مساحات على الطريق!

منذ 2022-06-23

لم يعد للمعرفة حدود تؤطر من انتشارها، فنحن في زمن تتسابق فيه المعرفة إلى التوافر قبل طالبيها.

تتسابق وسائل التواصل الاجتماعي لاستحداث المزيد من التفاعلات التي تجذب الجمهور على منصاتها، من خلال البث المباشر للأحداث والفعاليات الحية، أو الحديث عن قضايا الساعة عبر المهتمين في كل التخصصات، أو توثيق المؤثرين اللحظي للعديد من مناسبات الترحال والاكتشاف والمعرفة العامة وغيرها.. وهو ما يتفاعل معه الجمهور ويسهم في انتشاره وصناعته.

وبعيدا عن الواقع المر لبعض التفاعلات والبثوث المخيبة للآمال حد الصدمة..!
من الجميل أن نسقط الضوء على شيء من الجانب الإيجابي منها إنصافا للباحثين عن الفائدة أينما كانوا وروادها وصانعيها.

فمما راج مؤخراً ولقي تفاعلاً واسعاً من شريحة كبيرة من المتابعين والمتفاعلين (مساحات تويتر ومثيلتها غرف كلوب هاوس وغيرها )، حيث تشاركت هذه المنصات الفكرة في طرح القضايا على اختلاف مضامينها، وتعدد موضوعاتها، مع ميلان كفة أكثرية التفاعل للجمهور في المساحات.

ومما لاحظته إيجابيًا:

-اتساع دائرة الإقبال على العلوم والمعارف والدورات التربوية والتقنية وتوافر الخبراء الذين يخصصون من أوقاتهم لإفادة الجمهور بكل تفانٍ وإخلاص، فلم تعد الفائدة محصورة على طلابهم أو من يتابع أطروحاتهم بل نقلوها لشريحة واسعة لهذه المنصات ومثيلاتها والتي يوجد فيها الكثير من الثقافات والشعوب المختلفة؛ مما أسهم في إظهارالعقلية السعودية الشابة المثقفة الأكاديمية والسياسية والاقتصادية وكل المجالات بشكل رائع ومتألق، أبهرت الآخرين، وهذا مما سمعته بنفسي من بعض الجمهور في ثناءاتهم على بعض الأطروحات التي يقدمها سعوديون.


-وجود المرأة السعودية المثقفة اللافت في كل المجالات سواء على المستوى النسائي النسائي البحت وحضور الآلاف منهن في مساحة هادفة سجلتها أرقام تويتر كسابقة، أو الحضور المثري العام، الذي يظهر المرأة السعودية بالمظهر اللائق بها وببلدها وبدينها وثقافتها.

-الجهود الفتية والشابة التي بهرت بثقافتها وخبراتها المتعددة الجمهور؛ والتي أسهمت بشكل كبير في إيصال المعلومة بشكل باهر كون خطابهم/ن يعي ويفهم واقع الفئة العمرية المثيلة لهم.

الكثير من المظاهر الإيجابية - حقيقةً - التي لا ُتعّد، وهذا مما ُيعّد جانباً مشرقا في التعامل مع وسائل التواصل عبر بث ما يعود بالنفع على كل شرائح المجتمع، ولكونها باتت جزءاً لا يتجزأ من الواقع.

لم يعد للمعرفة حدود تؤطر من انتشارها، فنحن في زمن تتسابق فيه المعرفة إلى التوافر قبل طالبيها.

________________________________________________

الكاتب: مرفت عبدالجبار