لا أحد غير الرحمن سبحانه يكلأ العباد
وليس الحفظ فقط مقصورا على الحفظ الحسي ، بل هناك ما هو أجل وأعظم ، حفظ عقلك من أن يضل ، وحفظ قلبك من أن يزيغ ويتقلب ، وحفظ يقينك من أن يتزلزل
{قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ }
لا أحد غير الرحمن سبحانه يكلأ العباد أي يحفظهم ويحرسهم ، ويحول بينهم وبين الشرور والآفات في الليل والنهار ، وفي النوم واليقظة ، وفي بيوتهم وخارجها .
وليت شعري هل يبقى ابن آدم طرفة عين إذا فارقته الكلاءة الربانية ، وحرم من حفظ الرحمن سبحانه ؟
كلا والله ، وكيف يبقى وأسباب الهلاك حوله في كل لحظة تحيط به إحاطة السوار بالمعصم لولا رحمة الله .
وما أضعفك يا ابن آدم !! فقط فيروس لا يكاد يرى كفيل بتدميرك ، أو مرض فتاك لا تدري كيف أصابك ، أو جلطة مهلكة قد تتركك مشلولا ، أو نوبة قلبية ، أو لقمة تشرق بها ، أو وقعة مفاجئة تكسر عظامك ، أو سيارة طائشة تقتلك وأنت تعبر الطريق ، ثم ماذا عن حال نومك وقد تعطل إدراكك هل تستطيع أن تدفع عن نفسك ضرا أو شرا أو حتى حشرة ضئيلة !
وليس الحفظ فقط مقصورا على الحفظ الحسي ، بل هناك ما هو أجل وأعظم ، حفظ عقلك من أن يضل ، وحفظ قلبك من أن يزيغ ويتقلب ، وحفظ يقينك من أن يتزلزل ، وحفظ إيمانك ودينك من أن يضيع ، وحفظ علمك أن ينسى ، وحفظ نفسيتك من أن تنهار ، وحفظ مبادئك من أن تباع في أسواق النخاسة ، وحفظ كرامتك من أن تراق بسبب حاجة ملجئة ، وحفظ أهلك وولدك ومن تحب من أن تساء فيهم بالفقد أو بأي نوع من أنواع الأذى .
فاللهم احفظنا بحفظك ، ولا تحرمنا فضلك وعفوك وعافيتك !!
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: