سنن الصيام

منذ 2022-04-07

للصيام سنن وآداب ينبغي للمسلم فعلها والحرص عليها، ليكمل صيامه، ويزيد أجره، ويحصل له كمال التقوى.

للصيام سنن وآداب ينبغي للمسلم فعلها والحرص عليها، ليكمل صيامه، ويزيد أجره، ويحصل له كمال التقوى.

 

وأهم سنن الصيام في رمضان إجمالًا ما يلي:

أكل السحور، وتأخير السحور، وتعجيل الفطر، والفطر على الرطب أو التمر، والدعاء عند الفطر، والجود بأنواع الخير، والإكثار من الصدقة والإطعام، وقراءة القرآن ومدارسته، والمحافظة على صلاة التراويح في رمضان، وقيام الليل، وإحياء الليل في العشر الأواخر من رمضان بأنواع العبادة، وتحري ليلة القدر، وقيام ليلتها، والاعتكاف.

 

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].

 

ويمكن التفصيل المختصر كما يلي:

1- يُسن للصائم أن يتسحر؛ لأن في السحور بركة، ونعم سحور المؤمن التمر، ويُسن تأخيره، ومن بركة السحور التقوِّي على طاعة الله وعبادته، وهو سبب للقيام من النوم وقت السحر، وقت الاستغفار والدعاء، وصلاة الفجر مع الجماعة، ومخالفة أهل الكتاب، وسنذكر بعضًا من أحكامه لاحقًا.

 

2- يُسن تعجيل الفطر، وأن يكون على تمر قبل أن يصلي، فإن عدم التمر فعلى ماء، فإن لم يجد أفطر على ما تيسر من طعام أو شراب حلال، فإن عدم ما يفطر عليه نوى بقلبه الفطر.

 

3- يُسن للصائم أن يكثر من الذكر والدعاء، فيسمي عند أكل الفطور، ويحمد الله إذا انتهى، فإذا أفطر قال: «ذَهَبَ الظَّمَأُ، وَابْتَلَّتِ العُرُوقُ، وَثَبَتَ الأَجْرُ إنْ شَاءَ الله»؛ (أخرجه أبو داود).

 

4- يُسن للصائم وغيره السواك في كل وقت، أول النهار وآخره ولا يبالغ بعد العصر فيُكره.

 

5- يُسن للصائم إذا شاتمه أو قاتله أحد أن يقول: إني صائم، إني صائم.

 

6- يُسن للصائم الزيادة والإكثار من أعمال الخير كالذكر، وتلاوة القرآن، والجود، والصدقة، ومواساة الفقراء والمحتاجين، والاستغفار، والتوبة، والتهجد، وصلة الرحم، وعيادة المريض، ونحو ذلك.

 

7- تُسن صلاة التراويح في ليالي شهر رمضان بعد صلاة العشاء الآخرة إحدى عشرة ركعة مع الوتر، أو ثلاث عشرة ركعة مع الوتر؛ هذا هو السنة، ومن زاد، فلا حرج ولا كراهية، ومن صلى مع الإمام حتى ينصرف، كُتب له قيام ليلة.

 

8- يُسن لمن دُعي إلى طعام نهارًا وهو صائم أن يقول: إني صائم؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: «إذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إلَى طَعَامٍ، وَهُوَ صَائِمٌ، فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ»؛ (أخرجه مسلم).

 

9- يُسن للصائم وغيره إذا أكل عند قوم أن يقول: «أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الملائِكَةُ»؛ (أخرجه أبو داود وابن ماجه).

 

10- وتُسن العمرة في رمضان؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً، أَوْ حَجَّةً مَعِي»؛ (متفق عليه).

 

• من أحرم بالعمرة في آخر يوم من رمضان ولم يشرع في أعمالها إلا ليلة العيد، فهذه العمرة تعتبر في رمضان؛ لأن العبرة بوقت الدخول فيها.

 

11- ويُسن أن يجتهد في العشر الأواخر من رمضان بأنواع العبادة، ويحيي الليل كله، ويوقظ أهله.

 

12- يُسن تفطير الصائم، ومن فطر صائمًا فله مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا.

 

مما يتعلق بالسحور من تفصيل: فضل أكل السحور:

1 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تسحَّروا، فإن في السحور بركة»؛ (متفق عليه).

 

2- وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، أكلة السحر»؛ (أخرجه مسلم).

 

أفضل السحور:

يسن للمسلم إذا أراد الصيام أن يتسحر بما تيسر من طعام حلال من تمر ونحوه.

 

1 - قال الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187].

 

2- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( «(نعم سحور المؤمن التمر»؛ (أخرجه أبو داود).

 

وقت السحور:

يُسن تأخير السحور إلى ما قبل أذان الفجر الثاني بمقدار خمسين آية = خمس دقائق تقريبًا.

 

1- عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: ((تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام إلى الصلاة، قلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية))؛ (متفق عليه).

 

2- وعن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن بلالًا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم، ثم قال: وكان رجلًا أعمى، لا ينادي حتى يقال له: أصبحت أصبحت»؛ (متفق عليه).

 

بركة السحور:

في السحور بركات حسية ومعنوية وشرعية؛ منها:

1- امتثال أمر الله ورسوله، وهذه أعظم البركات.

 

2- أن الأكل جعله الله سببًا يقوي الصائم على طاعة الله وعبادته.

 

3- أن السحور يعطي الصائم قوة لا يمل معها من العبادة.

 

4- أن السحور يكون سببًا للقيام من النوم في وقت السحر، الذي هو وقت الدعاء والاستغفار، ووقت نزول الرب عز وجل إلى السماء الدنيا.

 

5- أن السحور يكون سببًا لصلاة الفجر مع الجماعة في وقتها الفاضل.

 

6- في أكل السحور مخالفة أهل الكتاب وهي مطلوبة شرعًا.

 

7- أن المسلم إذا قام للسحور يحصل منه للمسلمين خير ينتفع به غيره من طعام، أو مال، أو علم، أو قضاء حاجة.

 

عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: ((دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السحور في رمضان فقال: هلمَّ إلى الغداء المبارك))؛ [أخرجه أحمد وأبو داود].

 

حكم من سمع النداء والإناء في يده:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده، فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه))؛ [أخرجه أبو داود].

 

ولنا في وقت الأذان تفصيل لبعض العلماء إذا كان المؤذن يحتاط قبل الوقت، فلا بأس مالم فأولى له أن يترك ما في يده احتياطًا.