فضل المحافظة على صلاة الفجر والعصر

منذ 2022-01-18

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم ربُّهم وهو أعلم بكم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون».

صلاة الفجر والعصر تشهدهما الملائكة:

فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم ربُّهم وهو أعلم بكم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون».

 

ورواه ابن خزيمة بلفظ: تَجتمع ملائكة الليل، وملائكة النهار في صلاة الفجر وصلاة العصر، فيجتمعون في صلاة الفجر، فتصعد ملائكة الليل، وتثبت ملائكة النهار، ويجتمعون في صلاة العصر، فتصعد ملائكة النهار، وتبيت ملائكة الليل، فيسألهم ربُّهم - وهو أعلم -: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون، فاغفر لهم يوم الدين.

 

♦ لن يلج النار أحد صلى الفجر والعصر وواظَب عليهما، فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أبي زهير عمارة بن رؤيبة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  «لن يلج النار[1] أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها»؛ يعني الفجر والعصر.

 

 

من حافظ على هاتين الصلاتين دخل الجنة:

♦ فقد أخرج البخاري ومسلم عند أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى البردين[2]، دخل الجنة».

 

♦ ومن حافظ على هاتين الصلاتين نال الفوز العظيم، والجائزة الكبرى، وهو رؤية وجه الله الكريم.

 

♦ فقد أخرج البخاري ومسلم عن جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى القمر ليلة البدر[3]، فقال: «إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته[4]، فإن استطعتم ألا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها فافعلوا».

 

من حافظ على صلاة العصر كان له أجره مرتين:

♦ فقد أخرج الإمام مسلم عن أبي بصرة الفقاري رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر بالمخمص[5] فقال: «إن هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فضيَّعوها، فمن حافظ عليها كان له أجره مرتين, ولا صلاة بعدها حتى يطلع الشاهد, والشاهد النجم».

 

♦ ومما يدل على فضيلة صلاة العصر الوعيد الذي يلحق كل من تركها متعمدًا، فقد أخرج البخاري عن بريدة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم:  «من ترك صلاة العصر فقد حبِط عمله» [6].

 

وأخرج البخاري ومسلم من حديث ابن عمر - رضي الله عنها - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  «الذي تفوته صلاة العصر، فكأنما وتر أهله وماله».

 

أفضل صلاة عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة:

فقد أخرج أبو نعيم في الحلية والبيهقي في الشعب عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة»؛ (الصحيحة: 1566) (صحيح الجامع: 1119).

 

من صلى الصبح فهو في ذمة الله:

♦ وأخرج الإمام مسلم عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنَّكم الله من ذمته بشيء، فإنه مَن يطلبه من ذمته بشيء يدركه، ثم يكبه الله على وجهه في نار جهنم».

 

♦ وأخرج الطبراني في الكبير والأوسط عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى الصبح فهو في ذمة الله، وحسابه علي الله»؛ (صحيح الترغيب والترهيب: 458).

 

وعند ابن ماجه من حديث سُمرة بن جُندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله» (صحيح الترغيب والترهيب: 420).

 

وأخرج ابن ماجه والطبراني في الكبير عن أبي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن صلى الصبح في جماعة، فهو في ذمة الله، فمن أخفر[7] ذمة الله، كبَّه الله في النار لوجهه»؛ (صحيح الترغيب والترهيب: 461).

 

وأخرج الإمام أحمد والبزار عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى الصبح فهو في ذمة الله تبارك وتعالى، فلا تخفروا الله في ذمته، فإنه من أخفر الله في ذمته، طلبه الله حتى يكبَّه على وجهه»؛ (صحيح الترغيب والترهيب: 462).

 

ومعنى الحديث؛ أي: لا تصيبوا من صلى الصبح بسوء، فهو في عهد وحماية الله، ومن أصابه بسوء فإن الذي سينتقم منه هو الله.

 

فيا من صليت الصبح، أنت في حماية ربانية، تشعر بثقة هائلة أثناء يومك وتشعُر بثبات أمام المصائب وأمام المحن؛ لأنك في حماية مالك الملك وخالق الأكوان، وكل هذا بركعتين، فهيَّا أيها الكسلان انفُض عنك غبار النوم والكسل.

 


[1] لن يلج النار: أي لن يدخل النار والولوج: الدخول.

[2] البردين: الفجر والعصر.

[3] وفي رواية فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة

[4] لا تضامون في رؤيته: أي لا يلحقكم ضيم ولا مشقة في رؤيته سبحانه.

[5] المخمص: بضم الميم وفتح الخاء المعجمة والميم جميعاً، وقيل: بفتح الميم وسكون الخاء وكسر الميم بعدها، وفي آخره صاد مهملة. وهو اسم طريق، أي: في جبل (عير) إلى مكة

[6] حبط عمله: أي بطل وفسد عمله (عمل اليوم) والمراد به: بطلان ثوابه

[7] أخفر: بالخاء المعجمة، يقال أخفرت الرجل: أي نقضت عهده وزمامه، والهمزة فيه للإزالة أي: أزلت خفارته. أي عهده وزمامه، وقوله فمن أخفر ذمة الله: أي نقض عهد الله في هذا الرجل بالأمان، فمن أصاب هذا الرجل الذي صلى الصبح بسوء فالذي ينتقم منه هو الله، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} [الحج: 38].
________________________________________
الكاتب: الشيخ ندا أبو أحمـد