أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّه
وما بين عشية وضحاها قد يتغير حال الفرد بحادث عابر ، أو مرض مفاجيء ، أو فقد ما يعز عليه من مال أو أشخاص .
من تأمل ما يشهده العالم حاليا - وشهده من قبل مرارا وتكرارا - من أحداث وتطورات سريعة ومفاجأة ، سواء تمثلت في أوبئة وأمراض تغير شكل الحياة ، أو حروب طاحنة أو تهديدات بمواجهات فتاكة تقضي على الأخضر واليابس = فسوف يزداد يقينا بأن هذه الحياة الدنيا لا أمان لها ، ولا دوام لحالها ، ولا ثقة في مظاهرها الخداعة ، بل هي دار غرور ، وقنطرة مرور ، تضحك أهلها حينا وتبكي في أحايين كثيرة ، وتسر يوما وتغم أياما .
وما بين عشية وضحاها قد يتغير حال الفرد بحادث عابر ، أو مرض مفاجيء ، أو فقد ما يعز عليه من مال أو أشخاص .
وكذلك الحال في الدول والشعوب ، فربما باتوا آمنين مغترين بما عندهم من مال ومتاع ، ثم نزل بهم من المصائب ما بدل أمنهم خوفا ، ورغدهم بؤسا ، وجعلهم أحاديث وعبرة للمعتبرين .
والعاقل من اتعظ بما يرى ويسمع ، ولم يركن لدنيا دوارة غرارة ، وجعل همه وسعيه في إصلاح معاده ،دون أن ينسى حظه من الدنيا أو يقصر في واجب.
قال تعالى { أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ .أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ . أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ }
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: