فضل الاستغفار

منذ 2022-08-25

إن الاستغفار له مكانته العظيمة ومنزلته العليّة في دين الله فهو أساس لاستجلاب الخيرات وحلول البركات ونزول النّعم وزوال العقوبات والنقم، الاستغفار عباد الله يرفع العبد من المقام الأدنى إلى المقام الأعلى ومن المقام الناقص إلى المقام الأتم والأكمل.

إن الاستغفار له مكانته العظيمة ومنزلته العليّة في دين الله فهو أساس لاستجلاب الخيرات وحلول البركات ونزول النّعم وزوال العقوبات والنقم، الاستغفار عباد الله يرفع العبد من المقام الأدنى إلى المقام الأعلى ومن المقام الناقص إلى المقام الأتم والأكمل.

الاستغفار عباد الله به تقال العثرات وتغفر الزلات وتكفر الخطيئات وترتفع الدرجات وتعلو المنازل عند الله تبارك وتعالى جاء في الحديث الصّحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال: «طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا» ، وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «من أحب أن تسره صحيفتُه يوم القيامة فليكثر فيها من الاستغفار».

وقد كان عليه الصلاة والسلام أكثر الناس استغفارا مع أنه صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يقول الأغر رضي الله عنه والحديث في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: «إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة».

بل جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نعدُّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم: رب اغفر لي وتب عليّ في المجلس الواحد مائة مرة بل جاء أعظم من ذلك وهو ما ثبت في سنن النسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما رأيت أحدا أكثر من قول: أستغفر الله وأتوب إليه من رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى أبو هريرة رضي الله عنه عباد الصحابة وخيار المؤمنين وأكثر الناس استغفارا فلم ير أحدا أكثر من رسول الله صلوات الله وسلامه عليه في الاستغفار والتوبة إلى الله جل وعلا.

لقد كانت حياة نبينا صلى الله عليه وسلم عامرة بالاستغفار في أوقاته كلها ومجالسه جميعها إلى أن ختم حياته المباركة وعمره الشريف صلوات الله وسلامه عليه بالاستغفار إلى الله عز وجل، روى البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهي تروي قصة موت نبينا عليه الصلاة والسلام قالت: مات عليه الصلاة والسلام وظهره إلى صدري وسمعته يقول: اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى فكما أن حياته عليه الصلاة والسلام مليئة بالاستغفار وطاعاته عليه الصلاة والسلام مختومة بالاستغفار فقد ختم حياته العامرة ختمها بالاستغفار مما يدل عباد الله على مكانة الاستغفار العلية وشأنه العظيم في دين الله وأن حاجتنا إليه حاجة ماسة يجب علينا عباد الله أن نكثر من الاستغفار في أوقاتنا كلها وأحوالنا جميعها ولاسيما في الأوقات التي يتأكد فيها ذلك كأدبار الصلوات والثلث الأخير من الليل ونحو ذلك من الأحوال والأوقات، وقد كان عليه الصلاة والسلام يستغفر الله في سجوده ويستغفر الله في أول صلاته في بعض الاستفتاحات ويستغفر الله في خاتمة صلاته قبل أن يسلم وإذا سلم قال ثلاث مرات: استغفر الله، استغفر الله، استغفر الله فكان عليه الصلاة والسلام كثير الاستغفار وقد قال الله جل وعلا: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21]، اللهم وفقنا للاقتداء بنبيك وحسن الاتباع له واجعلنا من عبادك التوابين المستغفرين يا ذا الجلال والإكرام، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.

 

أما بعد: عباد الله:

فقد شكا كثير من الناس جفاف الأرض وقلة الأمطار وتضرّر الماشية وحصول المضار المتنوعة بسبب تأخر الأمطار وقلة نزولها فما أحوجنا عباد الله والحالة هذه بل ما أحوجنا في كل حالة إلى ملازمة الاستغفار والإكثار منه، جاء رجل إلى الحسن البصري رحمه الله يشكو جفاف بستانه فقال له: استغفر الله ، وجاءه آخر يشكو الفقر والحاجة فقال له: استغفر الله ، وجاءه ثالث يشكو عدم الإنجاب فقال له: استغفر الله فقيل له في ذلك، قال: لم أزد على كتاب الله عز وجل وتلا قول الله تعالى: {فقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [ نوح: ١٠ - ١٢].

عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر

عضو هيئة التدريس بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة