جذور اضطهاد المرأة في أوربا
كان تطور وضع المرأة في أوربا منذ عصر الثورة الصناعية كارثة على المرأة قبل الرجل، وعلى المرأة في أوربا قبل غيرها.
كان تطور وضع المرأة في أوربا منذ عصر الثورة الصناعية كارثة على المرأة قبل الرجل، وعلى المرأة في أوربا قبل غيرها.
فإذا ألقينا نظرة تاريخية على العمق الثقافي في العقل الأوربي تجاه المرأة، نجد أن المرأة كانت محل ازدراء في الفلسفات اليونانية والإغريقية، وفي العصور الوسطى المظلمة، وصولا إلى عصر النهضة، وعند كبار فلاسفة أوربا من سقراط وأفلاطون إلى نيتشه وديكارت، حيث كانت هذه الفلسفات تختلف حول طبيعة المرأة، وما إذا كانت تنتمي إلى الإنسان أم الحيوان، من الناحية الخلقية، وما إذا كانت تنتمي إلى طبقة الأحرار أم العبيد، من الناحية الاجتماعية!
وبحلول عصر الثورة الصناعية في أوربا، وبعد أن كانت المرأة تعمل وقت فراغها، خلال عصر الإقطاع في حرف بسيطة من منزلها، في بيئة ريفية، انتقلت إلى العمل، لساعات طويلة، وبأجور أقل من الرجل في مصانع المدينة.
وتأزم وضع المرأة أكثر وأكثر، بظهور الرأسمالية، ووقوع الحرب العالمية الأولى والثانية، حيث قُتل عشرات الملايين من الرجال في الحروب، فافتقرت المرأة إلى المعيل أكثر وأكثر، وافتقرت المصانع إلى الأيدي العاملة أكثر وأكثر! ولم يكن بد من أن تدفع المرأة الثمن مرة أخرى!
ولأن المرأة في أوربا وجدت نفسها تعود إلى المربع الأول، ولكن في ثوب جديد فرضته الرأسمالية المستغلة، ليتناسب مع العصر الجديد، فقد رجعت رحلتها عودا على بدء! فسعت إلى سنّ القوانين التي تساوي بين المرأة والرجل، في كل شيء، لتخالف ما خلقه الله من تباين واختلاف جسدي وفطري ونفسي بين المرأة والرجل، ولتبدأ المرأة في أوربا رحلة تيه جديدة في عصر جديد!
هاني مراد
كاتب إسلامي، ومراجع لغة عربية، ومترجم لغة إنجليزية.
- التصنيف: