حديث من اغتسل ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له

منذ 2021-11-26

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن اغتسل ثم أتى الجمعة فصلَّى ما قُدِّر له، ثم أنصَت حتى يفرغ الإمام من خطبته، ثم يصلي معه؛ غُفِر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام»

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن اغتسل ثم أتى الجمعة فصلَّى ما قُدِّر له، ثم أنصَت حتى يفرغ الإمام من خطبته، ثم يصلي معه؛ غُفِر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام»؛ (رواه مسلم).

 

المفردات:

مَن اغتسل؛ أي: أفاض الماء على جميع جسمه ولم يكتفِ بالوضوء للجمعة.

أتى الجمعة؛ أي: المسجد الذي تُقام فيه الجمعة لصلاتها.

فصلى؛ أي: تطوَّع بما تيسَّر له من النوافل.

ما قُدِّر له؛ أي: ما تيسر له.

أنصَت؛ أي: استمع وأصغى للخطيب وسكت ولم يتكلم.

حتى يفرع؛ أي: حتى ينتهي.

يصلي معه؛ أي: صلاة الجمعة.

وفضل؛ أي: وزيادة.

 

البحث:

تقدَّم في باب الغسل وحكم الجُنُبِ الحديثُ السابع الذي أخرجه السبعةُ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «غُسل يوم الجمعة واجبٌ على كل محتلمٍ» وذكرت هناك ما رواه السبعة أيضًا عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا جاء أحدُكم إلى الجمعة فليغتسِلْ» وأن ابن منده قد عَدَّ مَن رواه عن نافع، فبلغوا فوق ثلاثمائة نفسٍ، وعد مَن رواه من الصحابة غير ابن عمر، فبلغوا أربعة وعشرين صحابيًّا، وأن الحافظ جمع طرقَه عن نافع فبلَغوا مائةً وعشرين نفسًا.

 

أما ما جاء في مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَن توضَّأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصَتْ؛ غُفِر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام، ومَن مس الحصا فقد لغا» - فقد قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: "ليس في هذا الحديث نفيُ الغسل"، وقد أوضحت مباحث هذا الحديث فيما سبق.

 

ما يفيده الحديث:

1- غسل الجمعة واجب غير شرط على كل بالغ مُدرِك قبل أن يذهب لصلاة الجمعة.

 

2- وأن مَن تركه لغير عذر يأثم وتصحُّ صلاته.

 

3- لا يشترط اقتران الغسل بالذَّهاب إلى المسجد للجمعة؛ لقوله في الحديث: ثم، فمَن اغتسل من الفجر فله هذا الفضل.

عبد القادر بن شيبة الحمد

عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية سابقا والمدرس بالمسجد النبوي