إجازة بلا معاصي .. فتاوى وتوجيهات

منذ 2004-08-20

الشباب ، وبلا شك عليهم مسئولية كبرى ، وذلك لأنهم غالباً هم الذين معهم ميل إلى اللهو والبطالة ، ومعهم إذا صلحوا قوة في العمل ، وقوة في مواصلة العمل..


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه الغر الميامين وبعد :

* فنحن على أبواب الإجازة الصيفية الطويلة ، تلك الإجازة التي ينتظرها ملايين الطلاب والطالبات من أبنائنا ؛ ليستريحوا من عناء السهر والمذاكرة والذهاب يومياً إلى المدارس والجامعات والمعاهد .

* وهذه الإجازة لا ينبغي أن تكون عطلة من العمل ، فليس في حياة المسلم " عطلة " وإنما سعي دائم وعمل مستمر حتى الموت { يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ } .

* كما أن هذه الإجازة ليست فرصة للمعاصي والمنكرات ، فما دمنا نأكل من رزق الله ، ونمشي على أرضه ، ونستظل بسمائه ، ونستنشق هواءه ، فلا ينبغي لنا أن نعصيه طرفة عين ، لا في سفرنا ولا في إقامتنا .

* من أجل ذلك جمعنا هذه العطرة من الفتاوى والفوائد والتوجيهات نهديها إلى إخواننا وأخواتنا بمناسبة قرب الإجازة الصيفية ، آملين على أن تكون عوناً لهم على استثمار أوقاتهم فيما ينفعهم في الدنيا والآخرة .

وذلك ليغتنموا أجر متابعته صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته في الأسفار .

من فوائد مجالسة الصالحين

قال لقمان لابنه : يا بني ، جالس قوماً يذكرون الله بطاعته ، فإن كنت عالماً نفعك علمك ، وإن كنت جاهلاً علموك ، وإن نزلت عليهم رحمة أو رزق كان لك فيه معهم حظ ، ولا تجالس قوماً لا يذكرون الله ، فإن كنت عالماً لم ينفعك علمك ، وإن كنت جاهلاً زادوك جهلاً ، وإن نزلت عليهم لعنة أو سخط شاركتهم فيه .

لا ترسلوا أبنائكم للخارج

سؤال :
فضيلة الشيخ : بعض العوائل المسلمة في بلادنا يرسلون أولادهم في العطل الصيفية للسكن مع عوائل في بريطانيا وأمريكا بحجة تعلم اللغة الإنجليزية فما حكم ذلك ؟

الجواب :
* لا يجوز ذلك ، لأن هذا خطر عظيم على هؤلاء الشباب ، وفيه تخريب وإفساد لأخلاقهم وعقائدهم وتشكيك لهم في الإسلام .

* وينبغي أن يُعلم أن الصغار الذين في سن الخامسة عشر ونحوها إذا تربوا ولو زمناً يسيراً كل سنة كشهر أو شهرين في مثل تلك البيئات المنحرفة فإنهم يتأثرون بهم ، والغالب أن أولئك الكفار ينشطون في بث التشكيكات في قلوب هؤلاء الشباب ، ويلبسون عليهم دين الإسلام ، ويعظمون قدر الكفار في قلوبهم ، ويطلعونهم على إنجازات أهل الكفر واختراعاتهم وصناعاتهم ، ويغرسون فيهم أن الإسلام هو الذي عاق أهله فلم يفلحوا ولم يخترعوا ولم يتقدموا ، فيكون ذلك سبباً في إضعاف دين هؤلاء الشباب وزعزعة العقيدة من نفوسهم

سؤال :
فضيلة الشيخ : الأغلب أن هؤلاء الشباب يسكنون مع عوائل هناك فيها اختلاط ؟ الجواب :
* هذا أيضاً مما يعظم المصيبة إذ تحيط بالشاب الشهوات مع الشبهات . فيُبتلى بالفواحش والفتن فتفسد أخلاقه ودينه والعياذ بالله [ الشيخ ابن جبرين ] مفاسد السفر إلى الخارج

سؤال :
فضيلة الشيخ : كثير من الناس يسافر إلى البلاد الأجنبية لقضاء الإجازة ، فما هي المفاسد التي تحدث بسبب ذلك ؟ وما قولكم في بعض النساء اللاتي يكشفن وجوههن ويتعللن بالحاجة إلى ذلك ؟

الجواب :
* أرى أن من أنعم الله عليه بالمال ألا يسافر إلى البلاد الخارجية ، وأما من لم ينعم الله عليه بكثرة المال ، بل ابتلاه بالفقر ؛ فهو ليس بذاهب ، لكن المشكل فيمن أغناه الله ، فأرى ألا يذهب إلى البلاد الخارجية لأن في ذلك مفاسدا :
أولاً : أن أهله سيتغيرون عندما يشاهدونه سواءا تغيروا فجأة أو على المدى الطويل .
ثانياً : أنه كما قال السائل ربما تغطي المرأه جميع بدنها إلا وجهها ، يعني تغطي البدن وتبقي ما فيه الفتنة ؛ لأن إظهار الوجه هو الفتنة في الواقع ، وجمال المرأه في وجهها ، ومحمل الفتنة وجهها ، لا شك في هذا .
ثالثاً : أنه ربما يتأثر في عقيدته وعبادته وأفكاره وأخلاقه لما يرد على قلبه أو يورد عليه من الشبهات والتضليل ، فيخسر بذلك دينه ودنياه .
رابعاً : إضاعة الأموال الكثيرة بما لا منفعة فيه بل فيه مضرة .
خامساً : إثراء اقتصاديات البلاد التي سافر إليها ، وربما يكون في ذلك ضرر على المسلمين .
سادساً : ابتعاد الإنسان عن أهله وبيئته التي لا شك أن بقاءه بينهم أوصل للرحم وأجمع للشمل .
سابعاً : تلك المفسدة الفادحة إذا ذهب الإنسان وليس معه أهله ، فإنه قد يغريه الشيطان بارتكاب الفاحشة وهي الزنا ، والعياذ بالله .
[الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - ]

إياك وإخوان السوء

وعظ بعضهم ابنه فقال له : ( إياك وإخوان السوء ، فإنهم يخونون من رافقهم ، ويسدون من صادقهم ، وقربهم أعدى من الجرب ، ورفضهم والبعد عنهم من استكمال الأدب والدين ، والمرء يُعرف بقرينه . قال : والإخوان اثنان : فمحافظ عليك عند البلاء وصديق لك في الرخاء ، فاحفظ صديق البلية ، وتجنب صديق العافية ، فإنه أعدى الأعداء )

كيف تقضي المرأة الإجازة ؟

سؤال :
كيف تستغل المرأة وقتها في الإجازة ؟ وكيف تطلب العلم الشرعي ، نرجو توضيح ذلك ؟

الجواب :
النساء شقائق الرجال ، ويجب عليهن المحافظة على الأوقات كما يجب على الرجال ، والمرأة أشد مسؤولية بالنسبة للمحافظة على الوقت ، لأن المرأة في بيتها ، والنساء والحمد لله اليوم يتمكن من مراجعة الكتب ؛ ففي إمكان المرأة أن تراجع الكتب مرة ، وأن تستمع إلى الأشرطة مرة ، وأن تأخذ بإخوانها الصغار تدرسهم وتعلمهم مرة ، أو تشتري مثلاً مكينة تتعلم عليها الخياطة ، وما أشبه ذلك ، فمجال العمل للمرأة واسع ، كما أن مجال العمل للرجال واسع أيضاً ، ثم إن الدروس - دروس الرجال - إذا كانت في وقت مناسب للنساء أمكن النساء أن تحضر ، وأكثر المساجد اليوم والحمد لله موجود فيها أماكن مخصصة للنساء ، تأخذ المرأة حريتها في هذه الأمكنة ، يمكنها أن تضع عباءتها وتكشف وجهها ، ويمكنها أن تتكئ على الجدار وما أشبه ذلك ، فالأمر واسع والحمد لله .
[الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - ]

نصيحة للشباب

قال الشيخ عبد الله الجبرين :
الشباب ، وبلا شك عليهم مسئولية كبرى ، وذلك لأنهم غالباً هم الذين معهم ميل إلى اللهو والبطالة ، ومعهم إذا صلحوا قوة في العمل ، وقوة في مواصلة العمل ، فننصح هؤلاء الشباب أن يحافظوا على أوقاتهم من اللهو والبطالة ، وأن يختاروا الصحبة والرفقة الطيبة الذين يعينونهم على الخير ويحفظون أوقاتهم ، ويعينونهم على الأعمال الصالحة ومواصلتها ، وننصحهم ألا يبيتوا طوال ليلهم على سهر أو سمر يقطع عليهم وقتهم ، ويضيع عليهم زمنهم في غير فائدة ..
وننصحهم بكثرة تلاوة القرآن الكريم والحرص على قيام الليل والله المسئول أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم