صلاة التراويح
لا ريب أن صلاة التراويح قربة وعبادة عظيمة مشروعة، والنبي صلى الله عليه وسلم صلاها ليالي بالمسلمين ..
لا ريب أن صلاة التراويح قربة وعبادة عظيمة مشروعة، والنبي صلى الله عليه وسلم صلاها ليالي بالمسلمين، ثم خاف أن تفرض عليهم، فترك ذلك وأرشدهم إلى الصلاة في البيوت ثم لما توفي صلى الله عليه وسلم وأفضت الخلافة إلى عمر بعد أبي بكر رضي الله عنهما ورأى الناس في المسجد يصلونها أوزاعاً، هذا يصلي لنفسه وهذا يصلي لرجلين وهذا لأكثر، قال لو جمعناهم على إمام واحد، فجمعهم على أُبي بن كعب وصاروا يصلونها جميعاً واحتج على ذلك بقوله عليه الصلاة والسلام: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» (رواه البخاري في (صلاة التراويح) برقم (1875)، ومسلم في (صلاة المسافرين) برقم (1269)، واللفظ متفق عليه).
واحتج أيضاً بفعل النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليالي، وقال: إن الوحي قد انقطع وزال الخوف من فرضيتها، فصلاها المسلمون جماعة في عهده صلى الله عليه وسلم ثم صلوها في عهد عمر واستمروا على ذلك، والأحاديث ترشد إلى ذلك ولهذا جاء في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة» (رواه الترمذي في (الصوم) برقم (734) وابن ماجه في (إقامة الصلاة والسنة فيها) برقم (1317)، والإمام أحمد في (مسند الأنصار) برقم (20450).
وان كان ذلك يدل فإنما يدل على شرعية القيام جماعة في رمضان وأنه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين من بعده، وفي ذلك مصالح كثيرة في اجتماع المسلمين على الخير واستماعهم لكتاب الله وما قد يقع من المواعظ والتذكير في هذه الليالي العظيمة، والتي ينعكس أثرها الايجابي على الشخصية المسلمة.
يكون وقت صلاة التراويح بعد صلاة العشاء حيث يذهب المسلمين إلى المسجد ويصلونها صلاة جماعة، يحق للمرأة أن تصليها في البيت ويصليها المسلم في بيته إن تعذر خروجه للمسجد فهي صلاة تكون خالصة ونافلة وتقرب إلى الله تعالى لمضاعفة الأجر والثّواب. صلاة التّراويح هي صلاة عادية يتم القيام بها كم تقوم بصلاة الفروض غير أن صلاة التّراويح تختلف في عدد الرّكعات ومخصصة فقط في شهر رمضان الكريم.
واختلف العلماء والفقهاء في عدد ركعات صلاة التّراويح: كيف؟ وكم ركعة كان نبينا محمد عليه أفضل الصّلاة والسّلام يصليها؟
بعض ما تم تناقله أن عدد ركعات صلاة التّراويح هي ثلاثة عشرة ركعة، والبعض الآخر يقول أقلها ثماني ركعات وأكثرها عشرون ركعة صلاة التّراويح نافلة.. فما أديت فلك الأجر فإن ضاعفت عدد الرّكعات لك الأجر المضاعف.
ويكون وقت صلاة التّراويح بعد صلاة العشاء وهو الوقت الذي لم يختلف فيه العلماء وينتهي وقتها إلى أن تصلى صلاة الوتر أي يتم الوتر وهي صلاة عدد ركعاتها عدد فردي أي ركعة واحدة أو ثلاثة.
عندما يبدأ المسلم بالصّلاة يصلي كما يصلي الصّلاة العادية ويقرأ ما تيسر له من سور القرآن الكريم في الرّكعة الأولى ويكرر ذلك في الرّكعة الثّانية، ولكن عندما ينهي الرّكعة الثّانية يجلس ويقرأ التّشهد والصّلاة الإبراهيمية ويسلّم هكذا يكون المسلم قد صلى الرّكعتين، ثم يقوم ويصلي ركعتين ويسلّم وهكذا إلى أن يؤدي ثماني ركعات أو عشرين ركعة لأن صلاة التّراويح صلاة طويلة ويتم الجلوس بين الركعتين للاستراحة وإبعاد التّعب عن المسلم لأن التّراويح فيها مشقة وأيضا لا يصليها فقط الشّباب وإنما يصليها أيضا كبار السن وهنا رأفة ورفقاً بكبار السّن والمرضى. وتصلى صلاة التّراويح ركعتين ركعتين وهكذا إلى أن يختم الصّلاة بركعة فردية أو يصلي كما يصلي صلاة المغرب فهكذا يكون قد أوتر في الصّلاة.
- التصنيف: