من الأدعية المأثورة العظيمة بين السجدتين
كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بذلك بين السجدتين فيقول « اللهم اغفر لي ، وارحمني ، واجبرني، واهدني ، وارزقني»
من الأدعية المأثورة العظيمة التي يجدر بالعبد أن يلهج بها مع تأمل وغوص في معانيها : سؤال الله أن يجبره ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بذلك بين السجدتين فيقول « اللهم اغفر لي ، وارحمني ، واجبرني، واهدني ، وارزقني»
وما ألطف هذا المعنى وأجله ، وما أحوج العبد إلى جبر الرب له مع ما يواجهه من كسور ظاهرة وباطنة ، وضعف وعجز وفقر وحاجة ، ومصائب وآلام تصيب النفس والقلب ، ولا يجبرها إلا الجبار سبحانه ، الذي يجبر الضعيف والمسكين ، والكسير ، جبرا حسيا وجبرا معنويا .
والجبار سبحانه هو الذي يجبر قلوب أصحاب المصائب والبلايا ، ومن فقدوا الأحباب ، وآلمهم الفراق ، فينزل عليها الصبر والسكينة ، ويثبتها باليقين ، ويسعدها بالرضا .
وهو سبحانه الذي يجبر قُلوبَ الخاضعينَ لعظمته وجلاله، وقلوب المحبين له جبرا خاصا بما يفيض عليها من أنواع كراماته، وأصناف المعارف والأحوال الإيمانية، فقلوب المنكسرين لأجله جبرها دان قريب .
وإذا دعا الداعي، فقال: ((اللهم أجبرني)) فإنه يطلب من ربه هذا الجبر الذي حقيقته إصلاح حال العبد ودفع جميع المكاره عنه. ( انظر الثمر المجتنى شرح أسماء الله الحسنى )
وخلاصة الأمر : أن كل كسر لا يجبره الرب ، فلا جابر له ، وكل من حفظه الرب وحرسه فمن ذا الذي يقدر على كسره ، ولو اجتمع على ذلك أهل المشرق والمغرب .
يا مَن ألوذ به فيما أؤمله .......ومَن أعوذ به مما أحاذره
لا يجبرُ الناسُ عظماً أنت كاسرُه.. ولا يهيضون عظماً أنت جابره.
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: