خطر الشاشات الإلكترونية على الأطفال
نتج من التطور التكنولوجي الذي يشهده عالمنا المعاصر أجهزة وألعاب مختلفة، أصبحت في متناول جميع الأوساط الاجتماعية تقريبا، وبخاصة الأطفال والمراهقين، مثل الآيباد والايفون والكمبيوتر وألعاب الليزر..
نتج من التطور التكنولوجي الذي يشهده عالمنا المعاصر أجهزة وألعاب مختلفة، أصبحت في متناول جميع الأوساط الاجتماعية تقريبا، وبخاصة الأطفال والمراهقين، مثل الآيباد والايفون والكمبيوتر وألعاب الليزر، وحرصت أسر عديدة على توفير هذه الألعاب الالكترونية لأبنائهم، دون أن تعلم أن الادمان على هذه الوسائل قد يسبب أمراضاً عديدة.
ويعد اعتماد الطفل بشكل أساسي في الترفيه وقضاء وقت ممتع على الأجهزة الإلكترونية، والعزوف عن التفاعل والمشاركة مع الأطفال، مؤشرا على ميله إلي العزلة، وربما يبدو استخدام الأطفال الأجهزة على طاولة الطعام أمرا بسيطا إلا أنه مؤشر خطير على التعلق المرضي بالشاشات الإلكترونية.
- إن متلازمة الشاشة الإلكترونية من الأمراض التي يمكن أن تُصيب طفلك جراء التعرض للشاشات، وتؤدي تلك المتلازمة إلى زيادة الضغط على المخ، وهو ما يؤدي إلى خلل في النُظم البيولوجية، ومن ثم خلل في الجهاز العصبي للأطفال؛ وتشمل أعراضها عادةً: ضعف التركيز، والعصبية والسلوك العدواني، كما أن الأطفال المُصابين بها يشعرون بالإحباط والبكاء والغضب بسهولة، ويقل مستواهم التعليمي.
وبحسب دراسة أُجريت بجامعة جالكوري بكندا، فإن تعرض الأطفال للشاشات أوقاتا طويلة، يعتبر شديد الخطورة عليهم، خاصة من سن سنتين إلى خمس سنوات، وهي المرحلة المصاحبة لعملية تطور الدماغ، حيث تتأثر خلايا المخ بطول فترة الاستخدام، كما تؤدي لضعف المهارات اللغوية والتعلم، وتضعف حصيلته اللغوية، مما قد يفقده القدرة على الكلام في كثير من الأحيان.
متى يجب القلق من مرض المتلازمة؟
فقط أجب عن هذه الأسئلة لتكتشف ما إذا كان طفلك مصابا بهذه المتلازمة:
هل يبدو طفلك غالبا مفرط الحركة؟ هل أصبح طفلك غير منظم ومعارض؟ هل لديك صعوبة في منعه من مواصلة استخدام الشاشات بأنواعها؟ هل لاحظت أن نطاق اهتمامات طفلك قد تقلص إلى الشاشات فقط؟ هل هبط مستواه التعليمي؟ هل يمكن أن تصف طفلك بأنه كسول وغير حيوي وغير مهتم بالتفاصيل؟ هل يفضل طفلك التواصل عبر الإنترنت على التفاعل وجها لوجه؟
إذا رددت بالإيجاب عن معظم الأسئلة، فمن المحتمل أن يكون طفلك عرضة لخطر الإصابة بمتلازمة الشاشة الإلكترونية.
خطورة الأجهزة السطحية اللمسية (كالآيباد وغيره) على الأطفال:
تسبب هذه الأجهزة أضرارا صحية حسب كثير من الدراسات منها:
-أمراض كالتشنج في عضلات العنق، بالإضافة إلى أوجاع أخرى في العضلات نتيجة للجلوس المطول وغير الصحيح.
- استخدامها كثيراً يترافق بانحناء في الرأس والعنق، مقارنة مع أجهزة الكومبيوتر العادية التي تستخدم في المكاتب، لذا فهي تثير قلقاً حقيقياً حول تشكل أوجاع في العنق والكتفين.
- أما جهاز التلفاز فهو يعد الوسيلة التكنولوجية الأكبر والأكثر تأثيراً صحيا على الطفل، فإدمانه يؤدي إلى:
- السمنة والعزلة.
- الكسل والخمول الجسدي والفكري، والهذيان الذهني، الذي يترتب على الجلوس ساعات مطولة أمام التلفاز فهم يخافون من الخروج ولا يشعرون بالأمان، بل يصبحون أكثر أنانية وشحاً في تعاملهم مع جيرانهم ويميلون إلى العدوانية المفرطة.
- هناك دراسات سابقة أظهرت أن 90% من الاشخاص الذين يستخدمون الحاسوب يعانون من مشاكل في العين.
وفي هذا الصدد وجدت دراسة جديدة أن الهواتف الذكية التي تستخدم فيها شبكة الانترنت يمكن أن تتسبب بإجهاد العين وبالصداع.
وقال الباحثون في جامعة "ساني" لطب العيون بنيويورك": إنهم وجدوا أن الأشخاص الذين يقرأون الرسائل ويتصفحون الانترنت على هواتفهم النقالة يميلون إلى تقريب الأجهزة من أعينهم أكثر من الكتب والصحف ما يجبر العين على العمل بشكل متعب أكثر من العادة.
وقال الباحث المسؤول عن الدراسة، مارك روزنفيلد: "إن حقيقة حمل الأشخاص للأجهزة بمسافة قريبة من العين يجعلها تعمل بشكل متعب أكثر للتركيز على الأشياء المكتوبة".
سلبيات الألعاب الكمبيوتر:
أما نوعية الألعاب التي يلعبها الأطفال فتختلف بين ألعاب الصراعات والحروب وبين ألعاب الذكاء والتركيب وغيرها من الألعاب التي تنشط الذاكرة، كما تشير الأبحاث العلمية إلى أنه على الرغم من الفوائد التي قد تتضمنها بعض الألعاب إلا أن سلبياتها أكثر من إيجابياتها؛ لأن معظم الألعاب المستخدمة من قبل الأطفال والمراهقين ذات مضامين سلبية ولها آثار سلبية جداً على الأطفال والمراهقين.. وتتمثل أيضا في الآثار الصحية التي قد تصيب الطفل، حيث حذر خبراء الصحة من تعود الأطفال على استخدام أجهزة الكمبيوتر والإدمان عليها في الدراسة واللعب ربما يعرضهم إلى مخاطر وإصابات قد تنتهي إلى إعاقات أبرزها إصابات الرقبة والظهر.
ومن جهة أخرى كشف العلماء مؤخراً أن الوميض المتقطع بسبب المستويات العالية والمتباينة من الإضاءة في الرسوم المتحركة الموجودة في هذه الألعاب يتسبب في حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال، وحذر العلماء من الاستخدام المستمر والمتزايد لألعاب الكمبيوتر الاهتزازية من قبل الأطفال لاحتمال ارتباطه بالإصابة بمرض ارتعاش الأذرع.
أما عن الآثار السلوكية التي تخلفها ألعاب الصراعات والحروب، فتتمثل في تعزيز ميول العنف والعدوان لدى الأطفال والمراهقين، حيث إن نسبة كبيرة من الألعاب الإلكترونية تعتمد على التسلية والاستمتاع بقتل الآخرين والتدمير، والاعتداء عليهم من دون وجه حق، وبذلك يصبح لدى الطفل أو المراهق أساليب ارتكاب الجريمة وفنونها وحيلها من خلال تنمية عقولهم وقدراتهم ومهاراتهم العدوانية التي يترتب عليها في النهاية ارتكاب جريمة، وهذه القدرات مكتسبة من خلال الاعتياد على ممارسة تلك الألعاب.
من جانبها أكدت بعض البحوث العلمية أن هذه الألعاب قد تكون أكثر خطراً من أفلام العنف التلفزيونية أو السينمائية لأنها تتصف بصفة التفاعلية بينها وبين الطفل، وتتطلب من الطفل أن يتقمص الشخصية العدوانية ليلعبها ويمارسها، وأدت هذه الألعاب الإلكترونية ببعض الأطفال والمراهقين إلى حد الإدمان المفرط ما اضطر بعض الدول إلى تحديد سن الأشخاص الذين يسمح لهم بممارسة هذه الألعاب.
وحذرت دراسة من أن أعراض الإدمان المرضي على ألعاب الفيديو قد يسبب اضطرابات النوم والفشل على صعيد الحياة الخاصة أو الدراسة، وحدوث الكسل والخمول والعزلة الاجتماعية لدى الأطفال بالإضافة إلى التوتر الاجتماعي وفقدان المقدرة على التفكير الحر وانحسار العزيمة والإرادة لدى الفرد.
ومن الآثار السلبية للألعاب الإلكترونية وإدمان الأطفال عليها:
• أمراض نفسية كاضطراب النوم والقلق والتوتر والاكتئاب، والعزلة الاجتماعية والانطواء والانفراد بالكمبيوتر، وانعزال الطفل نفسه عن الأسرة والحياة والاكتئاب والانتحار.
• أمراض العيون وضعف النظر والرؤية الضبابية وألم ودموع في العينين.
• ضعف التحصيل العلمي والرسوب والفشل في الدراسة والعلامات المنخفضة.
• ظهور السلوكيات السلبية مثل: العنف والقسوة وضرب الإخوة الصغار، وعدم سماع الإرشاد والتوجيهات والتمرد، ومشاكل صحية وألم في أسفل الظهر وآلام الرقبة، وضعف في عضلات المثانة والتبول اللاإرادي، وضعف في الأعصاب وخمول وكسل في العضلات، وإمساك بسبب الجلوس المستمر واللعب بالألعاب الإلكترونية.
• إيذاء الإخوة بعضهم بعضاً من خلال تقليد ألعاب المصارعات وتطبيقها في الواقع، حيث تخلق روح التنافس بين اللاعبين.
• ارتفاع تكاليف الألعاب، والتي قد تؤثر على ميزانية الأسرة.
• استماع الموسيقى الصاخبة في الألعاب وغيرها خصوصا من خلال أجهزة السمع (السماعات) يمكن أن تسبب لهم الصمم المبكر والدائم.
أوقات المشاهدة المسوح بها:
يصعب إقناع الطفل بالتوقف عن استخدام شيء يستخدمه الوالدان باستمرار، فلا يمكن أن يصغى طفل لأحد يأمره بالكف عن استخدام الهواتف الذكية بينما يمسك بهاتفه ويرفض الانفصال عنه، لذا فإن الحل الأمثل هو وضع قواعد يطبقها الجميع، كما يجب أن يتضمن اليوم أوقاتا محددة للنشاط البدني، وإعطاء حلول بديلة من أجل الترفيه والتسلية مثل: التلوين والألعاب التي تحتاج إلى تفاعل ومشاركة.
وقد حددت الجمعية الأميركية لطب الأطفال الوقت المسموح به لتعامل الأطفال مع الشاشات بحسب الآتي:
– يُمنع استخدام الأطفال للشاشات قبل إتمام 18 شهرا، لما تسببه من متاعب في النوم، ومشكلات أخرى خاصة بمنع نمو الدماغ، وفقدان القدرة على تحفيز الطفل بمؤثرات أخرى.
– بين عامين وخمسة أعوام، يفضل استبدال الشاشات بالخروج في الأماكن المفتوحة والاحتكاك بالعالم الخارجي، على أن يكون استخدام الشاشة مكافأة ولمدة ساعة واحدة فقط، مع التحكم في نوع المواد التي يشاهدها.
– في عمر ست سنوات، لا يوجد حد معين للشاشات، لكن ينبغي التركيز على الأنشطة الإنتاجية، مثل الأنشطة البدنية (كاللعب في الخارج)، والأنشطة التعليمية (كالقيام بالواجبات المنزلية)، والأنشطة الاجتماعية (كالذهاب إلى المعسكرات والوجود مع الأصدقاء).
حيل للسيطرة على وقت المشاهدة للأطفال أكبر من 6 سنوات
– الحرص على الاجتماعات العائلية لوضع خطة لبدائل استخدام الشاشات، وإشراك الأسرة بأكملها بمن فيها من الأطفال، لاقتراح أشياء تفعلونها سويا.
– تخصيص سلة أو محطة شحن في موقع مركزي بالمنزل، يضع فيه أفراد الأسرة كلهم أجهزتهم الإلكترونية في أوقات معينة من اليوم.
– تحديد وقت من اليوم يكون خاليا تماما من استخدام الشاشات (فليكن وقت العشاء مثلا) ويمكن زيادة هذا الوقت دوريا ليشمل أوقاتا أخرى من اليوم.
– البقاء قرب الأطفال بتكريس وقتٍ خاصٍ لهم، مما يجعلهم يصغون لقواعد الحد من استخدام الشاشات.
– التعامل مع القواعد بحزم لا يخلو من العواطف واللين في بعض الأوقات، حتى يصبح الأمر عادة يومية.
– حماية الأطفال من المحتوى الواضح على التلفزيون وعبر الإنترنت، باستخدام أدوات الرقابة الأبوية التي تسمح بمراقبة ما يشاهدونه على التلفزيون وما يفعلونه عبر الإنترنت.
– منع استخدام الأجهزة الإلكترونية في غرفة نوم الأطفال، ويمكن التحكم بالإنترنت عن طريق ضبط "كلمة المرور" بأوقات محددة.
- من المهم جدا الحرص على انتقاء شاشة الكمبيوتر التي تتوافر فيها أفضل الشروط الصحية التي يكون الإشعاع الصادر عنها أقل ما يمكن.
- يجب مراعاة شروط الإضاءة الجيدة في مكان العمل، بحيث يكون مصدر الضوء جانبيا، وكذلك الحال بالنسبة للضوء الطبيعي الوارد من النافذة.
- ينصح بأخذ فترة راحة قصيرة بعد كل عشرين دقيقة إلى نصف ساعة عمل متواصلة على جهاز الكمبيوتر، وخلال ذلك يفضل النظر عبر النافذة إلى مكان بعيد لمدة نصف دقيقة أو دقيقة، ومن ثم يمكن الاستمرار ومتابعة العمل.
لا يوجد هناك مدة معينة أو مدة سليمة لاستخدام الشاشات الإلكترونية، فهذا يعود لطبيعة وضرورة استخدامها سواء لعمل أو للتسلية واللعب، ولكن بالمجمل يجب ألا تتعدى مدة استخدام الشاشات الإلكترونية نصف وقت الاستيقاظ، فإذا كان معدل النوم حوالي 8 ساعات فإن زمن الاستيقاظ 16 ساعة، وبذلك يجب ألا يتجاوز إطلاقا مجمل ساعات استخدام الشاشات الإلكترونية أكثر من 8 ساعات باليوم كحد أقصى.
النظر للبعيد ومشاهدة المناطق البعيدة كالأفق البعيدة يرخي عدسة العين والعضلات الداخلية للعين، فيخفف جهد المطابقة الذي تستخدمه العين عند النظر لأشياء قريبة، مما ينعكس على وظيفة العين ومقدار مطاوعتها للمطابقة.
الإجازات الإلكترونية:
وأخيرا يوصي الخبراء بالإجازات الإلكترونية، إذ يعد الانقطاع التام عن التعرض للشاشات في إجازات كاملة دون هواتف ذكية أو أجهزة إلكترونية، وسيلة لضمان عدم التعلق المرضي حد الإدمان بتلك الأجهزة، ومن جانب آخر يسمح بممارسة أنشطة متنوعة في قوالب جديدة غير القالب الإلكتروني الواحد.
ومن الممكن الحفاظ على عطلة نهاية أسبوع دون أجهزة، أو مخيم في الجبال أو الصحراء دون إلكترونيات، وهناك العديد من الأنشطة التي يمكن أن تخصص وقتا للحركة وبيئات مختلفة عن الواقع الافتراضي، كما توفر تفاعلا اجتماعيا جيدا مع الآخرين طبقا لتوصيات أطباء أطفال بالولايات المتحدة الأميركية عبر موقع عائلة صحية.
____________________
من مصادر المقال: الجزيرة نت/ موقع : صحتك/ موقع : النجاح نت.
- التصنيف:
- المصدر: