال الشيخين] وهذا من تسلط شرار الخلق.

 وقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «(أسرعُ قبائلِ العربِ فَناءً قريشٌ، يُوشِكُ أن تمرَّ المرأةُ بالنعلِ فتقول هذه نَعْلُ قُرَشِىٍّ)»  [أحمد، وأبو يعلى عن أبى هريرة]

وفي رواية: «(لا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى يُوجَدَ النَّعْلُ فِي الْقِمَامَةِ، فَيُقَالُ كَأَنَّهَا نَعْلُ قُرَشِيٍّ)»

يقول المار من رجل أو امرأة هذا القول؛ لكثرة ما يقع في قريش من القتل، حتى لا يظن أحد أن هذا النعل لغير قرشي.

 

جمع وترتيب

د/ خالد سعد النجار

alnaggar66@hotmail.com

 

خالد سعد النجار

كاتب وباحث مصري متميز