من حكم الصوم

منذ 2022-04-10

الحمد لله الذي شرع الصيام، وجعله من أسباب مغفرة الآثام، ودخول الجنة دار السلام، لما فيه من الحكم والأحكام، والصلاة والسلام على النبي سيد الأنام، وعلى آله الأطهار وصحبه الكرام.

الحمد لله الذي شرع الصيام، وجعله من أسباب مغفرة الآثام، ودخول الجنة دار السلام، لما فيه من الحكم والأحكام، والصلاة والسلام على النبي سيد الأنام، وعلى آله الأطهار وصحبه الكرام.

 

أما بعد:

فإن الله تعالى: ـ وهو العليم الحكيم ـ قد شرع الصيام لحِكم كثيرة منها:

الحكمة الأولى:أنه عبادة ضرورية للمكلفين في كل عام يترتب عليها منافع كثيرة لا غنى بهم عنها، ولهذا كان جنسه مشروعًا لجميع الأمم قبل هذه الأمة، قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].

 

ففي ذكر قوله: {كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} فائدتان:

أحدهما: بيان أهميته وكمال مصلحته وحاجة الأمم إليه.

الثانية: تخفيفه على النفوس، وأنه ليس تكليفًا محضًا فرض على هذه الأمة بل على جميع الأمم قبلنا.

 

الحكمة الثانية: أنه محصل للتقوى الشرعية، فهو وقاية من عذاب الله تعالى، وذلك من جوانب عدة منها: أنه يضيق مجاري الشيطان من البدن وبالتالي لا يتمكن من إغراء الناس بالشهوات المحرمة وإيقاعهم فيه، وكذلك النفوس الصائمة تترفع عن مفارقة الآثام حال الصيام، فإن من البديهي أن الذي ترك الحلال الطيب؛ تقربًا إلى الله تعالى من باب أولى أن يترك ما حرم الله عليه؛ طلبًا لثواب الله تعالى وحذرًا من عقابه.

 

الحكمة الثالثة: ما في الصيام من الوقاية الصحية، فإنه يذهب الأخلاط من البدن.

 

الحكمة الرابعة: وفيه وقاية خلقية، فإن الصائم يترفع عن مقابلة المسيء إليه بفاحش القول بالمثل بل يدع اللغو والرفث، وإن سابه أحد أو شاتمه أجابه: «إني امرؤ صائم»، وفي ذلك قطع لدابر الفتنة والشر.

 

الحكمة الخامسة: كما أن الصيام يمنع ملذات النفس وشهواتها المحرمة ما لا يمنع من سائر العبادات.

 

الحكمة السادسة: والصوم سر بين العبد وبين ربه لا يظهر إلا له، فلذلك صار مختصًا به، فإنه لا يمتنع عن المفطرات حال الخلوة ـ مع التمكن منها ـ إلا مؤمن.

 

الحكمة السابعة: كلما قل الأكل ضعفت الشهوة، وكلما ضعفت الشهوة قلّت المعاصي، والجنايات على الآخرين، فكان الصوم وقاية من الإثم والظلم.

 

رزق الله الجميع حسن الصيام وطول القيام وغيرهما مما يوصل إلى رضوان الله تعالى وجنته وينجي من غضبه وعقوبته آمين.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.