فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي - الجزء الحادي عشر

منذ 2021-08-04

* الله يدافع عن الذين آمنوا, فإنه بحسب ما مع العبد من الإيمان, تحصل له النجاة من المكاره.

سورة التوبة:

* ينبغي للمؤمن أن يؤدى ما عليه من الحقوق, منشرح الصدر, مطمئن النفس, ويحرص أن تكون مغنماً, ولا تكون مغرماً.

* {ذلك الفوز العظيم}  الذي حصل لهم فيه كل محبوب للنفوس, ولذة للأرواح, ونعيم للقلوب, وشهوة للأبدان, واندفع عنهم كل محذور.

*  { خُذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها}  أي: تطهرهم من الذنوب, والأخلاق الرذيلة, ( وتزكيهم ) أي: تنميهم وتزيد في أخلاقهم الحسنة, وأعمالهم الصالحة, وتزيد في ثوابهم الدنيوي, والأخروي, وتنمي أموالهم.

* العبد لا يمكنه أن يتطهر ويتزكى حتى يخرج زكاة ماله.

* ينبغي إدخال السرور على المؤمن, بالكلام اللين, والدعاء له, ونحو ذلك, مما يكون فيه طمأنينة وسكون لقلبه.

*  { وأن الله هو التواب الرحيم }  أي: كثير التوبة على التائبين, فمن تاب إليه تاب عليه, ولو تكررت منه المعصية مراراً.

*  {والله يحب المطهرين}  الطهارة المعنوية: كالتنزه عن الشرك, والأخلاق الرذيلة, والطهارة الحسية, كإزالة الأنجاس, ورفع الأحداث.

* المعصية تؤثر في البقاع, كما أثرت معصية المنافقين في مسجد الضرار, ونهي عن القيام فيه, وكذلك الطاعة تؤثر في الأماكن كما اثرت في مسجد قباء.

* {السائحون }  فسرت السياحة بالصيام, أو السياحة في طلب العلم, وفسرت بسياحة القلب في معرفة الله ومحبته, والإنابة إليه على الدوام, والصحيح أن المراد بالسياحة: السفر في القربات كالحج, والعمرة, والجهاد, وطلب العلم, وصلة الأقارب, ونحو ذلك.

*  {وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه}  أي: تيقنوا وعرفوا بحالهم, أنه لا ينجي من الشدائد, ويلجأ إليه, إلا الله وحده لا شريك له, فانقطع تعلقهم بالمخلوقين, وتعلقوا بالله ربهم, وفروا منه إليه.

* العبادة الشاقة على النفس, لها فضل ومزية, ليست كغيرها, وكلما عظمت المشقة عظم الأجر.

* علامة الخير, وزوال الشدة ,إذا تعلق القلب بالله تعالى, تعلقاً تاماً, وانقطع عن المخلوقين.

* من تعلماً علماً, فعليه نشره وبثه في العباد, ونصيحتهم فيه, فإن انتشار العلم عن العالم من بركته, وأجره الذي ينمى.

* تنبيه...لفائدة مهمة, وهي أن المسلمين ينبغي لهم أن يعدوا لكل مصلحة من مصالحهم العامة, من يقوم بها, ويوفر وقته عليها, ويجتهد فيها, ولا يلتفت إلى غيرها.

* المعونة من الله, تنزل بحسب التقوى, فلازموا على تقوى الله, يُعنكُم وينصركم على عدوكم.    

* الإيمان يزيد وينقص, وينبغي للمؤمن أن يتفقد إيمانه ويتعاهده, فيجدده وينميه, ليكون دائماً في صعود.

سورة يونس:

* الحث والترغيب على التفكير في مخلوقات الله, والنظر فيها, بعين الاعتبار, فإن بذلك تنفسح البصيرة, ويزداد الإيمان والعقل, وتقوى القريحة, وفي إهمال ذلك تهاون بما أمر الله به, وإغلاق لزيادة الإيمان, وجمود للذهن والقريحة.

*  {جنات النعيم}  أضافها الله إلى النعيم, لاشتمالها على النعيم التام, نعيم القلب بالفرح والسرور والبهجة والحبور ورؤية الرحمن وسماع كلامه, والاغتباط برضاه وقربه, ولقاء الأحبة والإخوان والتمتع بالاجتماع بهم, وسماع الأصوات المطربات, والنغمات المشجيات, والمناظر المفرحات, ونعيم البدن بأنواع المآكل والمشارب والمناكح.

* من لطفه وإحسانه بعباده, أنه لو عجل لهم الشر إذا أتوا بأسبابه....لمحقتهم العقوبة ولكنه تعالى يمهلهم ولا يهملهم, ويعفو عن كثير من حقوقه.

* المكروه إذا وقع بالإنسان, تبين ذلك في وجهه, وتغيّر, وتكدر.

* لا ينبغي للإنسان أن يبادر بقبول شيء أو رده, قبل أن يحيط به علماً.

* القرآن...أعظم نعمة, ومنة, وفضل تفضل الله به على عباده.

*  { لهم البشرى في الحياة الدنيا والآخرة}  أما البشارة في الدنيا, فهي الثناء الحسن, والمودة في قلوب المؤمنين, والرؤيا الحسنة, وما يراه العبد من لطفه به وتيسيره لأحسن الأعمال والأخلاق, وصرفه عن مساوئ الأخلاق, وأما في الآخرة, فأولها: البشارة عند قبض أرواحهم...وفي القبر, ما يبشر به من رضا الله تعالى, والنعيم المقيم, وفي الآخرة, تمام البشرى, بدخول جنات النعيم, والنجاة من العذاب الأليم.

* كل مفسد, عمل عملاً, واحتال كيداً, أو أتى بمكر, فإن عمله سيبطل, ويضمحل, وإن حصل لعمله رواج في وقت ما, فإن مآله الاضمحلال, والمحق.

* المصلحون الذين قصدهم بأعمالهم وجه الله تعالى, وهي أعمال ووسائل نافعة, مأمور بها, فإن الله يصلح أعمالهم ويرقيها, وينميها على الدوام.

* والحكمة والله أعلم بكونه ما آمن لموسى إلا ذرية من قومه, أن الذرية والشباب أقبل للحق, وأسرع له انقياداً, بخلاف الشيوخ ممن تربى على الكفر فإنهم بسبب ما مكث في قلوبهم من العقائد الفاسدة, أبعد عن الحق من غيرهم.

*  ( قال ) الله تعالى:  { قد أجيبت دعوتكما }  هذا دليل على أن موسى كان يدعو, وهارون يُؤمّن على دعائه, وأن الذي يؤمن يكون شريكاً للداعي في ذلك الدعاء.

* الداء الذي يعرض لأهل الدين الصحيح: أن الشيطان إذا أعجزه أن يطيعوه في ترك الدين بالكلية, سعى في التحريش بينهم, وإلقاء العداوة والبغضاء, فحصل من الاختلاف ما هو موجب ذلك ثم حصل من تضليل بعضهم لبعض وعداوة بعضهم لبعض ما هو قرة عين اللعين وإلا فإذا كان ربهم واحداً ورسولهم واحداً ودينهم واحداً ومصالحهم العامة متفقة, فلأي شيء يختلفون اختلافاً يفرق شملهم, ويشتت أمرهم.

* إن مع العسر يسرا, وإذا اشتد الكرب, وضاق الأمر, فرجه الله, ووسعه.

* الله يدافع عن الذين آمنوا, فإنه بحسب ما مع العبد من الإيمان, تحصل له النجاة من المكاره.

                      كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

 

المقال السابق
الجزء العاشر
المقال التالي
الجزء الثاني عشر