العلل الشريفة لبغض الشتاء!!

منذ 2022-01-20

كان أبو عمرو بن العلاء رحمه الله يقول: " إني لَأُبغِض الشتاء لثلاثة أمور: نقص الفروض، وذَهاب الحقوق، وزيادة الكُلفة على الضعفاء". ا ه.

كان أبو عمرو بن العلاء رحمه الله يقول: " إني لَأُبغِض الشتاء لثلاثة أمور: نقص الفروض، وذَهاب الحقوق، وزيادة الكُلفة على الضعفاء". ا ه.
نقص الفروض: لأن الشتاء يشتد فيه المطر ويكثر الوَحل ويشتدّ البرد، وهذه كلها أسباب للتخلف عن صلاة الجماعة، ولا شك أن صلاة المرء في داره منفردا أقَلّ وأدنى من حضور الجماعة في المسجد.
وذهاب الحقوق: لأن برد الشتاء يمنع من عيادة المرضى وصلة الأرحام وتشييع الجنائز ونحو ذلك.
وزيادة الكُلفة على الضعفاء: لأن الشتاء يحتاج إلى ملابس كثيرة وأغطية ووسائل للتدفئة وغير ذلك مما تتعاظم مؤنتُه على ذوي الحاجات.
وفي الحقيقة إن هذا العلل الشريفة ونحوها هي التي يُكره من أجلها بعضُ الفصول أو يُحَبّ، وهي تعاليل مقاصدية عظيمة لا ينتبه إليها إلا ذوو الفطانة والديانة ممن غرَس الله فيهم الرحمة بالخلق والنظر إلى الضعفاء ورعاية شؤون الدين، وبصرف النظر عن المزاح الزائد في حب الشتاء أو بُغضه والصيف كذلك مما ليس من شأنه أن يغيّر في سُنن الله تعالى قليلا ولا كثيرا - فإن مِثل هذا القول الشريف ينبغي أن يُعزّز في النفس شعورا بالغير وحَدبًا عليه، وبانعدام هذا الأمر وجدْنا أنفسنا نتمازح في شيء قد يكون هو سبب البلاء والعَنت لآخرين، وهذا من الغفلة عن شُكر النعم.
نسأل الله أن يرحم كل ضعيف، وأن يكون ظهيرا لكل مضطر.
#اللهم_عونك_لإخواننا
 

أبو حاتم عبد الرحمن الطوخي

باحث شرعي - داعية و إمام بوزارة الأوقاف المصرية