إفرازات وهموم

منذ 2021-12-01

مَن الذي يستحقُّ المقاطعة أيضًا؟ أمريكا والدنمارك وهولندا، وغيرها تستحقُّ المقاطعة، ولماذا؟

لأنهم سبُّوا الرسول صلى الله عليه وسلم، واجترَؤوا على جنابه.

 

وبعض المسلمين:

• إن رأى شابًّا بلحْيَة، قال: احلِقْها وكُن نظيفًا، ودَعْ عنك التخلف، ولا تكُن إرهابيًّا.

• وإن رأوا شابًّا يلبس ثوبًا أو سروالاً قصيرًا، سخِروا منه، وقالوا: ما هذا التخلُّف؟! كُن كالآخرين.

• وإن رأوا شابًّا لا يحتفِل بأعيادِ الكفار وأعيادِ الميلاد، قالوا: ما هذا التَّزَمُّت والتعقيد؟! عِشْ حياتك.

• وإن رأوا شابًّا لا يَتعامل بالربا، قالوا: هذا تعقيد، عِشْ كما يعيش الناس، لا تحرِم نفسك.

• وإن رأوا فتاةً مسلمة تلبس نقابها، قالوا: هذه تلبس خيمة سوداء، اخلعيها ودَعْكِ مِن هذا الظلام، وهذه القيود.

• وإن سمعوا العالِمَ الفلانيَّ في البلَد الفلاني يحرِّم قيادةَ المرأةِ للسيارة، قالوا: هذا عَيْنُ الجهلِ والتشدد.

• وإن رأوا شابًّا لا يَسمع الموسيقى ولا الأغانيَ، قالوا: أنتَ مُعقَّد، وحياتك لا تُطاق أبدًا.

 

يا تُرى ألم يَعلموا بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بالتقوى والبِرِّ، والسمعِ والطاعة لله وللرسول، وأَمَرَ بتربية اللحى، ولبس الحجاب للمرأة، ونهاها عن التبرُّج، وقال: «المرأةُ عَوْرة، فإذا خرجَت، اسْتَشْرَفَها الشيطانُ»؛ الترمذي، والهيثمي، وصححه الألباني.

 

يا تُرى ألم يعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن مشابهة الكفار، فضلًا عن الاحتِفال بأعيادِهم، بل وأَمَر بمخالفتهم أيضًا، ونهى عن إسبال الثوب والسروال للرجال، وقال: «ما أسفل مِن الكعبين مِن الإزار، ففي النار»؛ (البخاري)، ونهى عن المعازف والموسيقى، وقال: «لَيَكُونَنَّ مِن أمَّتي أقوامٌ، يَستحِلِّون الحِرَ والحرير، والخمر والمعازف»، ثم قال: «ويمْسَخ آخرين قردةً وخنازير إلى يوم القيامة»؛ (البخاري)، والحِرَ - بكسر الحاء وفتح الراء المخففة؛ يعني: الزنا، والمعازف: كناية عن الطرب والغناء والموسيقى.

 

يا تُرى هل يَعرفون ما يقولونه، أم أنهم هُمُ الجهلة والمتعصِّبون لآرائهم وجهلِهم وهواهم؟

 

يا تُرى المتشدد مَن يتَّبع الرسولَ صلى الله عليه وسلم، ويمتثل لقوله، أم أنَّ مَن يتَّبع هواه وآراءَ المجتمعِ الفاشلِ هو المتشدد؟!

 

يا تُرى مَن الذي يَسُبُّ الرسولَ صلى الله عليه وسلم، ويصِفه بالتشدد والتخلف والتعقيد والجهل والإرهاب عن طريق وصْفِ هَدْيِهِ وسُنَّتِهِ بهذا؟! عياذًا بالله.

 

يا تُرى بماذا يَرَون أنفسَهم على إخوانهم المستقيمين، وربما كان بعضُهم لا يُصَلِّي أصْلًا، وبعضهنَّ لا يَلبَسن الحجاب، ويعكفون على الكبائر؛ ربَّما مِن زنا، وشرْب خمر، وأكْل مالٍ حرام؟!

 

يا تُرى بأيِّ أعمالٍ سيُلاقون اللهَ يوم القيامة، طالما أنهم عاكفون على معاصِيه، هاجرون لأوامِرِه وكتابه، وهَدْيِ حبيبِهِ صلى الله عليه وسلم، مستهزئون بِمَنِ امتَثَل أمْر الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم؟!

 

يا تُرى مَن الذي يَستحقُّ المقاطعة أيضًا؟

 

أليس ما يَفعل أولئك هو عَيْنُ الجهلِ والتخلف والتشدد، والتعقيد والانحطاط واتِّباع الهوى، والتبعية لأعداء الدين والخوف منهم، والانهزامية والانسلاخ من الاعتزاز بالإسلام وشعائره؟!

________________________________________________
الكاتب: فادي نضال عمر