من القربات في رمضان: الدعاء

منذ 2022-04-18

إن كان الدعاء هو عمل عظيم الأجر والأثر في كل وقت، فهو أعظم أجرًا وأثرًا في رمضان، فشهر رمضان هو الشهر الذي يرجى أكثر من غيره أن ترتفع فيه الدعوات، ويستجيب الله منا، فاستكثروا فيه من الدعاء، فلكل مسلم في كل يوم دعوة مجابة عند الفطر، غير ما في ليله من فضل عظيم.

لقد أمرنا الله بالدعاء ووعدنا بالإجابة:

قال تعالى في سورة غافر: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60]، والدعاء من أحب العبادات إلى الله جل جلاله، ففي الحديث الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس شيء أكرم على الله من الدعاء»؛ (رواه ابن ماجه).

 

 

وقد دعانا الله لأن نطلب منه ما نحتاجه:

ولو كان ذلك طعامنا وكسوتنا، فعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل أنه قال: «يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئًا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم، قاموا في صعيد واحد، فسألوني فأعطيت كل إنسان منهم مسألته، ما نقص ذلك مما عندي، إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أُوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله عز وجل، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه»؛ قال سعيد: كان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه؛ (رواه مسلم).

 

وقد حضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإكثار من الدعاء:

فالداعي رابح على كل حال؛ أجابه الله جل جلاله أم لم يجبه، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة، إلا آتاه الله تعالى إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، فقال رجل من القوم إذا نكثر، قال: الله أكثر؛ رواه الترمذي، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم ينصب وجهه لله عز وجل في مسألة إلا أعطاها إياه، إما أن يعجلها له، وإما أن يدَّخرها له في الآخرة»؛ (رواه أحمد)، وكلما أكثرنا من الدعاء كانت الإجابة أرجى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَن سره أن يستجيب الله له عند الشدائد، فليكثر من الدعاء في الرخاء»؛ (رواه الترمذي والحاكم).

 

والدعاء هو الوسيلة التي يمكننا أن نغير بها حياتنا:

فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء»؛ (رواه الترمذي)، وفي الحديث الصحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل»؛ (رواه أبو داود والترمذي).

لذا فالدعاء هو الباب الوحيد الذي يُمكننا أن نغيِّر به قدرنا بإذن الله، وهو الذي نتصدى به للأزمات الصعبة والمشكلات المظلمة في حياتنا التي لا نجد منها مناصًا ولا مفرًّا أبدًا، ففي الحديث الحسن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر»؛ (رواه ابن حبان في صحيحه).

 

وعلى من أراد أن يستجيب الله دعاءه أن يلتزم بآداب الدعاء:

لكي ينال الإجابة، فكلما التزمنا بآداب الدعاء كلما اقتربنا من الحصول على الإجابة.

 

فما آداب الدعاء؟

أولًا: صورة الدعاء:

1- حمد الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: ففي الحديث الصحيح عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد إذ دخل رجل فصلى، فقال: اللهم اغفر لي وارحمني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجلت أيها المصلي، إذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله، وصل عليَّ، ثم ادعه»، قال: ثم صلى رجل آخر بعد ذلك فحمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أيها المصلي، «ادعُ تُجَبْ»؛ (رواه أحمد وأبو داود والترمذي).

2- رفع اليدين بالدعاء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله حيي كريم، يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرًا خائبتين»؛ (رواه أبو داود).

 

ثانيًا: حال القلب في الدعاء:

• الإخلاص لله بالدعاء: قال تعالى في سورة الأعراف: {وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} [الأعراف: 29]، وقال تعالى في سورة غافر: {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [غافر: 65].

 

• الظن الحسن بالله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل يقول أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني»؛ (رواه البخاري ومسلم).

 

• حضور القلب في الدعاء: قال تعالى في سورة النمل: ﴿ {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [النمل: 62]، وقال تعالى في سورة: {لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ} [الأعراف: 94]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فإن الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل}؛ (رواه أحمد).

 

فالدعاء الذي يخرج من القلب الحي اليقظ المتضرع هو الأرجى للإجابة.

 

• اليقين بالإجابة: فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «القلوب أوعية، وبعضها أوعى من بعض، فإذا سألتم الله عز وجل يا أيها الناس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة»؛ (رواه أحمد).

 

ثالثًا: مراعاة أوقات الإجابة وأحوالها:

فكلما راعينا الأحوال التي نجاب فيها أكثر من غيرها، والكلمات التي تكون أرجى في الإجابة، وكذلك الأماكن والأوقات، كلما فتح لنا باب الإجابة أكثر وأكثر، ومن ذلك:

• الدعاء في السجود: ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أقرب ما يكون العبد من ربه عز وجل وهو ساجد، فأكثروا الدعاء»؛ (رواه مسلم).

 

• ثلث الليل الآخر: فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينزل ربُّنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: «من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له» ؟؛ (رواه البخاري ومسلم)، وفي رواية لمسلم: إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول: «هل من سائل فيعطى؟ هل من داع فيستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له؟ حتى ينفجر الصبح»، وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «أقرب ما يكون العبد من الرب في جوف الليل، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن»؛ (رواه أبو داود والترمذي).

 

• دبر الصلوات المكتوبات: فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله، أي الدعاء أسمع؟ قال: «جوف الليل الأخير، ودبر الصلوات المكتوبات»؛ (رواه الترمذي).

 

• الدعاء بين الأذان والإقامة: فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد»؛ (رواه أبو داود والترمذي)، وفي الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أن رجلًا قال: يا رسول الله إن المؤذنين يفضلوننا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قل كما يقولون، فإذا انتهيت فسل تعطه»؛ (رواه أبو داود والنسائي)، وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء، وقلما ترد على داع دعوته عند حضور النداء والصف في سبيل الله»، وفي لفظ قال: «ثنتان لا تردان - أو قلما يردان - الدعاء عند النداء، وعند البأس حين يلحم بعض بعضًا»؛ (رواه أبو داود).

 

• ساعة من يوم الجمعة: قد تكون هي ساعة الخطبة والصلاة، وقد تكون آخر ساعة من نهار الجمعة أي قبيل المغرب، وقد تكون فيما سوى ذلك، المهم أن فيها ساعة مجابة، علمها من علمها وجهلها من جهلها، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وفيها ساعة لا يدعو أحد ربه فيها بخير هو له قسم إلا أعطاه، أو يتعوذ من شر إلا دفع عنه ما هو أعظم منه»؛ (رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد).

 

قال الألباني رحمه الله: ورأى بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن الساعة التي ترجى بعد العصر إلى أن تغرب الشمس، وبه يقول أحمد وإسحاق وقال أحمد: أكثر الحديث في الساعة التي ترجى فيها إجابة الدعوة أنها بعد صلاة العصر، قال: وترجى بعد الزوال، ثم روى حديث عمرو بن عوف المتقدم، وقال الحافظ أبو بكر بن المنذر: اختلفوا في وقت الساعة التي يستجاب فيها الدعاء من يوم الجمعة، فروينا عن أبي هريرة قال: هي من بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، ومن بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس، وقال الحسن البصري وأبو العالية هي عند زوال الشمس، وفيه قول ثالث: وهو أنه إذا أذن المؤذن لصلاة الجمعة روي ذلك عن عائشة وروينا عن الحسن البصري أنه قال: هي إذا قعد الإمام على المنبر حتى يفرغ، وقال أبو بردة: هي الساعة التي اختار الله فيها الصلاة.

 

 

رابعًا: تحري اسم الله الأعظم:

ففي الحديث الصحيح عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلًا يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، فقال: «لقد سألت الله بالاسم الأعظم الذي إذا سُئل به أعطى وإذا دُعي به أجاب»؛ (رواه أبو داود)، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بأبي عياش زيد بن الصامت الزرقي وهو يصلي وهو يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت، يا حنان يا منان، يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد سألت الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى»؛ (رواه أحمد)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، وفاتحة سورة آل عمران الله لا إله إلا هو الحي القيوم»؛ (رواه أبو داود والترمذي)، وفي الحديث الصحيح: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعوة ذي النون إذ دعاه وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له»؛ (رواه الترمذي).

خامسًا: تجنب أن تضع الحجارة بأفعالك فتسد الطريق أمام دعائك فلا يجاب:

فهناك مجموعة من العقبات التي تقف حائلًا دون إجابة دعائك، ومن فضل الله علينا أن تلك العقبات تحت سيطرتنا ويمكننا تجنبها، ومنها:

1- المطعم الخبيث: فهو أكثر ما يمنعك إجابة دعواتك، فأطب طُعمتك لتكون مستجاب الدعوة؛ ففي الحديث الحسن: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون: 51]، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 172]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام، وغُذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك» ؟؛ (رواه مسلم والترمذي).

 

2- العجلة: فالعجلة تمنعك الإجابة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي»؛ (رواه البخاري ومسلم)، وفي رواية لمسلم والترمذي: «لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله، ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء»، وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل، قالوا: يا نبي الله وكيف يستعجل؟ قال: يقول قد دعوت ربي، فلم يستجب لي»؛ (رواه أحمد).

 

3- القلب المشغول: فالله لا يستجيب من القلب الذي يدعو وهو ساهٍ لاهٍ في شعاب الدنيا؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاهٍ»؛ (رواه الترمذي)، وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «القلوب أوعية وبعضها أوعى من بعض، فإذا سألتم الله عز وجل يا أيها الناس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة؛ فإن الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل»؛ (رواه أحمد).

 

4- رفع البصر عند الدعاء بالصلاة: ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لينتهينَّ أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء، أو ليخطفنَّ الله أبصارهم»؛ (رواه مسلم والنسائي).

 

5- الاعتداء في الدعاء، والدعاء بإثم أو قطيعة رحم: فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة، إلا آتاه الله تعالى إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، فقال رجل من القوم: إذا نُكثر، قال الله أكثر»؛ (رواه الترمذي).

 

فلا تطلب من الله إلا خيرًا، ولا تسلك لهذا الطلب إلا طريق الخير؛ حتى لا تضع الحجارة الكثيفة أمام دعائك فلا يستجيب الله لك.

 

وإن كان الدعاء هو عمل عظيم الأجر والأثر في كل وقت، فهو أعظم أجرًا وأثرًا في رمضان، فشهر رمضان هو الشهر الذي يرجى أكثر من غيره أن ترتفع فيه الدعوات، ويستجيب الله منا، فاستكثروا فيه من الدعاء، فلكل مسلم في كل يوم دعوة مجابة عند الفطر، غير ما في ليله من فضل عظيم.

عبد العزيز بن حمود التويجري

دكتوراه في الفقه المقارن من المعهد العالي للقضاء ١٤١٢هـ. عضو هيئة التدريس بقسم العلوم الإسلامية بكلية الملك عبدالعزيز الحربية.