كيف نجعل أوقاتنا عامرة بالبركة؟

منذ 2022-03-08

البركة هي ثبوت الخير الإلهي في الشيء، فهي ملكٌ لله تعالى، شأنها شأن الرزق والهداية، يعطيها لمن يشاء، ويسلبها عمن يشاء، وكل ذلك وَفق حكمته وتدبيره، فلا تطلب البركة إلا من الله تعالى وحده..

البركة هي ثبوت الخير الإلهي في الشيء، قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف: 96]، فهي ملكٌ لله تعالى، شأنها شأن الرزق والهداية، يعطيها لمن يشاء، ويسلبها عمن يشاء، وكل ذلك وَفق حكمته وتدبيره، فلا تطلب البركة إلا من الله تعالى وحده، ويدلُّ على هذا قوله تعالى: {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ} [هود: 48].

 

وفي الحديث عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «...وَالبَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ» (رواه البخاري).

 

وهذا لا يمنع من الأخذ بالأسباب التي تُستجلَب بها البركة، والابتعاد عن أسباب محقها، لذا على العبد الأخذ بالأسباب التي تجعل أوقاته وأعماله عامرة بالبركة، ومنها:

1-إذا دخلت البيت، فسلِّم، فالسلام بركة؛ قال تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [النور: 61]، مباركة؛ أي: يُرْجَى فيها الخيرُ والبركة.

 

وفي الحديث الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأنس: «يا بُنَيَّ، إذا دخلتَ على أهلِك فَسلِّم، يَكْنْ سلامُك بركةً عليك وعلى أهل بيتك»؛ (رواه الترمذي).

 

2- تناوَلِ الطعام في مجموعة وسَمِّ، فإن في هذا بركة، فقد روى الإمام أبو داود بسند صحيح أن قومًا اشتكوا للنبي عدم الشِّبَع، فقالوا: يا رسولَ الله، إنَّا نأكُل ولا نشبَع، قال: «فلعلَّكم تَفترِقون»، قالوا: نعَم، قال: «فاجتمِعوا على طعامِكم، واذكُروا اسم الله، يبارك لكم فيه».

 

3- صِلْ رَحمك، فإنها من أسباب زيادة البركة، قال - صلى الله عليه وسلم -: «مَن سَرَّه أن يُبسَطَ له في رِزقِه، ويُنسأَ له في أثرِه، فَلْيَصلْ رَحِمَه»؛ (رواه البخاري).

 

4- القناعة والرضا بعطاء الله؛ يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: فيما رواه أحمد في مسنده بسند صحيح: «إن الله تبارك وتعالى يبتلي عبده بما أعطاه، فمن رضي بما قسم الله - عز وجل - له، بارك الله له فيه ووسعه، ومن لم يرضَ لم يبارك له فيه».

 

5-الذهاب مع الأسرة إلى مكة وزيارة بيت الله الحرام، ففيه الأجر والمثوبة وفيه البركة، قال الله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ} [آل عمران: 96].

 

6- قراءة القرآن وتدبر معانيه، فهو مبارك على مَن قرأه وسمعه؛ قال الله تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} [الأنعام: 92].

 

وقال صلى الله عليه وسلم عن سورة البقرة: «اقرؤوا سورةَ البقرةِ، فإنَّ أخْذَها بركةٌ، وترْكُها حسرةٌ، ولا تستطيعُها البطَلَةُ»؛ رواه أحمد.

 

7- الدعاء بالخير والبركة عند نزول منزل مع الأسرة، كما علَّمنا ربنا سبحانه: {وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ}  [المؤمنون: 29].

 

8- تعويد الأولاد على أكلة السَّحور، ففيها الخير والبركة؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «تسحَّرُوا فإِنَّ في السُّحورِ برَكَةٌ»؛ (رواه البخاري).

 

9- تحرِّي ليلة القدر؛ قال الله -عز وجل-: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} [الدخان: 3]، وسُميت مباركة لما فيها من البركة، والمغفرة للمؤمنين.

 

10-الحذر من العين، فإذا رأيت ما يعجبك في أسرتك، فادعُ بالبركة، قال صلى الله عليه وسلم «إذا رأى أحدُكم من نفسِه أو مالِه أو من أخيِه ما يُعجبُه، فلْيدعُ له بالبركةِ، فإنَّ العينَ حقٌّ»؛ (صححه الألباني في الكلم الطيب).

 

11- تعويد الأولاد على الأكل على مائدة واحدة جميعًا، قال صلى الله عليه وسلم: «كلوا جميعًا ولا تفرَّقُوا، فإِنَّ البركةَ مع الجماعةِ»؛ (رواه ابن ماجه).

 

12- شجرة الزيتون، قال تعالى: {يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ} [النور: 35]؛ "أي: من زيت شجرة مباركة.. وأراد بالشجرة المباركة: الزيتونة، وهي كثيرة البركة، وفيها منافع كثيرة.

 

أسأل الله أن يبارك لنا في أزواجنا وأولادنا وذرياتنا وفي أعمالنا، وفي أموالنا وفي بلادنا، وأن ينشر السعادة في كل بيت، وصلى الله على سيدنا محمد.

______________________________________________
الكاتب: عدنان بن سلمان الدريويش