عصر البغال!
منذ 2021-10-24
أكثر من أربعين ألف قتيل ومصاب سنويا، ضحايا حوادث الطرق! إنها إحصائية مفزعة. لكنْ من المتسببُ؟ من الجاني؟ من المقصر؟
... احتدَّ النقاشُ، وتعالت الأصواتُ، في صحيفة (عيني عينك) عند مناقشة قضية حوادث السيارات.
أكثر من أربعين ألف قتيل ومصاب سنويا، ضحايا حوادث الطرق!
إنها إحصائية مفزعة.
لكنْ من المتسببُ؟ من الجاني؟ من المقصر؟
هل هو المواطن؟ أو المرور؟ أو الإعلام؟ أو اليابان والأمريكان؟
وبعد فاصل من العصف الذهني في مكتب رئيس التحرير، صرَخ الجميعُ بصوت واحد: إنها السيارة!
نعم إنها السيارة، سر مصائبنا، لقد رَمَّلَت النساء، ويُتِّمَت الأطفالُ، إنها أم الخبائث!
حطموها، أخرجوها، ما بنا إليها حاجة.
إننا على استعداد لركوب البغال!
نعم نركب البغال، وما عيب إلا العيب...
أجل خشونة البغال، ولا جحيم السيارات ...
ولكن كيف نُقنِعُ الناس بركوب البغال!؟
الأمرُ جِدُّ بسيط... بِحُزمة مقالات في صحيفتنا (عيني عينك)، وبمسلسل مكسيكي، وآخر هندي، في قناتنا الفضائية عن أم الخبائث (السيارة)، وبحملة إعلانية مكثفة تحمل شعار (مع البغال تجد راحة البال!)
نستطيع إقناع الناس بركوب البغال، والحمير أيضا!
بمثل هذه العبثية، والفوقية، والتسطيح، والسطحية، تقوم بعض وسائل الإعلام، بتناول مشكلات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتتوجَّه إلى القراء والمشاهدين بخطاب تحريضي، (مُؤَدْلَج)، مُوغِل في السطحية والإسفاف والتخلف. وتناست تلك الصحفُ والقنوات أننا نعيش في وطن لا مكانَ فيه لتلك المسرحيات، وتلك البكائيات.
إنه وطن العلم والإيمان.
إنه وطني الحبيب.
خالد بن محمد الغيث
أستاذ مساعد بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى
- التصنيف: