فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي - الجزء التاسع والعشرون
* ( جعل لكم السمع والأبصار والأفئدة ) وهذه الثلاثة, هي أفضل أعضاء البدن, وأكمل القوى الجسمانية.
فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي: الجزء التاسع والعشرون
سورة المُلك:
* ( ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ) أي: أخلصه وأصوبه.
* ( جعل لكم السمع والأبصار والأفئدة ) وهذه الثلاثة, هي أفضل أعضاء البدن, وأكمل القوى الجسمانية.
سورة القلم:
* ( وإنك لعلى خلق عظيم ) فكان سهلاً ليناً, قريباً من الناس, مجيباً لدعوة من دعاه, قاضياً لحاجة من استقصاه, جابراً لقلب من سأله, لا يحرمه, ولا يرده خائباً, وإذا أراد أصحابه منه أمراً, وافقهم عليه, وتابعهم فيه إذا لم يكن فيه محذور, وإن عزم على أمر لم يستبد به من دونهم, بل يشاورهم, ويؤامرهم, وكان يقبل من محسنهم ويعفو عن مسيئهم, ولم يكن يعاشر جليساً إلا أتم عشرة, فكان لا يعبس في وجهه, ولا يغلظ عليه في مقاله, ولا يطوى عنه بشرهُ, ولا يمسك عليه فلتات لسانه, ولا يؤاخذه بما صدر منه من جفوة. بل يحسن إليه غاية الإحسان ويحتمله غاية الاحتمال
* ( ولا تطع كل حلاف ) أي: كثير الحلف, فإنه لا يكون كذلك إلا وهو كذاب, ولا يكون كذاباً إلا وهو ( مهين ) أي: خسيس النفس, ناقص الحكمة, ليس له رغبة في الخير, بل إراداته في شهوات نفسه الخسيسة.
* ( هماز ) أي: كثير العيب للناس والطعن فيهم بالغيبة والاستهزاء وغير ذلك.
* ( مشاء بنميم ) أي: يمشى بين الناس بالنميمة, وهو: نقل كلام بعض الناس لبعض, لقصد الإفساد بينهم, وإيقاع العداوة والبغضاء,
* ( عتل بعد ذلك ) أي: غليظ شرس الخلق قاس, غير منقاد للحق, ( زنيم ) أي: دعي ليس له أصل ولا مادة ينتج منها الخير, بل أخلاقه أقبح الأخلاق, ولا يرجى منه فلاح.
* ( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ) فنمدهم بالأموال والأولاد, ونمدهم في الأرزاق والأعمال, ليغتروا ويستمروا على ما يضرهم, وهذا من كيد الله لهم. وكيد الله لأعدائه متين قوي, يبلغ من ضررهم وعقوبتهم كل مبلغ.
سورة الحاقة:
* أهل الإعراض والغفلة, وأهل البلادة وعدم الفطنة,...ليس لهم انتفاع بآيات الله, لعدم وعيهم عن الله, وتفكرهم بآياته.
* ( ما أغنى عني ماليه ) أي: ما نفعني في الدنيا, لأني لم أقدم منه شيئاً, ولا في الأخرة قد ذهب وقت نفعه.
* ( هلك عني سلطانيه ) أي: ذهب واضمحل, فلم تنفع الجنود ولا الكثرة ولا العددُ, ولا العُددُ, ولا الجاه العريض, بل ذهب كله أدراج الرياح, وفاتت بسبه المتاجر والأرباح, وحضرت بدله الهموم والغموم والأتراح.
* مدار السعادة ومادتها أمران: الإخلاص لله الذي أصله الإيمان بالله, والإحسان إلى الخلق بجميع وجوه الإحسان.
* أعلى مراتب العلم: اليقين, وهو: العلم الثابت الذي لا يتزلزل, ولا يزول.
سورة المعارج:
* ( ولا يسألُ حميم حميماً * يبصرونهم ) أي: يشاهد الحميم, وهو: القريب حميمه, فلا يبقى في قلبه متسع لسؤاله عن حاله, ولا فيما يتعلق بعشرتهم ومحبتهم, ولا يهمه إلا نفسه.
* ( إلا المصلين ) فإنهم إذا مسهم الخير شكروا الله, وأنفقوا مما خولهم, وإذا مسهم الشر صبروا واحتسبوا, وقوله في وصفهم: ( الذين هم على صلاتهم دائمون ) أي: مداومون عليها في أوقاتها, بشروطها, ومكملاتها, وليسوا كمن لا يفعلها, أو يفعلها وقتاً دون وقت, أو يفعلها على وجه ناقص. ( والذين هم على صلاتهم يحافظون ) بالمداومة عليها من أكمل الوجوه.
سورة المزمل:
* ( إن ناشئة الليل ) أي: الصلاة فيه بعد النوم, ( هي أشد وطئاً وأقوم قيلاً ) أي: أقرب إلى حصول مقصود القرآن, يتواطأ عليه القلب واللسان, وتقل الشواغل, ويفهم ما يقول.
* الانقطاع إلى الله, والإنابة إليه, هو الانفصال بالقلب عن الخلائق, والاتصاف بمحبة الله, وما يقرب إليه, ويوفي من رضاه.
* أمره الله بالصلاة خصوصاً, وبالذكر عموماً, وبذلك تحصل للعبد ملكة قوية, في تحمل الأثقال, وفعل الشاق من الأعمال.
* ( واستغفر الله إن الله غفور رحيم ) وفي الأمر بالاستغفار بعد الحث على أفعال الطاعة والخير, فائدة كبيرة, وذلك أن العبد لا يخلو من التقصير فيما أمر به, إما أن لا يفعله أصلاً, أو يفعله على وجه ناقص, فأمر بترقيع ذلك بالاستغفار, فإن العبد يذنب آناء الليل والنهار, فمتى لم يتغمده الله برحمته ومغفرته, فإنه هالك.
سورة القيامة:
* في هذه الآية أدب لأخذ العلم, أن لا يبادر المتعلم المعلم قبل أن يفرغ المعلم من المسألة, التي شرع فيها, فإذا فرغ منها, سأله عما أشكل عليه, وكذلك إذا كان في أول الكلام ما وجب الرد أو الاستحسان أن لا يبادر برده أو قبوله قبل الفراغ من ذلك الكلام, ليتبين ما فيه من حق أو باطل, وليفهمه فهماً يتمكن فيه من الكلام فيه على وجه الصواب.
* ( إلى ربها ناظرة ) أي: ينظرون إلى ربهم على حسب مراتبهم, ومنهم من ينظره كل يوم بكرة وعشياً, ومنهم من ينظر كل جمعة مرة واحدة.
سورة الإنسان:
* ( الأبرار ) هم: الذين برت قلوبهم بما فيها من معرفة الله ومحبته, والأخلاق الجميلة, فبرت أعمالهم, واستعملوها بأعمال البر.
* ( رأيت نعيماً وملكاً كبيراً ) فتجد الواحد منهم, عنده من المساكن والغرف المزينة المزخرفة ما لا يدركه الوصف, ولديه من البساتين الزاهرة, والثمار الدانية, والفواكه اللذيذة, والأنهار الجارية, والرياض المعجبة, والطيور المطربة المشجية, ما يأخذ بالقلوب, ويفرح النفوس, وعنده من الزوجات اللاتي في غاية الحسن والإحسان, الجامعات لجمال الظاهر والباطن, الخيرات الحسان, ما يملأ القلب سروراً, ولذة وحبوراً, وحوله من الولدان المخلدين, والخدم المؤيدين, ما به تحصل الراحة والطمأنينة, وتتم لذة العيش, وتكمل الغبطة.
ثم علاوة على ذلك ومعظمه, الفوز برضا الرب الرحيم, وسماع خطابه, ولذة قربه, والابتهاج برضاه, والخلود الدائم, وتزايد ما هم فيه, من النعيم, كل وقت وحين.
* لما كان الصبر يستمد من القيام بطاعة الله, والإكثار من ذكره, أمره الله بذلك فقال: ( واذكر اسم ربك بكراً وأصيلاً ) أي: أول النهار وآخره, فدخل في ذلك الصلوات المكتوبة, وما يتبعها من النوافل والذكر والتسبيح والهليل والتكبير في هذه الأوقات.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: