مختارات من كتاب: معجم المناهي اللفظية للعلامة بكر أبو زيد
وهذا المذهب باطل لينسف دين الإسلام, بجمعه بين الحق والباطل, أي بين الإسلام وكافة الأديان, وحقيقته هجمة شرسة على الإسلام
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فمن مصنفات العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد, رحمه الله, كتاب: " معجم المناهي اللفظية " وقد يسر الله الكريم لي فقرأت الكتاب, واخترت بعضاً مما ذكره الشيخ, أسأل الله أن ينفع بها.
إسرائيليون:
للشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رسالة باسم: " الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل " فيها تحقيق بالغ بأن " يهود " انفصلوا بكفرهم عن بني إسرائيل زمن بني إسرائيل, كانفصال إبراهيم الخليل عليه السلام عن أبيه آزر, ...ولهذا فإن الفضائل التي كانت لبني إسرائيل ليس ليهود منها شيء, ولهذا فإن إطلاق اسم بني إسرائيل على " يهود " يكسبهم فضائل ويحجب عنهم رذائل, فيزول التميز بين بني إسرائيل وبين يهود المغضوب عليهم الذين ضربت عليهم الذلة كما لا يجوز إبدال اسم " النصارى " بالمسيحيين نسبة إلى أتباع المسيح عليه السلام, وهي تسمية حادثة لا وجود لها في التاريخ ولا استعمالات العلماء, لأن النصارى بدلوا دين المسيح وحرفوه كما عمل يهود بدين موسى عليه السلام, وهذه تسمية ليس لها أصل, وإنما سماهم الله " النصارى " لا " المسيحيين " [ص:44]
الله الله:
للعلامة محمد صديق حسن خان رحمه الله تعالى, بحث مهم في عدم مشروعية الذكر بالاسم المفرد "الله" وأنه لا أصل له في الكتاب, و لا في السنة, ولا في أقوال الصحابة رضي الله عنهم, ولا عن أحد من أهل القرون المفضلة.[ص:56]
الله بالخير:
سئل الشيخ عبدالله أبا بطين عن استعمال الناس هذا في التحية, فقال: " هذا كلام فاسد, خلاف التحية التي شرعها الله, ورضيها وهو السلام, فلو قال: صبحك الله بالخير, أو قال: الله يصبحك بالخير بعد السلام فلا ينكر."[ص:61]
الله يسأل عن حالك:
قال الشيخ أبا بطين رحمه الله تعالى: هذا كلام قبيح ينصح من تلفظ به.[65]
إلى الرفيق الأعلى:
ليس من الهدي النبوي أن يقول المسلم في حق المسلم الميت: قدم, أو رحل, أو ذهب إلى الرفيق الأعلى, وقاعدة الإسلام في عدم الشهادة لأحد بجنة أو نار إلا من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم _ تمنع هذا الإطلاق في حق غير من شهد له صلى الله عليه وسلم بالجنة.[ص:76]
إنسانية:
اتسع انتشار هذه اللفظة البراقة بين المسلمين عامتهم وخاصتهم, ويستمُلحُ الواحد نفسه حين يقول: هذا عمل إنساني.
وهكذا حتى في صفوف المتعلمين, والمثقفين وما يدري المسكين أنها على معنى "ماسونية " وأنها كلمة يلوكها بلسانه وهي حرب عليه, لأنها ضدّ الدين, فهي دعوة إلى أن نواجه المعاني السامية في الحياة بالإنسانية لا بالدين.
إنها في المعنى شقيقة قول المنافقين: {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون } [البقرة:14]
والخلاصة: إنها محاربة المسلمين باسم: الإنسانية, لتبقى اليهودية, ويمحى رسم الإسلام قاتلهم الله وخذلهم.
وجزى الله العالم المجاهد الشيخ/ محمد قطب على شرحه وبيانه لهذا المذهب الفكري المعاصر "الإنسانية" في كتابه النافع: "مذاهب فكرية معاصرة " [ص:589_604] فانظره فإنه مهم. واهجر هذه الكلمة.[ص:87_88]
اللهم صل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
للغماري: أحمد بن الصديق, رسالة باسم: " تشنيف الأذان بالسيادة..." مطبوعة, وقد جلب فيها ما وسعه اطلاعه على ذكر المرويات التي فيها السيادة. ومن قراءتها تأكد لدي ما قرره المحققون من أنه ليس لهذه الزيادة " سيدنا " أصل لا داخل الصلاة في التشهدين والصلاة الإبراهيمية, ولا خارج الصلاة.
وعلى ذلك كلمة: شيخ الإسلام ابن تيمية, وابن القيم, والفيروز آبادي, وتلميذه الحافظ ابن حجر, والقاسمي, والألباني في خلق آخرين.
وعدم ذكر السيادة هو مذهب الحنفية. والله أعلم. [ص:72_73]
رجال الدين:
الدين في الفكر الغربي بشتى مذاهبه ودياناته يعني العبادة المصحوبة بالرهبة أو الوحشة. ومعنى هذا أن رجل الدين لا يصلح لفهم أمور المعاش لسبب انقطاعه عن محبة الناس, وليس كذلك في مفهوم الإسلام الذي لا يعترف بأن هناك رجل دين له نفوذ واختصاص فكل مسلم رجل دين ودنيا.
فالدين في المفهوم الإسلامي هو: ما شرعه الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فيما ينظم صلة العبد مع ربه ومع عباده على اختلاف طبقاتهم وينظم أمور معاشه وسلوكه. من غير وجود وساطة بشرية.
ولهذا فلا تجد في المعاجم الإسلامية ما يسمى برجال الدين, وإنما تسربت بواسطة المذاهب المادية وخاصة: العلمانية. وقد بسط الأستاذ الحوالي عن هذا الاصطلاح في كتابه: " العلمانية " فشفى, ويرجع إليه. والله المستعان.[ص:170]
الثقة بالنفس:
في تقرير للشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى, لما سئل عن قول من قال: تجب الثقة بالنفس, أجاب: " لا تجب, ولا تجوز الثقة بالنفس, في الحديث: ( ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين..) " [ص:110]
جاهلية القرن العشرين:
بين العلامة الألباني ما في هذا التعبير من تسمح, وغضّ من ظهور الإسلام على الدين كله, في مبحث طويل ماتع, فليرجع إليه فإنه مهم.[ص:131]
روح الدين الإسلامي:
أهل العلم في هذا الزمان يعيشون في زحمة وجف مهول من "عامية الثقافة المعاصرة " ومن : توليد المصطلحات " ومن الوقوع في دائرة " اصطلاح الصوفية " من حيث لا يشعرون, ومن هذه: هذا اللفظ ونحوه, مثل: " روح الشريعة " " روح الإسلام " ومعلوم أن لفظ " الروحانية " وهذه البلاد فيها روحانية, وهذه المجالسة فيها روحانية, وهكذا, كلها مصطلحات صوفية, لا عهد للشريعة بها, فعلى المسلمين تجنبها, وإن كان لها بريق, فعند تأمل البصير لها يجدها خواء, أو تشتمل على منابذة للشريعة بوجهٍ ما. والله المستعان.[ص:173]
سلام حار:
من العبارات المولدة قولهم: سلام حار, لقاء حار, وهكذا.
والحرارة وصف ينافي السلام وأثره, فعلى المسلم الكف عن هذه اللهجة الواردة الأجنبية, والسلام اسم من أسماء الله, والسلام يثلج صدور المؤمنين, فهو تحيتهم وشعار للأمان بينهم.[ص:185]
الضمير:
الضمير في: اللغة هو المستور, وهو: ما ينطوي عليه القلب من خير أو شر.
ومن مولد الإطلاقات في عصرنا الحاضر قولهم في مجال النفي ذماً: فلان لا ضمير له. ومدحاً: له ضمير, وعنده ضمير, وهكذا, ومثله سواء لفظ: الوجدان.
وهذا من فاسد المواضعة والاصطلاح فإنه لذلك غابت كلمة التقوى, والمتقي, والمسلم, ونحوها, من ألفاظ العزة, والصلة بالله, وتمجيد دينه وشرعه في الشريعة المطهرة.[ص:216]
رأي الدين, رأي الإسلام, رأي الشرع:
من الألفاظ الشائعة في اخريات القرن الرابع عشر الهجري, وهو إطلاق مرفوض شرعاً لأن : رأي " إذا تجاوزنا معناها اللغوي " رأي البصرية " إلى معناها اللغوي الآخر " رأي العلمية " والرأي يتردد بين الخطأ والصواب. صار من الواضح منع إطلاقها على ما قضى الله به في كتابة وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, فهذا يقال فيه " دين الإسلام " " إن الدين عند الله الإسلام " والله سبحانه يقول: ( وما كان لمؤمن....
فتشريع الله لعباده يقال فيه " حكم الله, وأمره, ونهيه وقضاؤه, وهكذا, وما كان كذلك قلا يقال فيه " رأي" والرأي مدرجة الظن والخطأ والصواب.
أما إذا كان بحكم صادر عن اجتهاد فلا يقال فيه " رأي الدين " ولكن يقال: " رأي المجتهد" أو " العالم " لأن المختلف فيه بحق في أحد القولين أو الأقوال.
وانظر بحثاً مهماً في كتاب: تنوير الأفهام لبعض مفاهيم الإسلام, للشيخ محمد بن إبراهيم شقرة,ص:61_73.[ص:223_224]
عالمية الإسلام:
العالمية مذهب معاصر يدعو إلى البحث عن الحقيقة الواحدة التي تكمن وراء المظاهر المتعددة في الخلافات المذهبية المتباينة, وهذا المذهب باطل لينسف دين الإسلام, بجمعه بين الحق والباطل, أي بين الإسلام وكافة الأديان, وحقيقته هجمة شرسة على الإسلام ؟ فكيف نقول عالمية الإسلام, فنخضع الإسلام لهذا المذهب الفكري العدو الكاسر على الدين, ألا فلنقل: ( الإسلام والعالمية ) لنظهر فضل الإسلام, ونحط إلى القاع ما دونه من مذاهب ونحل محاها الإسلام.
والفرق أيضاً أنا إذا قلنا عالمية الإسلام أشعرنا السامع أن الإسلام عالمي يخضع لهذا المذهب, أما إذا قلنا: الإسلام والعالمية فنحن نبين دين الإسلام وحكمه على هذا الاتجاه الفكري الجديد أو القديم.[ص:221_222]
تطور الفقه الإسلامي:
الفقه الإسلامي ثابت لا يتطور, لأنه بنفسه يتلاقى مع جميع ظروف الحياة في كافة الأزمان, والأماكن, وإنما يقال: الفقه الإسلامي والتطور.
وتلك الدعوة إلى ( تطوير الفقه الإسلامي ) حقيقتها خروج عليه فلينتبه[223]
موقف الإسلام من كذا:
كقولهم الربا وموقف الإسلام منه, السرقة وموقف الإسلام منها, وهكذا, وهذا التعبير فيه استصغار للإسلام, كأن السرقة شيء كبير أمام الإسلام, وكأن أحكامه نحوها فيها ما فيها, فهي تنبئ عن الاعتذار والتبرير.
لماذا لا نقول: حكم الإسلام في الربا.[ص:223]
الفكر الإسلامي, التصور الإسلامي:
ومنها: " الفكر الإسلامي " و " الفكرة الإسلامية " بمعنى الإسلام ؟؟!
وكيف يصح أن يكون الإسلام ومصدره الوحي " فكراً ", و الفكر هو ما يفرزه العقل, فلا يجوز بحال أن يكون الإسلام مظهر للفكر الإنساني ؟
والإسلام وحي معصوم, والفكر ليس معصوماً, وإن كان بعض الكاتبين أدرك الخطأ في هذا الاصطلاح فأبدله باصطلاح آخر هو:" التصور الإسلامي " فإنه من باب رفع آفة بأخرى لأن التصور مصدره الفكر المحتمل للصدق والكذب.
وهذه المصطلحات المولدة, جميعها تعني الكلمة الأجنبية " الأيدلوجية " بمعنى الأصول الإسلامية. فعلى المسلمين نبذ الاصطلاحات المولدة الركيكة في معناها ومبناها, والتي تقطع الصلة بحبل العلم والإيمان, وانظر في هذا كتاب: " المذهبية الإسلامية والتغير الخضاري " للأستاذ/ محسن عبدالحميد. فهو مهم.[ص:224]
العصمة لله:
أسماء الله وصفاته: توقيفية وهذا اللفظ هو معنى عدد من أسمائه مثل الحكيم الحفيظ, وكقول: الكمال لله, وليس من أسماء الله الكامل ولي في الإطلاقين وقفة والمشهور أن هذا تعبير لا يجوز في حق الله تعالى إذ العصمة لا بد لها من عاصم فلينبه[241]
غسل المخ:
تركيب عصري مولد يعني من تلوث فكره بما يكدر صفو الفطرة, ونقاء الإسلام, والغسل لا يكون إلا للتنظيف, ففي هذا الإطلاق المولد تناقض بين المبنى والمعنى, فليقل: تلويث المخ, تلويث الفكر, فهلا تركت مصطلحات الشرع على إطلاقها: مسلم, كافر, منافق, مبتدع, فاسق...وهكذا.[ص:251]
كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: