حكمة النبي ودعوة عدي
كما أذهل النبيّ عديّا، عندما أثبت له أنه أعلم بدينه منه، فأنكر عليه مخالفته لدينه، حتى قال عديّ: فتضعضعت نفسي!
عندما سمع عدي بن حاتم الطائي ببعثة النبي، قال: فكرهته أكثر ما كرهت شيئا قط.
ثم قال: لو أتيت هذا الرجل، فإن كان كاذبا، لم يخف عليّ. وإن كان صادقا، اتبعته.
فلمّا دخل على النبي، وسلّم عليه وعرّفه بنفسه، انطلق به النبي إلى بيته. فقابل النبيّ امرأة ضعيفة كبيرة، فاستوقفته، فوقف لها طويلا، تكلّمه في حاجتها.
قال: قلت في نفسي: والله ما هذا بأمر ملك.
قال: ثم مضى بي رسول الله حتى إذا دخل بي بيته، تناول وسادة محشوة ليفا، فقذفها إليَّ، فقال: اجلس على هذه. قال: قلت: بل أنت فاجلس عليها، فقال: بل أنت، فجلست عليها، وجلس رسول الله على الأرض.
قال: قلت في نفسي: والله ما هذا بأمر ملك.
ثمّ ناقشه النبي في دينه، وقال له: أنا أعلم بدينك منك! ثم أنكر عليه أخذ ربع غنائم قومه، وأخبره بأن ذلك لا يحلّ له في دينه.
لقد علم النبي أنه ليس أمام شخصية عادية! فعدي بن حاتم الطائي شخصية ذكية مشهورة وابن شخصية مشهورة، وكان يعرف عن أخبار الملوك والرؤساء الكثير.
فأراد النبي أن يكرمه بما يليق به، فاستضافه في بيته! ومع هدف الإكرام، كشف النبي الكريم في هذه الزيارة المفاجئة، عن حاله الفقيرة التي لا ترغب في المال لذاتها!
كما أذهل النبيّ عديّا، عندما أثبت له أنه أعلم بدينه منه، فأنكر عليه مخالفته لدينه، حتى قال عديّ: فتضعضعت نفسي!
فأسلم عديّ بعد أن أيقن أنه أمام نبيّ!
هاني مراد
كاتب إسلامي، ومراجع لغة عربية، ومترجم لغة إنجليزية.
- التصنيف: