بحث في القلقلة
وكل كتب التجويد القديمة والحديثة يعدون القلقلة ضمن الصفات الأصلية اللازمة.
بحث في القلقلة
مستخرج من كتاب (المفصل في التجويد).
أم جلال/ عزة عبد الرحيم محمد سليمان
الحمد لله وحده، والصلاة على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه، وبعد:-
في هذا البحث محاولة لبيان أقوال العلماء في كيفية أداء القلقلة، وإجابة لسؤال: هل القلقة صفة عرضية فتوجد في الساكن فقط، أم صفة أصلية وتوجد في الساكن والمتحرك أيضًا وإن لم تظهر؛ دفعني لكتابته ما وجدته من خلافٍ بين العلماء في هاتين المسألتين (كيفية أداء القلقلة، وكون القلقلة صفة أصلية أو عارضة "مراتب القلقلة")، والله أسأل توفيقًا وبركة إنه كريم منان.
القلقلة:
تعريف القلقلة:
لغة: اضطراب الشيء وتحركه([1]).
واصطلاحًا: اضطراب المخرج عند النطق بالحرف حتى يُسمع له صوتٌ عالٍ (نبرة قوية).
توضيح:
القلقلة تكون مصحوبة بصوتٍ قويٍ زائدٍ حين النطق بحرفٍ من حروفها حال الوصل وحال الوقف. وهذا واضح في تعريف أئمة علم التجويد لها.
يقول الإمام مكي بن أبي طالب معرفًا القلقلة: (ظهور صوت يشبه النبرة عند الوقف عليهن [أي حروف القلقلة]، وإرادة إتمام النطق بهن، فذلك الصوت في الوقف عليهن أبين منه في الوصل بهن)([2]).
وعرفها الإمام ابن الجزري بأنها ظهور صوت يشبه النبرة حال سكونهن في الوقف وغيره لزيادة إتمام النطق بهن. وذلك الصوت في سكونهن أبين منه في حركتهن. وهو في الوقف أمكن، وأصل هذه الحروف القاف لأنه لا يقدر أن يؤتى به ساكنًا إلا مع صوت زائد لشدة استعلائه)([3]).
وهذا التعريف للقلقلة يشير إلى أن القلقلة تظهر مع الساكن، وأن المتحرك فيه أصل القلقلة وإن لم تظهر فيه وذلك في قوله: (فذلك الصوت في سكونهن أبين منه في حركتهن).
وعرفها الشيخ المرصفي([4])بأنها (اضطراب اللسان بالحرف عند النطق به ساكنًا حتى يسمع له نبرة قوية)([5]).
وهذا التعريف للقلقلة فيه ملحوظتان:
الأولى: أنه قال: (اضطراب اللسان) وهذا اللفظ غير منضبط لأن الباء تخرج من الشفتين ولا عمل للسان فيها وهي من حروف القلقلة.
الثانية: أنه يرى أن المتحرك فيه أصل القلقلة([6]) فكان عليه أن لا يقيده بحالة السكون ليوافق تعريفه لها مذهبه فيها.
وعرفها الدكتور أيمن سويد بأنها إخراج الحرف المقلقل - حالة سكونه - بالتباعد بين طرفي عضو النطق دون أن يصاحبه شائبة حركة من الحركات الثلاث([7]).
ثم بيَّن ذلك بقوله:
الحروف الساكنة ما عدا حروف المد تخرج بالتصادم بين طرفي عضو النطق، وأن الحروف المتحركة تخرج بالتباعد بين طرفي عضو النطق ويصاحب الحرف المفتوح انفتاح ما بين الفكين، ويصاحب الحرف المضموم انضمام للفم، ويصاحب الحرف المكسور انخفاض الفك السفلى. وتخرج أحرف القلقلة الساكنة عن القاعدة فتخرج بالتباعد بين طرفي عضو النطق مشبهة في ذلك الحروف المتحركة لكن دون أن يصاحبها انفتاح للفم، ولا انضمام للشفتين، ولا انخفاض للفك السفلى([8]).
وهذا التعريف الأخير يشير إلى رأي الدكتور أيمن في كيفية أداء القلقلة وأنها تكون ساكنة لا يشوبها أي حركة، كما يشير أن القلقلة تكون حالة سكون الحرف دون حركته.
وفي هاتين المسألتين (كيفية أداء القلقلة، وكونها حال سكون الحرف دون حركته) تفصيل نأتي عليه بعد قليل إن شاء الله وبحوله وقوته.
حروف القلقلة:
خمسة أحرف مجموعة في لفظ «قطب جد»، وقد أشار الإمام ابن الجزري إلى صفة القلقلة في منظومة المقدمة بقوله:
.......................... قَلقَلَةٌ قُطْبُ جَدٍ.......
سبب التسمية([9]):
1- لأنك إذا وقفت عليها تقلقل المخرج حتى يُسمع عند الوقف على الحرف نبرة قوية (صوتٌ عالٍ).
2- لأن صوتها صوت أشد الحروف أخذًا من القلقلة التي هي صوت الأشياء اليابسة.
3- لأن صوتها لا يكاد يتبين به سكونها ما لم يخرج إلى شبه التحريك يشبه أمرها من قولهم: قلقله إذا حركه.
سبب القلقلة:
وسبب الاضطراب والتحريك في حروف القلقلة كونها مجهورة شديدة، فالجهر يمنع النفس أن يجري معها، والشدة تمنع صوتها أن يجري، فلما اجتمع لها هذان الوصفان احتاجت إلى كلفة في بيانها فتخلص العرب من هذه الكلفة بالقلقلة؛ قال الإمام أبو شامة([10]) في شرح الشاطبية: (وإنما حصل لها ذلك لاتفاق كونها شديدة مجهورة، فالجهر يمنع النفس أن يجري معها، والشدة تمنع أن يجري صوتها، فلما اجتمع لها هذان الوصفان: وهو امتناع جرى النفس معها وامتناع جرى صوتها احتاجت إلى التكلف في بيانها فلذلك يحصل من الضغط للمتكلم عند النطق بها ساكنة حتى تكاد تخرج إلى شبه تحركها لقصد بيانها إذ لولا ذلك لم يتبين لأنه إذا امتنع النفس والصوت تقدر بيانها ما لم يتكلف بإظهار أمرها على الوجه المذكور)([11]).
الحروف الشديدة في اللغة العربية ثمانية مجموعة في قولك: «أجد قط بكت» وقد اعتادت العرب على التخلص من شدة الحرف حال النطق به، فتخلص العرب من الشدة في حروف (قطب جد) بالقلقلة.
?وتخلص العرب من الشدة في الكاف والتاء بالهمس، فالهمس فيهما يتبع صفة الشدة وليس معها في نفس الزمن، فبعد قفل المخرج انقفالًا تامًا - وهذه هي صفة الشدة - ينفتح ويخرج الهواء وهذه صفة الهمس، فالشدة باعتبار الابتداء والهمس باعتبار الانتهاء.
وإنما تخلصت العرب من شدة الكاف والتاء بالهمس دون القلقلة مع أن فيها صوتًا زائدًا حدث عند انفتاح مخرجيهما لأن ذلك الصوت فيهما يلابس جري النفس بسبب ضعف الاعتماد على المخرج فهو صوت همس ضعيف ولذا عدتا شديدتين مهموستين([12]).
? وتخلص العرب من الشدة في الهمز بالطرق الآتية:
1- بالحذف مثل «مستهزون» بحذف الهمزة.
2- أو الإبدال مثل«يُومِنُونَ» بإبدال الهمزة حرفَ مد مجانس لحركةِ ما قبلها.
3- أو بالنقل مثل «قَدَ ا فْلح» بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها مع حذف الهمز.
4- أو بالتسهيل، مثل «أ َا۬عۡجَمِيّ» وتسهيلها يكون بالنطق بها بين الهمزة والألف فننطق الهمزة الثانية بين بين فلا هي همزة خالصة ولا هي ألف خالصة ويضبط ذلك المشافهة ولم يسهل حفص من طريق الشاطبية إلا كلمة ﴿ أ َا۬عۡجَمِيّ﴾ [فصلت: ٤٤] قولًا واحدًا، والكلمات الثلاث ﴿ءآلذَّكَرَين، ءَآلله، ءَآلۡـَٰٔنَ﴾ يجوز عنده الإبدال والتسهيل وقد أشار الإمام مكي في الرعاية إلى طرق التخلص من شدة الهمز بقوله: (..لأن الهمزة حرف ثقيل فغيرته العرب لثقله، وتصرفت فيه ما لم تتصرف في غيره من الحروف، فأتت به على سبع أوجه مستعملة في القرآن و الكلام، جاءت به محققًا، ومخففًا، ومبدلًا بغيره، وملقى حركته على ما قبله، ومحذوفًا، ومثبتًا، ومسهلًا بين حركته والحرف الذي منه حركته)([13]).
ولم تتخلص العرب من شدة الهمزة بالقلقلة كما في حروف القلقلة لأن:
1- (الهمز كالتهوع أي التقيؤ وكالسعلة فجرت عادة العلماء بإخراجها بلطافة ورفق وعدم تكلف في ضغط مخرجها لئلا يظهر صوت يشبه التهوع والسعلة)([14]).
2- لأنه (يدخلها التخفيف حالة السكون ففارقت أخواتها، ولأنه يعتريها الإعلال)([15]).
كيفية أداء القلقلة:
اختلف العلماء في أداء القلقلة إلى أقوال:
القول الأول: إنها أقرب إلى الفتح مطلقًا، وكثير من العلماء يرجحون هذا القول. وقد أشار بعضهم إلى هذا القول بقوله:
وقلقلةً قرِّبْ إلى الفتح مُطلقًا ولا تتبعنها بالذي قبلُ تجْمُلا
ورجح هذا القول الشيخ جمال القرش في كتابه (زاد المقرئين)([16]) وعدَّدَ ثمانية أقوال للعلماء يقولون أنها إلى الفتح أقرب، منهم:
1- الشيخ أحمد بن عبد العزيز الزيات([17])قال: الراجح أنها تميل إلى الفتحة.
2- والشيخ إبراهيم الأخضر، ذكر أنها تكون قريبة للفتح وليست مفتوحة.
3- والشيخ محمد أبو رواش ذكر أن الرأي الراجح في القلقلة أنها تميل إلى الفتح.
القول الثاني: إنها تابعة لما قبلها، فإن كان ما قبلها مفتوحًا نحو ﴿أَقۡرَبُ﴾ كانت قريبة إلى الفتح، وإن كان ما قبلها مكسورًا نحو ﴿صِدقٍ﴾ كانت قريبة إلى الكسر، وإن كان ما قبلها مضمومًا نحو ﴿نُطْفَةٍ﴾كانت قريبة إلى الضم. وقد اجتمعت هذه الأحوال الثلاثة في قول الله تعالى: ﴿فِي مَقعَدِ صِدقٍ عِندَ مَلِيك مُّقتَدِرِ﴾.
وأشار العلامة السمنودي([18]) إلى القولين معًا، ورجح الإتباع لما قبلها، يقول:
قلقلةٌ قطبُ جدٍ وقُرِّبتْ للفتحِ والأرجحُ ما قبلُ اقْتَفَتْ
ويُروى أن الشيخ السمنودي تراجع عن هذا القول ورجح أنها إلى الفتح أقرب ونظم:
قلقلة قطــب جد وقربت لفتحِ مخـــرجٍ على الأولى ثبت
وذلك بعدما راجعه في ذلك الشيخ جمال القرش صاحب كتاب (زاد المقرئين)، واحتج عليه بأن تبعية الحرف المقلقل لحركة الحرف الذي قبله لا تحقق الغرض من القلقلة، فمثلًا كلمة ﴿لـمُبْتَلين﴾ لو تبعت القلقلة في الباء الضمة التي قبلها لظل اللفظ فيه ثقل على اللسان ولما تحقق الغرض من القلقلة([19]).
القول الثالث: أن حروف القلقلة تتبع حركة ما بعدها من الحروف لتتناسب الحركات، وهذا القول ضعيف، يقول الشيخ المرصفي في هداية القارئ: (وإن صح هذا القول فيمكن تطبيقه على الساكن الموصول فقط نحو ﴿يُبدِئ﴾ لأن الساكن الموقوف عليه كحرف الدال في نحو قوله تعالى:﴿إيّاكَ نَعبُدُ﴾ لا يتأتى فيه اتباعه لما بعده لذهاب حركة ما بعده بسبب الوقف عليه فتنبه) ([20]).
القول الرابع: أن القلقلة لها نبرة ساكنة ليست مائلة للفتح ولا مائلة للكسر ولا تابعة لما قبلها. وممن قال بهذا القول صفوت سالم صاحب (فتح رب البرية في شرح المقدمة الجزرية)، يقول: (القلقلة ليست مائلة للفتح ولا مائلة للكسر ولا تابعة لما قبلها، ويفهم ذلك عند التطبيق من شيخٍ متقنٍ)([21]).
وممن قال بهذا القول حسام الدين الكيلاني في كتابه (البيان في أحكام تجويد القرآن)، يقول: (فعلى القارئ أن ينتبه أن القلقلة نبرة ساكنة مستقلة عن الحركة، ويلحن الكثير حين يشربون القلقلة حركة ما كضم أو كسر أو فتح)([22]).
وممن قال بهذا - أيضًا - الشيخ محمد النبهان، يقول: (والقلقلة في الحرف الساكن صوت مستقل ليس بالفتحة ولا بالكسرة ولا بالسكون غير متأثر بحركة ما قبلها)([23]).
وممن قال بهذا القول الدكتور أيمن سويد وضعَّف قول من قال: أن القلقلة تتبع حركة ما قبلها أو حركة ما بعدها، أو تكون أقرب إلى الفتح مطلقًا، وحجته بأن هذا العمل هو تبعيض للحركة وهذا الأمر يسمي عند القراء رومًا أو اختلاسًا ولم يقل أحد أن القلقلة واحدة من هذين.([24])
وأكثر العلماء أن القول الأول (أنها أقرب إلى الفتح) هو القول الراجح، ويمكننا بيان وجه ترجيحه مما يلي: -
1ـ قول الإمام أبي شامة السابق: (وإنما حصل لها ذلك لاتفاق كونها شديدة مجهورة... فلما اجتمع لها هذان الوصفان... احتاجت إلى التكلف في بيانها فلذلك يحصل من الضغط للمتكلم عند النطق بها ساكنة حتى تكاد تخرج إلى شبه تحركها لقصد بيانها إذ لولا ذلك لم يتبين)([25]). يشير أن أداء القلقلة إلى الحركة أقرب.
وقد مر ضعف القول بتبعية القلقلة لما قبلها ولما بعدها، فبقي أن تكون أقرب للفتح.
2ـ قول ابن أبي مريم الشيرازي: (وهي حروف مشربة في مخارجها إلا أنها تضغط ضغطًا شديدًا، فإن فيها أصواتًا كالحركات تتقلقل عند خروجها أي تضطرب ولهذا سميت حروف القلقلة)([26]).
3- قول الشيخ المرعشي في جهد المقل: (وذلك الصوت الزائد"يعني القلقلة" يحدث بفتح المخرج بتصويت فحصل تحريك مخرج الحرف، وتحريك صوته، أما المخرج فقد تحرك بسبب انفكاك دفعي بعد التصاق محكم، وأما الصوت فقد تبدل في السمع وذلك ظاهر، لك تعريف القلقلة بتحريك الصوت أو بتحريك المخرج)([27]).
فقوله: (تحريك الصوت) يشير إلى أن أداء القلقلة قريبًا إلى الحركة.
مراتب القلقلة:
اختلف العلماء في مراتب القلقلة على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن القلقلة على أربع مراتب:
المرتبة الأولى: المشدد الموقوف عليه، وتسمى قلقلة كبرى مثل ﴿ الحَق﴾.
المرتبة الثانية: المخفف الموقوف عليه، وتسمى قلقلة وسطى مثل ﴿الرِّزق﴾.
وبعضهم يسمي المشدد الموقوف عليه قلقلة أكبر، ويسمي الموقوف عليه المخفف قلقلة كبرى.
المرتبة الثالثة: الساكن الموصول سواء أكان في وسط الكلمة أم في آخرها، وتسمى قلقلة صغرى، وهي أقل مرتبة من الموقوف عليها (لأنك أخرجت لسانك عنها إلى صوت آخر فحال بينه وبين الاستقرار)([28])مثل قوله تعالى: ﴿ والفَجر﴾.
المرتبة الرابعة: المتحرك مطلقًا وفيه أصل القلقلة.
فهؤلاء يرون أن القلقلة صفة لازمة للأحرف الخمسة في جميع أحوالها، لكنها لا تظهر إلا مع السكون لأن السكون يُظهِر صفات الحرف، وأن المتحرك فيه أصل القلقلة كما أن أصل الغنة ثابت في النون والميم الساكنتين المظهرتين والمتحركتين الخفيفتين.
وممن قال بهذا القول صاحب كتاب "غاية المريد في علم التجويد"([29])، والشيخُ المرصفي في كتابه "هداية القاري إلى تجويد كلام الباري"([30])، ويتضح أنه القول الراجح، ويمكننا بيان وجه ترجيحه من خلال مناقشة الآراء الأخرى على النحو التالي: -
القول الثاني: أن القلقلة على ثلاث مراتب:
1- المشدد الموقوف عليه، مثل ﴿الحَقّ﴾.
2- المخفف الموقوف عليه، مثل ﴿الرِّزق﴾.
3- الساكن الموصول سواء أكان في وسط الكلمة أم في آخرها.
وممن ذهب إلى هذا القول الشيخ الحصري([31]) في كتابه (أحكام قراءة القرآن الكريم)([32])، والشيخ أبو الوفا في كتابه (القول السديد في علم التجويد)([33])، والدكتورة سعاد عبد الحميد في كتابها (تيسير الرحمن في تجويد القرآن)([34])، وصاحب (الروضة الندية شرح متن الجزرية)([35]).
فهؤلاء أسقطوا مرتبة المتحرك.
القول الثالث: أن للقلقلة مرتبتين:
المرتبة الأولى: كبرى عند الوقف على الحرف المقلقل مخففًا كان أم مشددًا.
المرتبة الثانية: صغرى في الساكن الموصول سواء أكان في وسط الكلمة أم في آخرها.
وممن ذهب بهذا الرأي الدكتور أيمن سويد في محاضرته (آلية القلقلة)([36])، وصاحب كتاب (فتح رب البرية شرح المقدمة الجزرية)([37]).
فهؤلاء أسقطوا مرتبتين:
- أسقطوا المرتبة الرابعة، كما فعل أصحاب القول الثاني، وقالوا: أن القلقلة لا تكون إلا في الساكن، وأن المتحرك ليس فيه أصل القلقلة.
- جعلوا المرتبة الأولى والثانية منزلة واحدة، وساووا بين الموقوف عليه المخفف والمثقل.
أما قولهم الأول: أن القلقلة لا تكون إلا في الساكن، وأن المتحرك ليس فيه أصل القلقلة فحجتهم فيه ما يلي:
1 - قول الإمام ابن الجزري:
وَبَيِّنَنْ مُقَلْقَلًا إِنْ سَكَـنَا وَإِنْ يَكُنْ فِى الْوَقْفِ كَانَ أَبْيَنَا
2-أن سبب قلقلة حروف (قطب جد) هو ما فيها من صفة الشدة وهي انحباس الصوت وانقفال المخرج انقفالًا تامًا مما يسبب إزعاجًا لجهاز النطق بالهواء المضغوط الذي يريد أن يخرج ولا يجد إلى ذلك سبيلًا، وتكون في الساكن دون المتحرك لأن القلقلة التي هي التخلص من الشدة إنما تكون في حالة حدوث الإزعاج، وهذا الإزعاج لا يحدث إلا حالة انقفال المخرج وهي حالة السكون([38]).
وعليه فتكون القلقلة من الصفات العرضية لأنها لا تكون إلا في الساكن وليست ملازمة للحرف في كل أحواله كما صرح بذلك الدكتور أيمن سويد في محاضرته (آلية القلقلة).
ويمكن الرد على هذا القول بما يلي:
1- أن الإمام ابن الجزري عد القلقلة وهو يعدد الصفات الأصلية اللازمة التي لا تنفك عن الحرف بحال، وذلك في قوله:
وَصَادُ ضَادٌ طَاءُ ظَاءٌ مُطْبَقَه وَفَرَّ مِنْ لُبِّ الحُرُوفُ المُذْلَقَهْ
صَفِيرُهَا صَادٌ وَزَاىٌ سِينُ قَلقَلَةٌ قُطْبُ جَدٍ...........
وكل كتب التجويد القديمة والحديثة يعدون القلقلة ضمن الصفات الأصلية اللازمة. على خلاف ما يذكره الدكتور أيمن سويد من أن هذا قول المعاصرين فقط. بل إن الدكتور أيمن عد القلقلة ضمن الصفات الأصيلة للحروف في محاضرةٍ له بعنوان (صفات الحروف)([39])، وأيضًا الدكتورة رحاب شققي عدت القلقلة ضمن الصفات الأصلية اللازمة في كتابها (حلية التلاوة في تجويد القرآن الكريم) وهو بإشراف الدكتور أيمن([40]).
2- نص الإمام ابن الجزري على أن القلقلة في المتحرك أيضًا، وذلك في قوله: (لأنها [أي أحرف القلقلة] إذا سكنت ضعفت فاشتبهت بغيرها فيحتاج إلى ظهور صوت يشبه النبرة حال سكونهن في الوقف وغيره وإلى زيادة إتمام النطق بهن، فذلك الصوت في سكونهن أبين منه في حركتهن)([41])، فقوله: (أبين منه) أفعل تفضيل وهو (اسم يصاغ على وزن "أَفعل" للدلالة على أَن شيئين اشتركا في صفة وزاد أَحدهما فيها على الآخر)([42]) فالساكن والمتحرك فيه الصفة (الصوت الذي يشبه النبرة وهو القلقلة)، لكنها في الساكن أبين منه من المتحرك.
وأيضًا في قوله:
وَبَيِّنَنْ مُقَلْقَلًا إِنْ سَكَـنَا وَإِنْ يَكُنْ فِى الْوَقْفِ كَانَ أَبْيَنَا
يعني بَيِّن القلقلة حال سكونها فالإمام ابن الجزري جعل السكون شرطًا لبيان القلقلة، وليس شرطًا لأصل القلقلة، وهذا لا يمنع وجود أصل القلقلة في المتحرك لأنها حينئذٍ تكون غير بَيِّنة وغير ظاهرة.
3- أن حال القلقلة كحال الرخاوة والشدة تظهر حال السكون أكثر من حال الحركة، فالحركة تضعف الصفة ولا تعدمها، فالغين مثلًا تتصف بصفة الرخاوة، فنقول للقارئ حين يقرأ كلمة ﴿استَغفِر﴾ مثلًا أعط للغين زمن الرخاوة، لكن إذا قرأ كلمة ﴿غَافِر﴾ هل نقول له أعط للغين زمن رخاوة ؟! بالطبع لا فالحروف المتحركة زمنها واحد.
4- أن سبب القلقلة كما ذكر الإمام أبو شامة هو اجتماع صفتي الشدة والجهر (حبس الصوت والنفس) فاحتاجت إلى كلفة في بيانها فتخلص العرب من هذه الكلفة بالقلقلة، وهذان الوصفان (الشدة والجهر) اللذان هما سبب القلقلة ملازمان للحرف ساكنًا كان أم متحركًا.
- أن المتحرك فيه أصل القلقلة قياسًا على الغنة في الميم والنون المتحركتين الخفيفتين، فأصل الغنة ثابت فيهما في هذه الحالة وهي غير ظاهرة، فكذلك القلقلة في حالة تحرك حروفها فيكون فيها أصل القلقلة وهي حينئذ غير بينة وغير ظاهرة، فليس معنى القول أن المتحرك فيه أصل القلقلة أنه لا بد من قلقلته حال حركته، بل إن فيه أصل القلقلة وهي حينئذ تكون غير ظاهرة، كما أن أصل الغنة ثابت في النون والميم المتحركتين الخفيفتين وتكون غير ظاهرة كذلك.
- قول الشيخ المرعشي في (جهد المقل): (واعلم أن تعريف القلقلة باجتماع الشدة والجهر..يشير إلى أن حروف القلقلة لا تنفك عن القلقلة عند تحركها وإن لم تكن القلقلة عند تحركها ظاهرة، كما أن حرفي الغنة وهما النون والميم لا يخلوان عن الغنة عند تحركهما وإن لم تظهر([43]).
- قول الشيخ محمد مكي في (نهاية القول المفيد): (وفي المتحرك قلقلة أيضًا لكنها أقل فيه من الساكن الذي لم يوقف عليه لأن تعريف القلقلة باجتماع الشدة والجهر كما في المرعشي([44]) يشير إلى أن حروف القلقلة لا تنفك عن القلقلة عند تحركها وإن لم تكن القلقلة عند تحركها ظاهرة، كما أن حرفي الغنة وهما النون والميم لا يخلوان عن الغنة عند تحركهما وإن لم تظهر)([45]).
وأما جعلهم الموقوف عليه مرتبة واحدة سواء أكان مخففًا أم مشددًا فدليلهم في ذلك أن القلقلة في المشدد هي في الحرف الثاني منه لا الأول، مثل﴿الحَق﴾ القلقلة في القاف الثانية لا الأولى، وأن القاف الأولى خرجت بالتصادم بين طرفي عضو النطق على القاعدة الأصلية للنطق بالحروف الساكنة، وعلى هذا فلا فرق بين القلقلة في كلمتى﴿الفلق، الحَقّ﴾ عند الوقف([46]).
وهذا الكلام فيه نظر إذ أن الإدغام يُصَيِّر الحرفين حرفًا واحدًا مشددًا يأخذ حكمًا واحدًا من غير فصل بين الحرفين المدغمين في الحكم، ألا ترى أننا نقول: أن حكم الراء في كلمة ﴿سِرًّا﴾ مثلًا مفخمة، ولو فصلنا بينهما في الحكم لقلنا الراء الأولي مرققة لسكونها أثر كسر والراء الثانية مفخمة لأنها مفتوحة، وهذا لم يفعله أحد ولم يقل به. لأن الإدغام يصير الحرفين حرفًا واحدًا مشددًا بحكم واحد، ولذا قلنا الراء مفخمة لأنها مفتوحة؛ هكذا الحكم في القلقلة، فتكون القلقلة صفة للقاف المشددة في كلمة ﴿الحَق﴾ من غير فصل بين القاف الأولى والثانية كما الراء في ﴿سِرًّا﴾.
وتخرج القلقلة حينئذ بالتصادم ثم التباعد فتكون في أقوى حالاتها، وقد أشار العلامة السمنودي في (لآلىء البيان) إلى ذلك بقوله:
كبيرةٌ حيث لدى الوقفِ أتتْ أكبرُ حيثُ عند وقف شُدِّدتْ
قال الإمام أبو عمرو الداني: (وأما المدغم من الحروف فحقه إذا التقى بمثله أو مقاربه وهو ساكن أن يدخل فيهما إدخالًا شديدًا، فيرتفع اللسان بالحرفين ارتفاعة واحدة، لا فصل بينهما بوقف ولا بغيره، ويعتمد على الآخر اعتمادة واحدة فيصير بتداخلهما كحرف واحد، لا مهلة بين بعضه وبعضه، ويشتد الحرف ويلزم اللسان موضعًا واحدًا، غير أن احتباسه في موضع الحرف، لما زيد فيه من التضعيف، أكثر من احتباسه فيه بالحرف الواحد)([47]).
كما أشار الإمام ابن الجزري في التمهيد إلى وجوب العناية بالحرف المشدد وإعطائه قوة يتميز بها عن المخفف بقوله: (فينبغي للقارئ أن يبيّن المشدّد حيث وقع، ويعطيه حقّه ليميّزه عن غيره)([48]).
ما ينبغي على القارئ مراعاته أثناء أداء القلقلة:
1- ينبغي على القارئ التحرز من ختم صوت القلقلة بالهمزة مثل (الحَقّ، بالقسط)، وذلك بعدم قفل الحلق أثناء النطق بالحرف المقلقل إذ الحلق ليس له عمل في أحرف القلقلة.
2- العناية بالقلقلة وعدم ضياعها إذا جاورها حرف ساكن وذلك عند الوقف مثل﴿فِسْق، بالعَهْد، قَبْل، بالقِسط﴾.
3- مراعاة مراتب القلقلة، فتكون أقوى ما تكون عند الحرف المشدد الموقوف عليه مثل ﴿الحَقّ﴾، ثم الموقوف عليه المخفف مثل﴿الرِّزق﴾ ثم الساكن الموصول، وأما المتحرك فلا تظهر فيه القلقلة كما مر بنا.
4- إعطاء القلقلة في الحرف المشدد زمنًا أكثر من الحرف المخفف ليُفَرَّق بين الحرف المشدد والمخفف، كما عند الوقف على كلمتي ﴿وَتبَّ، كَسَبَ﴾.
5- يحترز من قلقلة الحرف الموقوف عليه المخفف بنفس قوة الحرف المشدد حيث يعطيه زمنًا وقوة مثل الحرف المشدد وهذا خطأ.
6- عند اجتماع قلقلتين يجب بيانهما وإيضاحهما حتى لا تضيع إحداهما ولا يكون ذلك إلا عند الوقف مثل ﴿بالعَبْدِ، رَطْب﴾.
7- يحترز القارئ من أداء القلقلة قريبة من الكسر مثل ﴿أَبْوَاب، أَعْتَدْنَا﴾.
8- تؤدي القلقلة مفخمة إن كان الحرف المقلقل مستعليًا وذلك في الطاء والقاف، وتؤدى مرققة إذا كان الحرف المقلقل مستفلًا وذلك في الباء والجيم والدال.
([1]) محمد بن مكرم جمال الدين منظور، لسان العرب، (بيروت، دار صادر، ط1414هـ)، ج11، ص567
([2]) مكي بن أبي طالب القيسي، الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة، (عمّان، دار عمان، ط1996)، ص 124، 125.
([3]) محمد بن محمد بن الجزري، النشر في القراءات العشر، (القاهرة، المطبعة التجارية الكبرى، د.ت)، ج1، ص203.
([4]) هو المقرئ المحقق الشيخ عبد الفتاح بن السيد العسس لقبًا، المرصفي ولادة ونشأة، المصري موطنًا وكانت ولادته عام 1923 م، كان -رحمه الله- محقق في علم القراءات بلا منازع وعالم متبحر في علم الرسم والضبط، رحل إلى ليبيا ثم إلى المدينة المنورة وتوفي بها عام 1409ﻫ. انظر: عبد الفتاح بن السيد المرصفي، هداية القاري إلى تجويد كلام الباري، (المدينة المنورة، مكتبة طيبة، د، ت)، ص7، كتبها تلميذه أحمد الزعبي الحسني في بداية كتابه.
([5]) المرجع سابق، ج1، ص83.
([6]) المرجع السابق ج1، ص84-85.
([7]) انظر: أيمن سويد: "آلية القلقلة" أخذ من الرابط: https: //tinyurl.com/y6vgvlz5
([8]) المصدر السابق.
([9]) عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة، إبراز المعانى من حرز الأماني في القراءات السبع، (طنطا، دار الصحابة، ط 2009م)، ج2، ص1141.
([10]) أبو شامة هو عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي الدمشقي، أبو القاسم، شهاب الدين، أبو شامة: مؤرخ، محدث، باحث. أصله من القدس، ومولده في دمشق، وبها منشأه ووفاته (599 - 665 ﻫ 1202 - 1267 م) ولقب أبا شامة، لشامة كبيرة كانت فوق حاجبه الأيسر. انظر: خير الدين بن محمود بن فارس الزركلي، الأعلام، (بيروت، دار العلم للملايين، ط 2002 م)، ج 3، ص299.
([11]) عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة، إبراز المعانى من حرز الأماني في القراءات السبع، مرجع سابق، ج2، ص1141.
([12]) محمد بن أبي بكر المرعشي، جهد المقل، (الأردن، دار عمار، ط2008)، ص 149، وانظر: محمد مكي نصر الجريسي، نهاية القول المفيد في علم التجويد، (القاهرة، مكتبة الصفا، ط1999)، ص82ينقل عن المرعشي.
([13]) مكي بن أبي طالب القيسي، الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة، مرجع سابق، ص 95.
([14]) محمد مكي نصر الجريسي، نهاية القول المفيد في علم التجويد، مرجع سابق، ص82.
([15]) محمد بن محمد بن الجزري، النشر في القراءات العشر، مرجع سابق، ج1، ص203 بتصرف يسير.
([16]) أبو عبد الرحمن جمال بن إبراهيم القرش، زاد المقرئين أثناء تلاوة رب العالمين، (القاهرة، دار ضياء، 1423هـ)، ج1، ص168.
([17]) أحمد بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد الزيات واشتهر بالشيخ عبد العزيز الزيات علامة كبير وإمام في القراءات بلا نظير، ولد بالقاهرة سنة سبع وتسعمائة وألف والتحق بالأزهر الشريف بعد أن حفظ القرآن الكريم وحصل على كثير من العلوم العربية والشرعية ثم أخذ القراءات العشر الصغرى من طريق الشاطبية والدرة والعشر الكبرى من طريق طيبة النشر ثم انقطع للإقراء مدة ثم اختير مدرسًا للقراءات بقسم تخصص القراءات التابع لكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف وظل هكذا إلى أن أحيل للتقاعد. انظر: عبد الفتاح بن السيد المرصفي، هداية القاري إلى تجويد كلام الباري، مرجع سابق، ج 2، ص626.
([18]) إبراهيم بن علي بن علي بن شحاتة السمنودي مصري عالم نحرير وفاضل كبير؛ يشار إليه بالبنان في علم التجويد والقراءات في هذا العصر. ومن أكابر الأساتذة بقسم تخصص القراءات التابع لكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف سابقًا وتلامذته كثيرون مبرزون.. وله تصانيف مفيدة منها: حل العسير من أوجه التكبير.، تتمة في تحرير طرق ابن كثير وشعبة.، لآلئ البيان في تجويد القرآن، تلخيص لآلئ البيان المذكور آنفًا. انظر: عبد الفتاح بن السيد المرصفي، هداية القاري إلى تجويد كلام الباري، مرجع سابق، ج 2، ص753.
([19]) أبو عبد الرحمن جمال بن إبراهيم القرش، زاد المقرئين أثناء تلاوة رب العالمين، مرجع سابق، ج1، ص168.
([20]) عبد الفتاح بن السيد المرصفي، هداية القاري إلى تجويد كلام الباري، مرجع سابق، ج1، ص87.
([21]) صفوت محمود سالم، فتح رب البرية شرح المقدمة الجزرية في علم التجويد، (المملكة العربية السعودية، دار نور المكتبات، ط2003)، ص 45.
([22]) حسام الدين سليم الكيلاني، البيان في أحكام تجويد القرءان، (سوريا، د.ن، ط1999)، ص 40.
([23]) محمد نبهان بن حسين مصري، المذكرة في التجويد، ط2006، طباعة خاصة، ص 51.
([24]) انظر: أيمن سويد: "آلية القلقلة"، مرجع سابق.
([25]) عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة، إبراز المعانى من حرز الأماني في القراءات السبع، مرجع سابق، ج2، ص1141.
([26]) نصر بن علي الشيرازي، الموضح في وجوه القراءات وعللها، (بيروت، دار الكتب العلمية، 2009)، ص122.
([27]) محمد بن أبي بكر المرعشي، جهد المقل، مرجع سابق، ص 148، ونقله عنه محمد مكي نصر الجريسي، نهاية القول المفيد في علم التجويد، مرجع سابق، ص 80.
([28]) محمد بن يزيد المعروف بالمبرد، المقتضب، (بيروت، عالم الكتب، د.ت)، ج1، ص196.
([29]) عطية قابل نصر، غاية المريد في علم التجويد، (الرياض، د. ناشر، 1412)، ص145.
([30]) عبد الفتاح بن السيد المرصفي، هداية القاري إلى تجويد كلام الباري، مرجع سابق، ج1، ص85.
([31]) محمود خليل الحصري ولد نهاية عام 1335- 1917 بقرية شبرا النملة مركز طنطا حفظ القرءان وعمره ثمان سنوات ودرس بالأزهر ثم تفرغ لدراسة علوم القرءان وأبدع فيها وأجاد وله مصنفات كثيرة منها: أحكام قراءة القرءان والقراءات العشر من الشاطبية والدرة ومعالم الابتداء في الوقف والابتداء وغيرهم وتوفي – رحمه الله-عام 1401-1980. انظر: محمود خليل الحصري، أحكام قراءة القرءان الكريم، (المكتبة المكية، دار البشائر الإسلامية، ط1999)، ص 8، والنص في مقدمة المحقق محمد طلحة بلال منيار.
([32]) المرجع سابق، ص 101.
([33]) على الله بن علي أبو الوفا، القول السديد في علم التجويد، (المنصورة، دار الوفاء، ط 2003 م)، ص171.
([34]) سعاد عبد الحميد، تيسير الرحمن في تجويد القرءان، (القاهرة، دار التقوى، ط2004)، ص 99.
([35]) محمود بن محمد العبد، الروضة الندية شرح متن الجزرية، (القاهرة، المكتبة الأزهرية للتراث، 2001 م)، ص 32.
([36]) انظر: أيمن سويد: "آلية القلقلة"، مرجع سابق.وللدكتور السويد قول آخر في كتابٍ باسمه، بعنوان: "الدرر المنيرات في المخارج والصفات" منشور بموقع طريق الإسلام، وفيه جعل للقلقلة ثلاث مراتب: - ﺍﳌﺸﺪﺩ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺜﻞ "ﺍﳊﻖ" - ﺍﻟﺴﺎﻛﻦ ﺍﳌﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺜﻞ "ﺧﻼﻕ" - ﺍﻟﺴﺎﻛﻦ ﺍﳌﻮﺻﻮﻝ ﻣﺜﻞ "ﺧﻠﻘﻨﺎ". وهذا رابط الكتاب: https: //tinyurl.com/y7wf7d4z شوهد بتاريخ 23/5/2020.
([37]) صفوت محمود سالم، فتح رب البرية شرح المقدمة الجزرية في علم التجويد، (المملكة العربية السعودية، دار نور المكتبات، ط2003)، ص45.
([38]) انظر: أيمن سويد: "آلية القلقلة"، مرجع سابق.
([39]) انظر: أيمن سويد: صفات الحروف. أخذ من الرابط: https: //tinyurl.com/y84ysfx8
بتاريخ 23/5/2020.
([40]) رحاب محمد شققي، حلية التلاوة في القرءان الكريم، (السعودية، د. ناشر، 2006)، ، ص 119.
([41]) محمد بن محمد بن الجزري، النشر في القراءات العشر، مرجع سابق، ج1، ص203.
([42]) سعيد بن محمد بن أحمد الأفغاني، الموجز في قواعد اللغة العربية، (لبنان، دار الفكر، 2003م)، ص209.
([43]) محمد بن أبي بكر المرعشي، جهد المقل، مرجع سابق، ص149.
([44]) محمد بن أبي بكر المرعشي، المعروف بساجقلي زاده، فقيه حنفي من العلماء، مشارك في معارف عصره. من أهل مرعش. قام برحلة دراسية التقى بها في دمشق بالشيخ عبد الغني النابلسي وتصوف على يده وعاد إلى مرعش فكانت له حلقة لتدريس الطلاب. وصنف نحو 30 كتابا ورسالة. توفي بمرعش عام 1145 ﻫ. انظر: خير الدين بن محمود بن فارس الزركلي، الأعلام، مرجع سابق، ج 6، ص60.
([45]) محمد مكي نصر الجريسي، نهاية القول المفيد في علم التجويد، مرجع سابق، ص 81.
([46]) انظر: أيمن سويد: "آلية القلقلة"، مرجع سابق.
([47]) عثمان بن سعيد بن عثمان بن عمر أبو عمرو الداني، التحديد في الإتقان والتجويد، (عمان، دار عمار، 2000)، ص99.
([48]) محمد بن محمد بن يوسف بن الجزري، التمهيد في علم التجويد، (الرياض، مكتبة المعارف، ط 1985)، ص 204.
- التصنيف: