الجمع بين صلاة الجمعة وصلاة العصر
اختلف العلماء في ذلك على قولين:
اختلف العلماء في ذلك على قولين:
القول الأول: عدم جواز جمع الجمعة مع العصر مطلقًا، وهو قول المالكية والحنابلة؛ وذلك لعدم ورود الدليل على ذلك، والأصل في العبادات المنع إلا بدليل، وأنه لا قياس في العبادات، فلا تقاس الجمعة على الظهر، وأن الجمعة صلاة مستقلة، وتفترق أحكامها عن الظُّهر بفروق كثيرة تمنع أن تلحق إحدى الصلاتين بالأخرى، وأنه قد وقع المطر الذي فيه المشقة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرد أنه جمع فيه بين الجمعة والعصر.
القول الثاني: جواز جمع الجمعة مع العصر، وهو قول الشافعية؛ لِما في ذلك من التخفيف ورفع الحرج، ولاتحاد الوقت بين صلاتي الظهر والجمعة على الصحيح من أقوال أهل العلم، والمعول في الجمع على الوقت، وأنه إذا وجدت علة الجمع وجد الحكم معها، فما الفرق بين جمع الجمعة مع العصر وجمع الظهر مع العصر إذا استويا في المشقة، أو كانت المشقة في يوم الجمعة أشد؟
ويرجح الشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن باز رحمهما الله عدمَ الجمع بين الجمعة والعصر؛ قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (لا يصح أن يجمع إليها العصر؛ وذلك لأن الجمعة صلاة منفردة مستقلة في شروطها وهيئتها وأركانها وثوابها أيضًا، ولأن السنة إنما وردت في الجمع بين الظهر والعصر، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جمع العصر إلى الجمعة أبدًا، فلا يصح أن تقاس الجمعة على الظهر).
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: (ليس هناك دليل فيما نعلم يدل على جواز جمع العصر مع الجمعة، ولم ينقل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحدٍ من أصحابه رضي الله عنهم؛ فالواجب ترك ذلك، وعلى من فعل ذلك أن يعيد صلاة العصر إذا دخل وقتها).
- التصنيف: