الماء النازل من السماء فيه الرحمة والبركة والنماء

منذ 2022-01-04

لا يستغني أيُّ كائنٍ حيٍّ عن الماء، وأصل الماء من السماء، فمياه الآبارِ والعيون، والينابيعِ وسائر المياه الجوفية أصلها من المياه النازلة من السماء، قال سبحانه: (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ...)

لا يستغني أيُّ كائنٍ حيٍّ عن الماء، وأصل الماء من السماء، فمياه الآبارِ والعيون، والينابيعِ وسائر المياه الجوفية أصلها من المياه النازلة من السماء، قال سبحانه:

{وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ* فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ* وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ}، [المؤمنون: 18- 20]، وقال سبحانه: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [الزمر: 21].

 

والأراضي الميتةُ، والبلدانُ القاحلةُ التي لا نباتَ فيها لا يحييها إلا ماءُ السماء، الذي تسوقه الرياحُ حيث يشاء الله جل جلاله:

{وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}، [الأعراف: 57]. وقال سبحانه: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ}، [فاطر: 9]، وقال سبحانه: {وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ}، [النحل: 65].

 

فعندما تنزل مياه الأمطار من السماء بغزارة، لا نخزنها نحن بل يخزنها الله سبحانه وتعالى في الأرض كيف يشاء، قال سبحانه: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} [الحجر: 22].

 

فــ[مَعْنَى: {وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ}، أي: بَعْدَ أَنْ أَنْزَلْنَاهُ عَلَيْكُمْ؛ أَيْ: لَا تَقْدِرُونَ عَلَى حِفْظِهِ فِي الْآبَارِ وَالْعُيُونِ وَالْغُدْرَانِ، بَلْ نَحْنُ الْحَافِظُونَ لَهُ فِيهَا؛ لِيَكُونَ ذَخِيرَةً لَكُمْ عِنْدَ الْحَاجَةِ]، أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن [2/ 273].

 

فماء السماء به تحيا أراضينا، وتروَى بلادُنا، ومنه شرابُنا، ومنه تُسقَى أشجارُنا، وتَرعى فيها دوابُّنا، وبه تنبت زروعُنا، وأشجارُ زيتونِنا ونخيلِنا، وأعنابِنا، وسائرُ الحبوبِ والثمرات، قال سبحانه: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ}، يعني تجعلون الأنعام والدواب تأكل منه {يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، [النحل: 10، 11].

 

قال سبحانه: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ* وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ* رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ}، [ق: 9- 11]، وقال سبحانه: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ}، [السجدة: 27]، والأرض الجرز: الأرض اليابسة التي لا نبات فيها يحييها الله.

 

فما من مخلوق حيٍّ إلا وهو يحتاج للماء: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ}، [الأنبياء: 30].

 

وماء السماء يغيِّرُ لونَ الأرض، مِن أرضٍ قاحلةٍ صفراء، إلى أرض خضراء تنبض بالحياة، قال سبحانه:

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}، [الحج: 63].

 

وقال سبحانه:

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، [فصلت: 39].

 

لولا اللهُ سبحانه وتعالى! ورحمتُه بخلقه؛ لما قدرنا أن ننبت شجرة، ولما استطعنا أن نستمتعَ بحديقة ولا ثمرة، قال سبحانه:

{أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ}، [النمل: 60].

 

لولا شُكْرُ الله من عباد الله الشاكرين؛ لأصبح الماءُ النازلُ من السماء مِلْحًا أُجاجًا، قال سبحانه: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ* أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ} أي: السحاب {أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ* لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ}، [الواقعة: 68- 70].

 

ولو استقام الناس على طريق اللهِ؛ لسُقوا الماءَ الغدقَ الغزير، السيّالَ بكثرة، قال سبحانه: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا}، [الجن: 16]. وقال سبحانه: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا* لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا* وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا}، [النبأ: 14- 16].

 

إنَّ طعامَنا وشرابَنا، وطعامَ أنعامِنا ودوابِّنا من ماءٍ السماء، قال سبحانه: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ}، [عبس: 24- 32].

 

فأرزاق المخلوقات مقسومة ومضمونة في السماوات، قال سبحانه: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ}، [الذاريات: 22، 23].

 

وبعد أن ييأس الناس من نزول الأمطار، ويقنطوا من نزول الغيث، يفاجَؤون بالغيث يملأ الطرقات والشوارع وتروى البلاد، ويسقى العباد، وتنتشر الرحمات، وتكثر الخيرات، قال سبحانه: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ}، [الشورى: 28].

 

وَقد حصل قحطٌ في عهد أمير المؤمنين؛ الفاروقِ عمرَ بنِ الخطاب رضي الله عنه، فدعا الله أن يرفع هذا القحط، فرفع الله عنهم القحط والجدب، وأغاث المسلمين ورزقهم، بدعاء عمر ومن معه رضي الله عنهم، عَنْ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قَالَ: (قَالَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، عَامَ الرَّمَادَةِ)، وهو عام الجدب والقحط، وسُمِّيَ الْعَام بِهَا لِمَا حَصَلَ مِنْ شِدَّة الْجَدْب، فَاغْبَرَّتْ الْأَرْض جِدًّا مِنْ عَدَم الْمَطَر، -وَكَانَتْ سَنَةً شَدِيدَةً مُلِمَّةً-.

 

(بَعْدَمَا اجْتَهَدَ عُمَرُ فِي إِمْدَادِ الأَعْرَابِ بِالإِبِلِ، وَالْقَمْحِ، وَالزَّيْتِ مِنَ الأَرْيَافِ كُلِّهَا)، كان يجمع الطعام لأهل المدينة= (حَتَّى بَلَحَتِ الأَرْيَافُ)؛ أي: ذهب ماؤُها (كُلُّهَا مِمَّا جَهَدَهَا ذَلِكَ، فَقَامَ عُمَرُ يَدْعُو)، فَقَالَ: (اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَهُمْ عَلَى رُءُوسِ الْجِبَالِ)، فَاسْتَجَابَ اللهُ لَهُ وَلِلْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ حِينَ نَزَلَ بِهِ الْغَيْثُ: (الْحَمْدُ للهِ، فَوَاللهِ لَوْ أَنَّ اللهَ لَمْ يُفْرِجْهَا، مَا تَرَكْتُ بِأَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَهُمْ سَعَةٌ)؛ بيت أغنياء، أو بيت عندهم طعام؛ (إِلاَّ أَدْخَلْتُ مَعَهُمْ أَعْدَادَهُمْ مِنَ الْفُقَرَاءِ، فَلَمْ يَكُنِ اثْنَانِ يَهْلِكَانِ مِنَ الطَّعَامِ عَلَى مَا يُقِيمُ وَاحِدًا). (خد) (562)، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد: (438).

 

القحط الحقيقي ليس في انحسار الأمطار؛ بل في نزول الأمطار ونزوع البركة: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَتِ السَّنَةُ» أي القحط والجدب  «بِأَنْ لَا تُمْطَرُوا، وَلَكِنِ السَّنَةُ أَنْ تُمْطَرُوا وَتُمْطَرُوا، وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ شَيْئًا»، (م) 44- (2904).

 

ومن علاماتِ الساعةِ نضوبُ الماء وندرتُه، من الآبار، والعيون والينابيع والأنهار، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، قَالَ:

(يُوشِكُ أَنْ تَطْلُبُوا فِي قُرَاكُمْ هَذِهِ طَسْتًا) أي إناء (مِنْ مَاءٍ فَلَا تَجِدُونَهُ، يَنْزَوِي كُلُّ مَاءٍ إِلَى عُنْصُرِهِ)، ينضب الماء ولا يبقى له أثر (فَيَكُونُ فِي الشَّامِ بَقِيَّةُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَاءُ)، (ك) (8538)، وقال: [هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ]، وانظر الصحيحة: (3078).

 

ومن علامات الساعة آخرَ الزمان أن يتوقف نزول الأمطار مطلقا، نسأل الله السلامة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا تُمْطِرَ السَّمَاءُ، وَلَا تَنْبُتُ الَأَرْضُ}، (حم) (14079)، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم.

 

فإذا أردنا أن يغيثَنا الله بالأمطار، ويغدِقَ علينا من ماء السماء، ويدرَّ علينا الأرزاق، فلْنَتَجَتَنَّبْ الذنوبَ والخطايا، والمعاصي والسيئات، فهذه مانعة من هذه الأمور المباركة، ولنسارعْ إلى ذكرِ اللهِ والدعاء، والاستغفارِ والاستسقاء، قال سبحانه عن نوح عليه السلام: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا}، [نوح: 10- 14].

 

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: (بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَوْمَ الجُمُعَةِ؛ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَحَطَ الـمَطَرُ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَسْقِيَنَا، فَدَعَا) =صلى الله عليه وسلم واستسقى= (فَمُطِرْنَا، فَمَا كِدْنَا أَنْ نَصِلَ إِلَى مَنَازِلِنَا، فَمَا زِلْنَا نُمْطَرُ إِلَى الجُمُعَةِ الـمُقْبِلَةِ، قَالَ: فَقَامَ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَوْ غَيْرُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَصْرِفَهُ عَنَّا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا»، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ السَّحَابَ يَتَقَطَّعُ يَمِينًا وَشِمَالًا، يُمْطَرُونَ وَلاَ يُمْطَرُ أَهْلُ الـمَدِينَةِ)، (خ) (1015).

 

ولنسارع؛ حتى تستمر الأمطار، ويبقى الغيث في نزوله علينا؛ نسارع إلى الصدقاتِ والطاعات والتطوعات، وفعلِ الخيرات، والإحسانِ إلى المساكينِ والفقراء، واليتامى والأراملِ والضعفاء، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله =تعالى= عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «ابْغُونِي ضُعَفَاءَكُمْ، فَإِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ»، (ت) (1702)، واللفظ له، (خ) (2896)، (س) (3179)، (د) (2594)، (حم) (21731)، انظر الصَّحِيحَة: (779).

 

عباد الله! "إِنَّكُمْ شَكَوْتُمْ جَدْبَ دِيَارِكُمْ، وَاسْتِئْخَارَ الْمَطَرِ عَنْ إِبَّانِ زَمَانِهِ عَنْكُمْ، وَقَدْ أَمَرَكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ تَدْعُوهُ، وَوَعَدَكُمْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَكُمْ"..

 

فـ"الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ، وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ لَنَا قُوَّةً وَبَلَاغًا إِلَى حِينٍ"،

"اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا"، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا"، اللَّهُمَّ اسْقِ عِبَادَكَ وَبَهَائِمَكَ، وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ، وَأَحْيِ بَلَدَكَ الْمَيِّتَ"، "اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا، مَرِيئًا مَرِيعًا، طَبَقًا، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ، عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ".

 

اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾. [العنكبوت: 45].