أختي المسلمة : تعريف العقيدة وأهميتها -2

منذ 2022-08-20

هل من الممكن أن تكون عقيدتي قوية متينة سليمة وأنا لا أصلي أو لا أرتدي الحجاب الشرعي وأقصر في عباداتي؟

 

هل من الممكن أن تكون عقيدتي قوية متينة سليمة وأنا لا أصلي أو لا أرتدي الحجاب الشرعي وأقصر في عباداتي؟

إذا كانت العقيدة سليمة وقوية راسخة سنجد أنفسنا نُدفع إلى العبادات دفعا، وإذا رسخت كلمة التوحيد في قلوبنا إيماناً وتصديقاً، انقادت جوارحنا لأمر الله تعالى عملاً وتطبيقاً.

- فكيف نؤمن بالحساب ووجود جنة ونار ثم لا نعمل لدخول الجنة ونحذر من الأعمال التي تدخلنا النار؟!

- كيف نغتاب أو نقبل رشوة أو نغش ونسعى أن نوفر لأبنائنا من يغششهم في الامتحانات ونفرح ونفتخر بذلك ونحن نعرف أن من يفعل ذلك معرض لعذاب الله؟!

- هل يعقل أن نعرف وقوفنا يوم القيامة على قنطرة المظالم بعد المرور على الصراط ثم نظلم أو نضيع حقوق العباد، فما بالنا بحقوق الوالدين والزوج والأولاد؟!

 كم من كلمة خرجت من أفواهنا جرحت وقتلت بغير سلاح وينتظر أصحابها القصاص.

- أسمع عن الجنة وما فيها مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ثم أتكاسل عن الصلاة أو أترك العبادات، وأتهاون في ارتداء الحجاب الشرعي، وأتحايل عليه بأشكال ما أنزل الله بها من سلطان ولا تمت إلى حقيقة الستر بأي صلة؟

- كيف أعرف أسماء الله الحسنى وصفاته ومعانيها ثم لا أعمل بمقتضاها؟! أعرف أن الله الرزاق ثم أسأل العباد الرزق ولا أسأل الرزاق، أنه الصمد الذي يلجأ إليه الخلائق ولا أقصده في حوائجي، كيف أيأس ولي رب كريم حليم غفور جبار يجبر كسر المكسورين.

 

وتلك العقيدة الراسخة التي جعلتنا نسعى للوصول للجنة والنجاة من النار هي التي علمتنا أن الدنيا دار ابتلاء لا راحة، فهل تشعر بالحزن وضيق الصدر وتريد الحل؟

إن الحل في تحقيق التوحيد فبه يكون انشراح للصدر، قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "فمحبة الله تعالى ومعرفته ودوام ذكره، والسكون إليه والطمأنينة إليه، وإفراده بالحب والخوف والرجاء والتوكل والمعاملة، بحيث يكون هو وحده المستولي على هموم العبد وعزماته وإرادته ،هو جَنَّةُ الدنيا، والنعيم الذي لا يشبهه نعيم، وهو قرة عين المحبين وحياة العارفين". 

وقال أيضاً :" وعلى حسب كماله أي التوحيد وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه "[زاد الميعاد].

فالسعادة الحقيقة والصحة النفسية وراحة البال  أساسها كلها من العقيدة الراسخة في القلب.

 

هل يقلقك كثرة الفتن والشبهات والشهوات؟ هل تبحث عن النجاة منها وتخاف من الوقوع فيها؟

إن النجاة في العقيدة الصحيحة الثابتة الراسخة القوية.

 

فكيف تجعلنا العقيدة السليمة ننجو من كل هذا؟

الفتن والشبهات والشهوات تحيط بنا بل قد زُينَت لنا والوقوع فيها سهل ، قال تعالى: {( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ)} (آل عمران: 14)

هذه الأمور التي خلقنا على حبها قد نحصل عليها من الحلال أو الحرام ، والذي يعصمنا من الوقوع  في هذه الشهوات المحرمة هو العقيدة.

- فعندما نعتقد أن الله يسمع ويرى، يسمع السر وأخفى وكل ما نتلفظ به أو حتى ما أردنا أن نتلفظ به، يرانا حتى في خلواتنا حين نظن أننا غبنا عن أعين الناس؛ فكيف نجعله أهون الناظرين إلينا فنطلع إلى ما حرم من مواقع أو نتكلم مع رجال ليسوا من محارمنا؟!

 - وعندما نعلم أنه سبحانه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأنه قد أوكل بنا ملائكة حافظين، كراماً كاتبين، وأنه أعدَّ للمؤمنين جنة ونعيماً، وللكافرين ناراً وجحيماً؛ فإننا سنراقب أنفسنا ونمنعها من الوقوع في الحرام، ولن تكون شهوتنا قائداً لنا.

- فإن وقعنا في الحرام، فإننا نعلم أن الله تواب رحيم فنبادر إلى التوبة خوفاً من العذاب، وطمعاً في رحمة الله ولطفه ورغبة في الثواب.

إذا العقيدة حصن حصين لصاحبها، تحوطه وتحميه من الشهوات، ومن الغرق فيها.

وأما الشبهات التي ينشرها أصحاب البدع والضلال الذين يشككون في ثوابت الدين فتحتاج أيضا لعقيدة قوية راسخة للنجاة منها ومواجهتها. كيف أتأثر بمن يشكك في حجية أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه لا يضمن أنها لم تحرف وأنا عندي يقين راسخ أن الله قد حفظ السنة كما حفظ القرآن؟ قال سبحانه وتعالى : {( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى)} .

قال ابن حزم الظاهري : " فأخبر تعالى أن كلام نبيه صلى الله عليه وسلم كله وحي ، والوحي بلا خلاف ذكر ، والذكرُ محفوظ بنص القرآن .

 وقال الله تعالى: {(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) } {الحشر: 7}.

فبعقيدته الصحيحة يعصم المسلم نفسه من العبودية لغيره سبحانه، ومن الوقوع في الخرافات والسقوط في الظلمات، ومن الوقوع في البدع والمحدثات والشبهات.

كيف لا وأنا بعلم العقيدة أعرف حقيقة الإسلام والإيمان، وأعرف كيف أتعامل بشكل صحيح مع الغيبيات، بل وأعرف ربي وأؤمن بقضائه وقدره وقدرته وتصرفه في خلقه.

 

وهو علمٌ يُجدِّد التفاعل مع هذه الحياة، ويملؤها بالإيجابية، فمن اعتقد بربوبية الله تعالى، قاده اعتقاده إلى التوحيد والعبادة، وانقلب خوفه أمنا، لا ييأس أبدا فهو يعرف أن الأمور كلها بيد الله، وهو قادر على تغيير حاله في طرفة عين، كل ما عليه الأخذ بالأسباب وسيرى من لطف الله به ما يقر عينه ويفرج كربه ويحقق أمله؛ فيقينه وحسن ظنه بالله لا يفارقه أبدا.

 

والبناء العقدي للأمة الإسلامية سبب في قوتها وثباتها، وسبب في النصر على الأعداء على مر السنين، فإذا ضعف إيمان الأمة انهزمت.

 

ولهذا نحتاج إلى العناية بدراسة علم التوحيد، لننقي اعتقادنا ويكون خالصاً من أي شوائب تحبط أعمالنا، فلو نظرنا إلى بعثة الأنبياء فإن أول ما يدعو إليه كل رسول هو عبادة الله عز وجل وحده، قال الله تعالى في شأن نوح عليه السلام: (( {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} )) [الأعراف: 59]، كذلك كانت دعوة هود، ودعوة صالح، ودعوة شعيب.

وقال الله عز وجل في شأن التوحيد: (( {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} )) [النحل 36] .

فالتوحيد هو أول ما كلفنا الله عز وجل به في دين الإسلام، وأول ما نُسأل عنه في قبرنا.

وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة".

هذا في الحياة ولكن بعد خروج الروح هناك موقف آخر نحتاج فيه إلى سلامة التوحيد بشدة، فهل تعرفون ما هو؟

إذا كانت عقيدتك سليمة وغادرت هذا العالم توفقين بإذن الله تعالى للإجابة على أسئلة القبر.

في القبر لن تُسأل عن اسمك أو شهادتك أو أهلك و نسبك، وإنما تُسأل فقط في عقيدتك؛ من ربك؟ من نبيك؟ ما دينك؟ ولن يستطيع الإجابة على هذه الأسئلة إلا من عاش على التوحيد الخالص في الدنيا.

البعض يرى أن أمر سؤال القبر هين وبسيط، فلو أن أحدا سألني الآن من ربك سأقول الله، من نبيك سأقول محمد وما دينك سأقول الإسلام، لكن الأمر ليس بهذه البساطة، أبدا؛ لأنه لا يوفق لها إلا من عاش على التوحيد، من قضى عمره يبحث من هو ربه وما أسماؤه وما صفاته، ويبحث في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ويبحث في الدين ما أركانه ومراتبه وكيف يحقق الإسلام والإيمان. فالله عز وجل جعل الجزاء من جنس العمل، إن اعتنيت بدينك توفق للإجابة على هذه الأسئلة.

طبعا هذا بخلاف من يعيش حياته كلها لا يدري ما الذي أتي به إلى هذه الدنيا، ولا يعرف ما أمره الله به، فهذا لا يوفق يقيناً للإجابة على هذه الأسئلة.

واعتناؤك بدينك هو علامة على حبك لله عز وجل: قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: " من أحب الله أحب دينه ومن لا فلا".

 وتخيل عندما تختم كلامك بلا إله إلا الله أنك من أهل الجنة بإذن الله.

 لك الأمن يوم الفزع الأكبر قال تعالى: { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)}  [الأنعام]

أنت الوحيد الذي يخرج من قبره يوم القيامة والملائكة تطمئنك، وربك راضٍ عنك، وليست هذه المنزلة إلا لأنك حققت التوحيد،  قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } [النساء 48] .

هذه بشرى عظيمة لمن حقق التوحيد، فكلنا أصحاب ذنوب ومعاصي، ولا يوجد بشر ليس بخطاء، وهذا وعد من الله لمن كان توحيده سليما بمغفرة الذنوب، إذا تاب وعمل صالحا.

ففساد المعتقد لا يُقبل، ولكن أمة مذنبة عاصية مع توحيد سليم نرجو من الله عز وجل، أن نكون ممن يدخلون في مشيئة الله عز وجل لهم بالمغفرة المذكورة في الآية.

قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: "ما شاء الله وشئت، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أجعلتني لله ندا ؟ قل: ما شاء الله وحده". وفي رواية قال" بل قل ما شاء الله ثم شئت ".

فهل هناك فرق بين (و) و (ثم)؟

 نعم، فحرف في العقيدة يوقع في الشرك.

قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله: (حاجة العبد إلى الرسالة أعظم بكثير من حاجة المريض إلى الطب؛ فان آخر ما يقدر بعدم الطبيب موت الأبدان ( يعني لو الإنسان مرض والطبيب لم يأتِ  أقصى ما يحدث أن يموت الإنسان، البدن يموت) وأما إذا لم يحصل العبد نور الرسالة وحياتها مات قلبه موتا لا ترجي الحياة معه أبدا أو شقي شقاوة لا سعادة معها أبدا.

إذا علم العقيدة هو نجاتك في الدنيا والآخرة، فكم من الوقت أهملنا في دراسة هذا المعتقد !

لقد حان الوقت أن نبدأ في معرفة عقيدتنا، ولكن قبل ذلك نريد أن  نعرف ما يميز عقيدة الإسلام عن غيرها من العقائد.

من أهم مميزات وسمات العقيدة الإسلامية:

1- سلامة المصدر:

من أين نستقي منازل القلوب من الخوف والرجاء والتوكل وضوابط ذلك؟ من أين نستقى ديننا كله؟

في رحلتنا للوصول إلى الله سبحانه وتعالى:  إما أن نتبع طريق الوحي، وإما أن نتبع الهوى.

 فهل نتبع ما تمليه عليه أهواؤنا ورغباتنا التي تختلف من شخص لشخص فيضيع الحق بيننا؟

 أم أن الأعلم بما يصلح القلوب هو رب هذه القلوب؟

إذا العاقل الباحث عن النجاة سيختار طريق الوحي فقط

 وطريق الوحي يبين لنا أن مصادر العقيدة الإسلامية الصحيحة هي ثلاثة مصادر لا غير، منها نأخذ ديننا، ونعرف معتقدنا؛ فهذا الدين العظيم واضح المعالم لا غموض في منابعه، ولا خفاء في مصادره، وهذه المصادر هي:

1. كتاب الله تعالى، وهو الأصل الأول لأخذ العقيدة الصافية، لتخرجنا من الظلمات إلى النور، قال تعالى:  {قد جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المائدة: 15-16].

2. السنة النبوية الثابتة -على صاحبها أفضل الصلاة والسلام-، وكل ما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صحيحا ثابتا يجب أخذه والتسليم له؛ فالسنة وحي مثل القرآن جاءت من نفس المصدر، وأُمرنا بالأخذ بها والتمسك بما جاء منها، قال تعالى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {(وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى)} [النجم: 3-4].

قال -صلى الله عليه وسلم-: " «قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك» ".

3. إجماع علماء الأمة؛ فهو مصدر من مصادر الأدلة الاعتقادية؛ لأنَّه يستند في حقيقته إلى الوحي المعصوم من القرآن الكريم، والسنة المطهرة، وأغلب مسائل الاعتقاد هي محل إجماع بين الصحابة والسلف الصالح، وهذه الأمة لا تجتمع على ضلالة وباطل سواء في أمور العقيدة أو غيرها، قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تجتمع أمتي على ضلالة".

إذا لا نأخذ عقيدتنا من البرامج التلفزيونية لغير العلماء المتخصصين الثقة ولا نأخذها من منشورات وسائل التواصل دون أن نكون على ثقة من مصدرها؛ فكم يستغل أعداء الدين وسائل الإعلام المختلفة لهدم قواعد الدين ويدسون السم في العسل، فلنتبه ولننظر عمن نأخذ ديننا، فالعقيدة أمرها عظيم، والعاقبة إما إلى جنة أو نار .

وللأسف فإن دور هذا الإعلام يزداد تأثيرا سلبيا في الآونة الأخيرة، من خلال الحملة الشرسة على الثوابت الإسلامية، والطعن في أئمة الدين وعلمائهم ليبنوا بيننا وبين علمائنا الثقة حاجزا نفسيا، بل وصلت بالبعض  إلى حدود التشكيك بالعقيدة الإسلامية والإيمان بالله تعالى، حيث اشتدت موجة استضافة من يروج للإلحاد في وسائل الإعلام مؤخرا، وإلى الله المشتكى. فلنهتم بتعلم عقيدتنا الصحيحة من مصادرها الصحيحة ولنقاطع أمثال هذه البرامج.

2- أيضا من مميزات العقيدة الإسلامية: اتصال سندها:

 فنحن متأكدون تأكدا تاما أن العقيدة التي بين أيدينا هي العقيدة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم، رواها العلماء بعضهم عن بعض حتى وصلوا للنبي صلى الله عليه وسلم.

3- من ضمن الخصائص أيضا أن هذه العقيدة موافقة لفطرة الله عز وجل:

 كما قال عز وجل : {فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله } .

4- من ضمن سماتها أيضا العقلانية:

 فالعقيدة الصحيحة لا يمكن أن تناقض العقل الصريح؛ لأن الذي خلق العقل هو من أنزل هذا الشرع فلا تناقض بينهما.

 لكن العقيدة الفاسدة بالطبع ستناقض العقل، والعقل الزائغ قطعا قد يناقض العقيدة الصحيحة.

قد تأتي مسألة تحار فيها العقول لكن لا يمكن أن تناقضها.

5- من خصائصها أيضا الوضوح:

فهي خالية من التعقيدات والتناقضات والغموض والفلسفة؛ لأنها مستمدة من الوحي ومن كلام النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى وقد أوتي جوامع الكلم.

6- ومن خصائصها أيضا الوسطية:

فنجد من خالفها إما قد أفرط وغالا وإما قد فرط وقصر.

أما عقيدة الإسلام فهي عقيدة وسط فالحمد لله على نعمة الإسلام.

كانت هذه مقدمة بسيطة عن أهمية دراسة العقيدة، وبإذن الله سنبدأ معا سلسلة نعرف فيها عقيدة الإسلام بأسلوب سهل وبسيط، ونعيها بقلوبنا، فينطبع ذلك على جوارحنا، لتقودنا لجنة عرضها السموات والأرض.

هبة حلمي الجابري

خريجة معهد إعداد الدعاة التابع لوزارة الأوقاف بجمهورية مصر العربية