العبرة بالتدبر

منذ 2022-09-07

إن للعلم الشرعي منزلة عظيمة في الدين حث الله عليها ورغب فيها وجعل طلبه من أفضل القربات ومن أعظم أسباب دخول الجنة نسأل الله أن يشرح صدورنا لتعلم العلم الشرعي ويوفقنا لخيري الدنيا والآخرة.

كثيراً ما نقرأ سورة الفاتحة بل ونرددها أكثر من عشر مرات في اليوم ولكن ليست العبرة في القراءة والتكرار فقط وإنما بتدبر الآيات والأحكام حقاً، وفي الموضوع سوف نقف مع آية من سورة الفاتحة قال - تعالى -: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}.

 

وهنا معنى -الصراط- أي الإسلام لأنه طريق من سلكه نجا من النار ودخل الجنة، ومن أنعم عليهم هم الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون فمن أطاع الله ورسوله كان من المنعم عليهم لقوله - تعالى -: {ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم} ونعم الله لا تقدر ولا تحصى وأعظمها الإيمان ومعرفة الله - تعالى -ومعرفة ما يحب وما يكره والتوفيق لفعل ما يحب وترك ما يكره ونعمة الهداية أعظم نعمة، وكذلك نعمة الاهتداء للمنهج السليم المتبع للكتاب والسنة على فهم سلف هذه الأمة فهذه نعمة لا يذوق طعمها إلا من رزقها، أسأل الله أن يديم هذه النعم علينا {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} أي اهدنا صراط من أنعمت عليهم لا صراط من غضبت عليهم وهم اليهود ومن على شاكلتهم الذين لم يعملوا بما علموا لما يحب الله ويكره (والضالين) وعلى رأسهم النصارى ومن شاكلهم ممن عبدوا على جهل فضلوا وأضلوا وسبب ضلالهم الجهل بما يحبه الله وما يكره من هنا ندرك أهمية طلب العلم الذي به يتوصل لمعرفة توحيد الله - سبحانه وتعالى - وشريعته وأحكام الدين كلها على هدي رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم -.

 

والسبب الرئيسي لكل ما يشكو الناس اليوم من شرور وفساد وظلم هو من سبب الجهل في أمور الدين، وعدم معرفة ضوابط الشرع مما يؤدي بالإنسان إلى الهلاك والضياع والتصرف غير السليم، وبهذا يقول الوالد العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -: يجب على الإنسان أن يتعلم ما لا يسعه جهله عليه أن يتفقه في دينه لأن الإنسان مخلوق لعبادة الله ولا طريق للعبادة ولا سبيل لها إلا بالله ثم بالعلم فالواجب على المكلفين أن يتعلموا كيف يصلون وكيف يزكون وكيف يحجون.

 

كيف يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وكيف يتعاملون مع الناس وكيف يعلموا أولادهم ولهذا الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين» معنى ذلك أن الذي لا يتفقه ولا يتعلم ما أراد الله به خيراً ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

وختاماً نقول إن للعلم الشرعي منزلة عظيمة في الدين حث الله عليها ورغب فيها وجعل طلبه من أفضل القربات ومن أعظم أسباب دخول الجنة نسأل الله أن يشرح صدورنا لتعلم العلم الشرعي ويوفقنا لخيري الدنيا والآخرة.

______________________________________________

الكاتب: عادل جاسم العبيد